- معاجم البابطين لشعراء العربية في القرون المختلفة وكتبها التأصيلية أعمال علمية متقنة وضعت شعراء الأمة تحت مظلة تأليفية واحدة وأسهمت في تطور النقد
- مؤسسة البابطين جمعت عمالقة الشعر والأدب والثقافة تحت سقف واحد في وقت كانت السياسة تفرقهم وحظ عُمان من المشاركة وافر
- جائزة أحسن قصيدة ذهبت للشاعر المبدع سيف الرمضاني 1995 وكنت أتمنى أن تكون إحدى دورات المؤسسة لشاعر عمان الكبير أبي مسلم البهلاني
«عُمانيات».. مقالات ثقافية تستهدف ترسيخ التعاون بين الكويت وسلطنة عُمان في المجالات الأدبية والمعرفية وإلقاء الضوء على التاريخ البعيد والقريب للبلدين والتلاقي بين الأدباء والنقاد.
ليس هذا المقال ترفا ثقافيا ولا فخرا ذاتيا، ولا مزايدة على المتحقق والمنجز الفكري العماني، وإنما فصل من فصول تجربتي الثقافية وتبيان للجهود المتواضعة التي قمت بها خدمة لبلدي «عُمان» والتعريف بها في الأوساط الثقافية العربية، فقد شرفت بمعرفة مؤسسة البابطين للإبداع الشعري ذائعة الصيت قبل أكثر من ربع قرن، ثم شرفت بالعمل مندوبا لها في السلطنة خلال الفترة من (1999 - 2004)، وقدمت خلال هذه الفترة الذهبية من حياتي الثقافية جملة من الكتابات التي أحسبها مبكرة، فقد قامت عليها دراسات نقدية وتاريخية سعدت بها عندما وجدتها في قوائم المصادر والمراجع لجملة من الأطاريح والرسائل الأكاديمية بل والكتابات الثقافية، ولا أدعي مطلقا أن الشعر العماني غير معروف قبل ما قدمته في منشورات هذه المؤسسة بل أحسب أن هذه المؤسسة كانت عاملا من عوامل نشره ضمن منظومة نظائره الآداب العربية الأخرى، وهذا ما جعلني أعتز بهذا الإنجاز الذي مارسته بشغف في ريعان الشباب والألق العلمي المتأجج، وفي ظل مؤسسة متخصصة رعتني غضا يافعا ودفعتني في نهاية المطاف لإكمال جهودي في كتابة تاريخ الشعر العماني في القرن العشرين، وإن قلت كانت أحد عوامل تحفيزي لحب البحث فيه فلا أجانب الصواب، إذ أحسب في نفسي أنها كانت الدافع المعنوي لي نحو كتابة عدد من دراساتي التأريخية والتحليلية والنقدية ومنها كتابي المرجعي «الشعر العماني في القرن العشرين» وكتابي الأخير «والسطر الأول في النقد الأدبي العماني الحديث» وبينهما كتب أخرى ليس آخرها الصحافة العمانية المهاجرة.
لا أنسى ذلك اللقاء الجميل الذي جمعني بأمين عام المؤسسة الأديب المثقف المسرحي المعروف الأستاذ عبدالعزيز السريع الذي زار السلطنة بمعية أستاذي د.إبراهيم غلوم في شهر أكتوبر من عام 1990، وكانت زيارتهما لما كان يسمى بوزارة التراث القومي والثقافة ولقائهما الرسمي بصاحب السمو السيد فيصل بن علي، رحمه الله، للتعريف بالمؤسسة وإيضاح رؤيتها وتقديم أفق تعاون يخدم الثقافة والمثقفين العمانيين.. وبعد هذا اللقاء التقيت مساء ذلك اليوم بهما وتباحثت معهما حول عدد من المواضيع التي تخص الشعر العماني بصفتي أحد المتخصصين فيه والمهتمين بتجارب أعلامه، وتم اختياري وتكليفي بالعمل مع المؤسسة والقيام بجمع نماذج الشعر العماني ومحاولة خلق روابط بين المؤسسة والوسط الثقافي العماني الذي كان يتشكل في ظل مؤسستين رسميتين معروفتين: النادي الثقافي، والمنتدى الأدبي وبينهما جهود فردية وتجارب ذاتية ومجالس خاصة كان لها دور قبل ميلاد جمعية الأدباء والكتّاب.
