هدأت الزوبعة، لنتكلم عن هذا الأمر قليلا، بخصوص موضوع قرداحي مع المملكة، أعتقد أن الموضوع أكبر كثيرا من مجرد تصريح، هوجمت السعودية من أكثر من 20 عاما وهي صابرة متجاهلة الإساءات التي جاء معظمها من جهات عربية بل وخليجية أحيانا، بعض تلك الدول يعتمد أساسا على المساعدات السعودية، ومع ذلك صبرت، وهذه أخلاق الشقيقة الكبيرة السعودية، لكن هذه المرة إنها الأفعال وليست الأقوال التي أغضبت الرياض، وما أكثرها.
في البداية، يبدو أن المنصب الوزاري في لبنان الشقيق له سحر خاص وعجيب، إذ ما إن يجلس أحدهم على ذلك الكرسي حتى يبدأ البعض منهم بافتعال معارك ديبلوماسية لا ناقة للبنان فيها ولا جمل، لا مكاسب على الإطلاق، يبدو أن البعض يفهم شجاعة القرار السياسي بطريقة خاطئة، تصريحات وزير السياحة اللبناني وهجومه على مصر، هجوم وزير سابق على السعودية من زاوية «هؤلاء بدو»، مرورا بتعليق وزير الإعلام الحالي قرداحي عن الحوثي وكلام وزير الخارجية اللبناني بخصوص تصدير الكبتاغون إلى السعودية، وكلام جبران باسيل عن «العمال السعوديين» وغيرها، لا تعد.
المحرك الأساسي للسياسة الخارجية للدول هي المصالح، فما حاجة لبنان لافتعال هذه المشاكل مع السند الحقيقي والأساسي لاقتصاده وعمالته؟ هذه معارك لبنان الطرف الخاسر الوحيد فيها، ثم دعك من الأقوال فلنتكلم عن الأفعال، تهريب المخدرات والكبتاغون تصدير مقاتلين على حدود السعودية بالإضافة إلى تدريب بعض عناصر الحوثي والسلاح والطائرات المسيرة كل هذا واكثر، أليس بكفيل أن يغضب السعودية، وإذا غضبت السعودية غضب معها الخليج وأغلب العرب، المصير واحد والخليج واحد والقضية عادلة، من يعتقد أن المسألة كانت بسبب تصريحات فقط فهو واهم، فليشاهد الفيديوهات التي عرضها بعض عناصر حزب الله وهم يدربون الحوثي لحرب السعودية، لعله يفيق لرشده.
أما بخصوص الوزير قرداحي فيبدو أنه «بايع» المسألة، حرق كل المراكب ولم يترك لنفسه طريق رجعة، المهم أن تتعلم السعودية من هذا الدرس، حفظ الله خليجنا من كل سوء، وفي الختام سلام.