حاولت منظمة الصحة العالمية تهدئة الرعب الذي اثاره «أوميكرون» المتحور عن فيروس كورونا في الايام الماضية، فيما أعلنت المملكة العربية السعودية امس عن رصد أول حالة إصابة به.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، نقلا عن مصدر مسؤول في وزارة الصحة السعودية، أنه «تم رصد حالة إصابة بالسلالة المتحورة «omicron» من الفيروس في المملكة، لمواطن سعودي قادم من إحدى دول شمال أفريقيا، وتم إجراء التقصي الوبائي وعزل المصاب والمخالطين له واستكمال الإجراءات الصحية المعتمدة».
وقال المصدر، ان ذلك يأتي ذلك استمرارا لجهود الوزارة وهيئة الصحة العامة «وقاية» في التقصي والتعامل مع الوضع الوبائي لفيروس كورونا (كوفيد-19) والسلالات المتحورة بشكل مستمر وإجراءات فحص التسلسل الجيني للفيروس وجهود الجهات الوطنية في مكافحة الجائحة ومنها إجراءات مراقبة المنافذ.
وشدد المصدر على ضرورة مسارعة جميع أفراد المجتمع في استكمال تلقي جرعات اللقاح والالتزام بكل الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية والبروتوكولات المعتمدة، وكذلك أهمية التزام القادمين من السفر بالتعليمات المتعلقة بالحجر والفحص المخبري لسلامتهم وسلامة الجميع.
من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية امس أنه لا دليل حتى الآن على تراجع فاعلية اللقاحات بسبب المتحور أوميكرون، مؤكدة انه لا حاجة للتطوير لقاح جديد من أجل مكافحة السلالة الجديدة، بل يمكن إجراء تعديلات بسيطة على اللقاحات الموجودة أصلا.
وشدد مسؤول في المنظمة التابعة للأمم المتحدة، على أن معظم الإصابات بالسلالة المستجدة التي ظهرت في جنوب إفريقيا، قبل أن تتسلل إلى عدد من الدول حول العالم، «بسيطة ولا توجد حالات إصابات خطيرة». إلا أنه أكد في الوقت عينه أنه «لايزال هناك الكثير مما لا نعرفه عن أوميكرون» بحسب ما نقلت «رويترز» لكنه أوضح أن حضانة المتحور الجديد لا تختلف عن الفيروسات السابقة لكورونا.
وكشفت المنظمة أن بعض متحورات فيروس كورونا تنطوي على خطر متزايد لانتشار العدوى، موضحة أن متحور «دلتا» (Delta) أصبح المتحور الأكثر انتشارا لفيروس كورونا في الدول الأوروبية.
واعتبرت أن عدم المساواة في توزيع اللقاحات هو من أكثر الأسباب مدعاة للقلق في مواجهة الجائحة.
واعتبرت المنظمة أن الحظر الذي يفرض بسبب الجائحة سيترك عبئا ثقيلا على شعوب العالم ويمكنه أن يؤثر سلبا على الجهود الصحية العالمية من خلال تثبيط البلدان عن الإبلاغ عن البيانات الوبائية وتبادلها.
وأكدت المنظمة أنه لم يتم حتى الآن تسجيل أي حالة وفاة بالمتحور «أوميكرون»، لافتة إلى أن التحورات صفة أساسية للفيروسات خصوصا إذا زاد انتشارها بين الأفراد. وقال د.أحمد المنظري، المدير الإقليمي لشرق المتوسط بالمنظمة خلال مؤتمر صحافي عقده امس، إن كل الدلائل تشير إلى أن أعراض المتحور «أوميكرون» ليست شديدة.
وأكد المنظري أن الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة هي أنجح وأسلم الطرق للحماية من فيروس «كورونا» بوجه عام والمتحور «أوميكرون» بوجه خاص بالإضافة إلى توسيع تلقي التطعيمات.
وأضاف: «توجد أمور كثيرة لا نعرفها عن هذا التحور الجديد، وتعمل منظمة الصحة العالمية مع شبكات خبرائنا في جميع أنحاء العالم لتحديد تأثيره على انتقال المرض وشدته، وما إذا كان قد يفلت من المناعة التي اكتسبناها سواء من خلال عدوى سابقة أو من خلال اللقاحات، والإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها ستستغرق أياما أو أسابيع حتى نتوصل إليها، وسوف تواصل المنظمة اطلاع المجتمع العالمي بالمستجدات كلما علمنا المزيد».
وإذ أعلنت «الصحة العالمية» أن أوروبا أصبحت مركزا لتفشي جائحة كورونا، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الوقت للتفكير في اتخاذ قرار بإلزامية التطعيم في الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن العلماء يؤكدون أن اللقاحات والجرعات الإضافية توفر أكبر حماية ضد الوباء.
وأضافت «نحتاج إلى أسبوعين للحصول على معلومات دقيقة فيما يخص أوميكرون».
وأوضحت دير لاين أن هناك زيادة كبيرة في أعداد المصابين بفيروس كورونا، خصوصا ممن لم يتلقوا اللقاح، وحثت كل الأطراف المعنية على «التأهب للأسوأ».
وفي خطوة اخرى قد تثير الارتياح، أعلنت فرنسا أنها ستستأنف الرحلات الجوية مع دول إفريقيا الجنوبية اعتبارا من بعد غد السبت، ولكن مع فرض قيود «جذرية» تسمح فقط بقدوم المواطنين الفرنسيين ومواطني الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى ديبلوماسيين وطواقم الجو.
وسيخضع هؤلاء المسافرون لفحص الكشف عن كوفيد لدى الوصول مع إلزامية الحجر سبعة أيام حتى وإن كانت النتيجة سلبية، والحجر عشرة أيام في حال كانت النتيجة إيجابية، حسبما أعلن المتحدث باسم الحكومة غابريال أتال في أعقاب اجتماع حكومي أسبوعي.
وقال أتال إن السلطات الفرنسية سجلت 13 حالة يشتبه بأنها إصابات بأوميكرون بانتظار الانتهاء من التحاليل.
وسيكون على جميع المسافرين القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي إبراز اختبار كوفيد تكون نتيجته سلبية أجري قبل أقل من 48 ساعة، في مسعى لوقف انتشار أوميكرون.
وسيكون على المسافرين غير المطعمين القادمين من دول الاتحاد الأوروبي إبراز نتيجة سلبية لاختبار للكشف عن كوفيد أجري قبل أقل من 24 ساعة.