كانت هناك ثمة عقبات كأداء واجهتني وأنا بصدد هذا العمل في هذه المؤسسة، فقد ولدت بعيد الحدث الفاجع السياسي الذي هز الكيان العربي والعالمي وقسم المثقفين العرب إلى شطرين متنافرين ألا وهو احتلال العراق للكويت، ولهذا نجم عن هذا الحدث الفارق تأثير نفسي في نفوس النخب العربية قاطبة وبدا صداه في تباين المواقف بين المثقفين العمانيين شأنهم شأن المثقفين العرب، فكانوا بين مؤيد ومعارض فأبدى بعض مثقفينا وشعرائنا بالصدود وشاحوا بوجوههم عن تقبل أي فعل ثقافي مهما كانت نواياه قادم من الكويت تضامنا مع العراق الذي شنت عليه بسببها حربا ضروسا لم تبق فيه شيئا، فكانت مواقف الرفض من المشاركة في إدخال أسمائهم ضمن مشروع «المعجم الشعري» الذي تنوي المؤسسة إعداده، وكذلك عدم الرغبة في المشاركة في أي فعل ثقافي تقيمه حتى ولو لم تكن له علاقة بالسياسة.. كانت العقبة كأداء والإقناع صعبا لتزمّت بعضهم وعدم تفهمه لدور المؤسسة الثقافي وبعدها عن الجانب السياسي، ومع تكرار المحاولة استطعت إقناع بعضهم وجذبهم إلى فضاءات هذه المؤسسة وأنشطتها بعدما اتضحت لهم الرؤية حول طبيعة أنشطتها الثقافية، فصارت مضرب المثل للحضور الثقافي العربي في ذلك الوقت الهام، فأم فعالياتها الشعراء والمثقفون والكتاب والصحافيون العرب الأكثر شهرة حتى أنه لم يبق اسم عربي أو مهتم بالشعر العربي إلا واستجاب لدعوات هذه المؤسسة والكتابة فيها وحضور فعالياتها، فغدا نشاطها وفعلها الثقافي محط رحالهم، ومهوى أفئدتهم وإن أنسى لا أنس تزاحم الكبار عليها فرأيت فيها ما كنت أحلم برؤيته والالتقاء به، والحديث معه، وقد لا قد يخطر على بالي ذات يوم أن أرى هذه الكوكبة من النخب العربية والأسماء العليا في الكتابة والإبداع التي كانت تثير شغف فضولي لرؤيتها والاستماع إليها عن قرب حتى توطدت لدي من لدن بعضهم علاقات وتواصلات وروابط مازلت أحتفظ بذكراها ولدي منهم كما من رسائلهم المكتوبة وصورهم الفوتوغرافية عندما كان للرسائل الورقية والصور ألف معنى.
شملت جهود مؤسسة البابطين الأقطار العربية كلها ولم تحد عمان عن مثيلاتها العربيات من الحضور والتمثيل في أغلب فعاليات، فوفودها الثقافية جابت الآفاق مع مثيلاتها العربيات وكان ذلك بفعل حضور شعرائها ومثقفيها وكتابها، وقد شرفت بترشيح الكثير منهم باعتباري مندوبا للمؤسسة في السلطنة، فكانت قوائم المثقفين ترسل مني قبيل كل فعالية، فجبنا معهم أقطار ممتدة من سراييفو إلى طشقند ومن بلاد فارس حتى قاهرة المعز، وأقاصي مراكش وفاس وموريتانيا والأندلس، وكان الأمل أن تكلل جهودنا بعقد احدى دوراتها في زنجبار لولا ظروف استجدت لم تكن في الحسبان، حتى اني سافرت للتمهيد لذلك الحدث في مارس من عام 1999.
كانت عُمان حاضرة في فعاليات هذه المؤسسة عبر ما قدمناه عنها وما قدمه غيرنا، وكانت حصيلتنا الجهود الآتية:
أولاً: العمل مندوب للمؤسسة: والمندوب وظيفيا بمثابة المسؤول الجغرافي عن عمل المؤسسة الثقافي والعلمي في القطر الذي يكون فيه، وقد تم تعييني مندوبا لمؤسسة البابطين للإبداع الشعري الكويتية في سلطنة عُمان خلال الفترة (1999 - 2004) بموجب رسالة أمين عام المؤسسة رقم 531/ مجب، بتاريخ 30/3/1999. وكنت قبلها متعاونا مع المؤسسة في الفترة 1991 - 1998، واقتصر دوري على أن أكون حلقة وصل تربط المؤسسة بالمثقفين العمانيين والمشاركة في فعالياتها المقامة وإعداد الترتيبات الخاصة بدعوات الشعراء وترشيحهم للجوائز والندوات وسائر الفعاليات، وأكثر من ذلك الكتابة والتأليف وإبداء الرأي في كثير من القضايا العلمية ذات الاختصاص الأدبي عامة والشعري خاصة.
