
تحيي الإمارات العربية المتحدة، في الثاني من ديسمبر ذكرى يومها الوطني، بكل فخر بما قام به الآباء المؤسسون لكيان الدولة، وعلى رأسهم قائد الوحدة وباني نهضة الدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطـــان آل نهيان.
وتكتسب احتفالات هذا العام أهمية استثنائية كونه يصادف اليوبيل الذهبي ومرور خمسين عاما من روح الوحدة، ويتزامن مع الحدث الاستثنائي الأبرز والأضخم وهو «اكسبو 2020 دبي».
ولا يعد تأسيس دولة الإمارات عام 1971 مجرد ذكرى تاريخية مهمة فحسب، بل إنها قصة ملهمة للعالم كله بما تحويه من دروس وعبر، عن قيمة وأهمية الاتحاد، عن الإيمان بالأهداف، عن العطاء، عن الإصرار والتحدي، عن الإخلاص والنجاح.
إنها قصة 7 حكام جمعهم حلم الوحدة، والسعي لتطوير إماراتهم والنهوض بها وتعزيز استقـــــلالها وتحقيق رفاهية شعوبهم، فاتفقوا على تأسيس كيان قوي، يجمعهم في دولة واحدة، تحت علم واحد.
ومهدت نوايا القائد المخلصة لتحقيق الحلم حتى أصبح واقعا، وكللت مساعيهم بالنجاح بإعلان الاتحاد بينهم في 2 ديسمبر 1971، معلنين للعالم قيام وتأسيس أول دولة اتحادية في العالم العربي، وها هي القيادة الرشيدة تواصل مسيرة الآباء والأجداد تحت لواء صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيــــخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقد أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد تسمية العام 2021 بـ «عام الخمسين» وذلك احتفالا بذكرى اليوبيل الذهبي لتوقيع اتفاقية التوحيد وإنشاء دولة الإمارات العربية المتحدة.
وإذ يجسد اليوم الوطني وحدة الشعب والقيادة في الهدف والمصير، فإن اعلان «اليونيسكو» اليوم الوطني الاماراتي يوما عالميا للمستقبل ما هو الا اعتراف دولي بها كدولة أنموذج لما يجب ان تكون عليه دول المستقبل، وتقدير كبير لدورها الريادي.
وعليه، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أن اعتماد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» بالإجماع اليوم الوطني للإمارات «يوما عالميا للمستقبل» هو تقدير دولي لنا.
وأضاف أن «الاعتراف الدولي بدولة الإمارات كدولة للمستقبل وأنموذج لاستشرافه ومحطة رئيسية لصناعته هو تقدير عالمي يضع علينا مسؤولية أكبر في تطوير قدراتنا لنكون أنموذجا لاستشراف المستقبل ومواكبة متغيراته والاستفادة من فرصه أمام كل حكومات العالم.. كل عام ودولتنا بخير ومستقبلنا أفضل وأكبر وأعظم».
الخارجية الإماراتية.. انجازات تاريخية
منذ إنشائها من بين أهم المؤسسات الدستورية في دولة الإمارات، جسدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي مقومات المجتمع الإماراتي فكانت ولاتزال نافذته على العالم والعين الساهرة على مواطني الدولة في الخارج، ينشر من خلالها فكر ورؤية.
وتشكل وزارة الخارجية والتعاون الدولي، عبر سفاراتها وإداراتها المختلفة وبعثاتها الديبلوماسية المنتشرة حول العالم، صلة الوصل بين القيادة الرشيدة لدولة الإمارات وشعوب العالم بكافة أطيافه وتعمل على توطيد أواصر الصداقة والتعاون بينها وبين دول العالم.
الديبلوماسية الثقافية
تشمل الديبلوماسية الثقافية والعامة، على سبيل المثال لا الحصر، تبادل الأفكار والفن واللغة لغرض أكبر وهو خلق التفاهم بين الأمم والشعوب. كما يدعم الحوار والتعليم والتبادل الثقافي تطوير التعاون الدولي والازدهار العالمي.
وتنعكس اليوم رؤية المغفور له التاريخية في بناء دولة مزدهرة وقائمة على التسامح، حيث تستضيف دولة الإمارات أكثر من 200 جنسية، وهي موطن لأكثر من 40 كنيسة ومكان للعبادة، بالإضافة إلى العديد من مراكز التعليم والثقافة ذات المستوى العالمي، مثل جامعة السوربون أبوظبي، وجامعة نيويورك ومتحف اللوفر في أبوظبي. وهذا خير دليل على أن قيم التسامح والحرية الدينية والاحترام المتبادل التي دعمها الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» متأصلة في جذور الشعب الإماراتي.