ثانياً: المشاركة في لجان تحكيم جوائز المؤسسة لجان التحكيم في المؤسسة البابطين عنصر قيمي لا يناله إلا من أوتي خبرة ومكانة علمية، عادة تقدرها المؤسسة وفق ضوابطها المنصوصة في نظامها، ومما أتشرف به إلحاقي بلجان عضوية تحكيم جائزة مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري (لجنة تحكيم أفضل ديوان الشعر) - وذلك. بموجب رسائل أمين عام المؤسسة م.ج.ب/88، بتاريخ 8/2/2010، وكانت حصيلتها تلك اللجنة التي شاركت فيها الأستاذين الكبيرين الناقدين عثمان بدري ووهب رومية عميد كلية الآداب بجامعة دمشق، وقد كانت لقاءاتنا بفندق «بلودان بدمشق» في صيف من عام 2010 مناسبة لإقرار الفائزين وإنهاء عملية الاختيار بمنهجية دقيقة وبرؤية علمية، وكانت لجنتنا مختصة بتحكيم وترشيح 10 دواوين من المتقدمين لنيل الجائزة في هذا الفرع وكتابة تقرير مفصل عن كل ديوان، وعن حيثيات اختياره، وترشحه، وترتيب الفائزين الـ 10 حسب قيمتهم من الأول حتى العاشر، وقد بلغ عدد الدواوين المتقدمة 131 ديوانا، عملنا على اختيار الأجود منها.
ثالثاً: المشاركة بالكتابة البحثية وهي تجربة مبكرة كلفت فيها بكتابة مبحث مفصل عن الشعر العربي المعاصر في سلطنة عُمان، وردت فصلا في معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين، م5، م 6، (مزيدة ومنقحة) وهو مدخل لدراسة الشعر العماني يقدم رؤية شبه كاملة عن مراحل وقد أصدرته مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، الكويت، 2002، ط1، ص (343 - 365) - ط2(ص 400 - 421). وفي هذه الدراسة تناولت مرجعيات الشعر ومراحله وأعصره وتجارب أعلامه وأغراضه وأنماطه، وانتهيت إلى رسم صورة كلية له في دراسة وصفية استفاد منها من عدد الباحثين وكانت رائدة في وقتها ومفيدة، وقامت عليها عديد الدراسات والرسائل الأكاديمية واعتبرتها مرجعا من مراجعها.
رابعا: أعداد المختارات ومقدمات الشعر وهي مهمة علمية في غاية الأهمية، فالانتقاء له من الصعوبة بمكان في ظل تجربة واسعة مترامية الأطراف، لأن على القائم بها أن يقرأ إنتاج مراحل شعرية وتجارب متفاوتة، من هنا كان السعي حثيثا لاختيار الجياد الجواهر من القصائد ذات الشهرة وتحقق البنى الفنية والموضوعية، وقد عنيت بهذا العمل، وقمت به باستشارة أهل الخبرة والدراية من أساتذتي وأصدقائي، لاسيما أستاذي أحمد الفلاحي الذي كان لي عونا ويدا لا يمكن أن أنساها.
بلغ عدد الأعمال التي قمت بإعداد تراجم ومختارات شعرية لها 30 شاعرا عمانيا صدرت فصلا مستقلا في كتاب «مختارات من الشعر العربي الحديث في الخليج والجزيرة العربية، ج5، ط1، إصدار مؤسسة البابطين، الكويت، 1996، ص 447 - 534، وقد اخترت فيها قصائد منتقاة لأبي الصوفي، ولأبي وسيم الأزكوي، ولأبي سلام الكندي، ولأبي الفضل الحارثي، ولأبي مسلم البهلاني، ولأبي سرور الجامعي، ولابن شيخان السالمي، ولنور الدين السالمي، ولعبدالرحمن الريامي، وعائشة بنت صالح الحارثي، وللمحقق سعيد بن خلفان الخليلي، ولشاعر الشرق ومن شعراء قصيدة التفعيلة سعيدة خاطر وسعيد الصقلاوي وهلال العامري، من المحدثين لسيف الرحبي، وسماء عيسى، وعبدالله الريامي وزاهر الغافري، وصالح العامري، وسيف الرمضاني، وعاصم السعيدي، وعلي بن شنين الكحالي، ولسالم الكلباني، ولهلال السيابي، ومحمود الخصيبي وعبدالله الطائي.
وفي مقام آخر، قمت أيضا بإعداد تراجم ومختارات شعرية لخمسة وعشرين شاعرا عمانيا، صدرت فصلا مستقلا في كتاب «مختارات من الشعر العربي في القرن العشرين، ط1، مؤسسة البابطين، ج3، الكويت، 2001، ص 5 - 109. وقد قدمنا لهذه المختارات بدراسة تحليلية وصفية للشعر العماني في العصر الحديث تناولنا فيها قيمة الشعر العماني ومكانته في خارطة الشعر العربي، وما تميز به من غزارة مادته، وامتداد حضوره في مساحة جغرافية من عمان حتى زنجبار، إضافة إلى السمات الفنية لأغلب تجاربه وخروجها من طابع الصنعة والتكلف التي سادت الشعر العربي في العصرين العثماني والمملوكي، وعرجنا على العوامل التي تضافرت على توجيه الحركة الشعرية العمانية والدفع بها إلى ميدان التطوير.
كما تناولنا شقي الشعر العماني التقليدي والمحدث، ففي الأول أشرنا إلى الأغراض التي بدت في هذا الشعر وهي أغراض ما انفك حضورها عن المتعارف عليه في أغراض الشعر العربي، وركزنا على أغراض العلاقات الإنسانية، والمواقف الفكرية، كالرثاء والغزل والإخوانيات، وشعر الوصف والشعر السياسي الوطني الاستنهاضي، والشعر القومي، وأشرنا إلى حضورها المكثف في تجارب أعلام الشعر كأبي مسلم البهلاني وابن شيخان السالمي المحقق سعيد بن خلفان الخليلي وغيرهم من الشعراء الذين اخترنا لهم، وانتهينا إلى تناول الشق المحدث عبر ما سمي بقصيدة التفعيلة، أو شعر قصيدة النثر وأشرنا إلى ظروف نشأتها ومرجعياتها وميلادها وتكوينها وانبثاقها في خارطة الشعر العماني، والعوامل التي دفعت بالشعراء إلى التجديد من مثل الاتكاء على مرجعية حضارية خصبة قابلة للتوظيفات، والتناصات الشعرية ومن خلالها استنبطت سائر الرموز الدلالية التي قامت عليها بنية النص الجديد، إضافة إلى ظهور الحركات السياسية التي غذت النص بملامح ثورية، وحرص فيها الشعراء على إيجاد لغة خطاب شعري يبتعد عن المباشرة، ويتوجه نحو الرمز والغموض والإبهام.
كما تناولنا عوامل كثيرة منها التأثير بما وجد في الثقافة العربية التي كانت المحفز لشعراء عمان نحو التجديد كالمنابر الثقافية، ووسائل البث الثقافي، والجمعيات والكيانات الأدبية في الخليج وما كان يدعو فيها شعراؤها المجددون وما يقدمونه من أطروحات نحو تطوير بناء النص شعري.
ولم ننسَ التأثر بالشعر العالمي والمذاهب الأدبية التي أذكتها ثورة الشعر العربي عند رموزه الكبرى كأدونيس والماغوط وغيرهما.
وختمنا دراستنا بالقول: إن الشعر العماني كسائر الشعر العربي تأثر بالنص التراثي في طابعه التقليدي، وبنصه الجديد في طابعه المتجدد، ولكنه حافظ على خصوصيته وهويته المنبثقة من بيئته وكيانه وثقافته وحضارته وطبيعة أعلامه.
خامسا: حضور فعاليات المؤسسة وفي مجال حضور ندوات المؤسسة، فقد شاركت عُمان في أغلب الندوات بالحضور وبخاصة الندوات والفعاليات المصاحبة كزيارة المعالم وتوزيع الجوائز المخصصة كجائزة الإبداع في مجال الشعر، ونقده، وجائزة التفوق الشعري، وجائزة أحسن قصيدة.
ورغم حضور عمان في دوريات المؤسسة وأنشطتها إلا أن جهدنا ظل مقصورا على الإيفاء بحق ما كنت أرنو إليه وتقديمه تجاه بلدي، وبما أراه حقا لها ومنسجما مع تراثها الشعري وقيمتها الحضارية الراسخة، وذلك لأسباب عدة تندرج كلها ضمن تحقيق رؤية صاحبها وتوافق أعضاء مجلس الأمناء.
من هذه المنطلقات لم تحظ اقتراحاتنا بتخصيص دورة لشاعرنا العماني أبي مسلم البهلاني وتحققت مناداتنا باسم عبدالله الخليلي متأخرا، فقد اقترحت علي المؤسسة إقامة ندوة عن أي من الشاعرين في مسقط أو زنجبار، ولم يلق اقتراحي موافقة ولا ردا.
ومع ذلك، ظلت المؤسسة مشعل ثقافة ينتظره المثقفون ويسألون عنه بشغف ويرسلون إلينا باقتراحاتهم، فما إن يهل شهر أكتوبر من كل عام ترد إلينا خطابات الدعوة وترتيبات الأسفار مع ما يصحبها من حمل لإصدارات كثيرة، كنت أتمنى أن تكون أسفارها لشاعر من بلدي عمان بمثل ما كنت أتمنى أن تقام إحدى دوراتها عن قطب شعري من أقطابها والأمل معقود على برنامج المؤسسة القادم وإن طال الزمن.
الإهداء (إهداء للأستاذ عبدالعزيز السريع..)
ما زلت أذكر بحب كم كنت دافعاً لإنجاز ما كلفتني به فتحية لك يا أبا منقذ بعد ربع قرن