وقد تحققت الريادة وعلى الرغم من التحديات التي يمر بها العالم إثر جائحة كوفيد-19 ومع افتتاح إكسبو 2020 في شهر أكتوبر 2021، توجهت حكومة الإمارات نحو مزيد من الانفتاح على العالم وعودة الحياة الطبيعية واستقطاب أصحاب المواهب والأعمال ضمن قرارات استراتيجية تهدف إلى تمكين الدولة من رفع مكانتها في مؤشرات سهيل الأعمال خاصة بعد حلولها في المرتبة الأولى إقليميا والرابعة عالميا في مؤشر ريادة الأعمال بحسب التقرير الصادر عن المرصد العالمي لريادة الأعمال Global Entrepreneurship Monitor GEM – NECI عن سنة 2020، بالإضافة إلى مؤشرات أفضل الوجهات الآمنة للمواطنين والمقيمين على أرضها.
الديبلوماسية الاقتصادية
وتهدف وزارة الخارجية والتعاون الدولي من خلال البعثات والسفارات وعلاقتها المتميزة مع دول العالم إلى جذب وتشجيع الاستثمارات الأجنبية، وتحفيز التجارة وتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية ومتعددة الأطراف.
وتشكل هذه الجهود جوهر الديبلوماسية الاقتصادية لدولة الإمارات التي تدعم في نهاية المطاف الاحتياجات طويلة الأجل للدولة التي تم تسليط الضوء عليها في إطار «رؤية 2021» و«رؤية مئوية الإمارات لعام 2071».
تجدر الإشارة إلى أن الإمارات العربية المتحدة هي ثاني قوة اقتصادية في العالم العربي، حيث يعزى نموها القوي والمستدام إلى السياحة والنقل والخدمات اللوجستية والمالية والعقارات والبنوك والطاقة المتجددة.
وبرزت دولة الإمارات كمركز تجاري إقليمي وعالمي، لاسيما من خلال استثماراتها الكبيرة في البنية التحتية.
وعلى مدى مسيرة امتدت خمسين عاما عملت دولة الإمارات على تفعيل دورها الإنساني في الحد من الفقر على النطاق العالمي، فقد تضاعفت المساعدات الخارجية الإماراتية لأكثر من 187 ضعفا بقيمة إجمالية تجاوزت 322 مليار درهم إماراتي.
وتوزعت المساعدات إلى مساعدات تنموية بنسبة 91%، ومساعدات إنسانية بنسبة 7%، ومساعدات خيرية بنسبة 2%. وقد اتسعت الرقعة الجغرافية للمساعدات الإماراتية لتصل لأكثر من 196 دولة، ومنطقة جغرافية حول العالم، كما وصل العدد الإجمالي للمستفيدين إلى نحو مليار شخص، بينهم 767 مليونا من النساء والأطفال.
ومن الأمثلة الساطعة في هذا المضمار، الجهود الإماراتية خلال جائحة كوفيد-19، فأرسلت إمدادات ومستلزمات طبية ومستشفيات ميدانية إلى مئات الدول الشقيقة والصديقة لمساعدتها في مكافحة واحتواء تداعيات الجائحة. وقدمت دولة الإمارات منذ بداية تفشي الجائحة حتى منتصف 2021، ما يزيد على 2300 طن من المستلزمات والإمدادات الطبية إلى نحو 136 دولة.
ديبلوماسية ما بعد الجائحة
وبينما نحتفل باليوبيل الذهبي، فإن المستقبل يؤكد أن دولة الإمارات ستمضي في الوقوف إلى جانب القضايا العادلة. فقد سعت دولة الإمارات دائما إلى بناء الجسور ولعب دور إيجابي على الصعيدين الإقليمي والدولي. وعلى مدى السنوات المقبلة، ستعمل الدولة على تعزيز هذه الرؤية من خلال الاستمرار في القيام بدور إيجابي من خلال تعزيز التعاون، وحل الخلافات عبر الحوار والدبلوماسية والمشاركة البناءة.
وستواصل دولة الإمارات تعزيز المصالح الاستراتيجية السياسية والاقتصادية من خلال ديبلوماسية فعالة تدعم الاستقرار، والتنمية المستدامة، وتعزز التعاون والتعايش.
أكبر تطوير للتشريعات والقوانين
في واحدة من أحدث خطوات التطوير، اعتمد رئيس الدولة قبل ايام أضخم مشروع لتطوير التشريعات والقوانين الاتحادية في الدولة، بهدف تعزيز البيئة الاقتصادية والبنية الاستثمارية والتجارية في الإمارات، بالإضافة الى دعم أمن واستقرار المجتمع، وحفظ حقوق الأفراد والمؤسسات على حد سواء، في حزمة متكاملة من القوانين وتعديلاتها تواكب نهضة وتطلعات الإمارات.
وتأتي التغييرات في عام الخمسين لتشمل أكثر من 40 قانونا وتهدف حكومة الإمارات من هذه التعديلات إلى إجراء تغييرات قانونية نوعية، بما يتناسب مع رؤية قيادتها وطموحات مجتمعها، ويلبي في الوقت نفسه تطلعات قطاعات محورية ومتنوعة، ويعزز مكانة الدولة وتنافسيتها وموقعها على خارطة المستقبل.
وتتضمن التعديلات تطوير بنية تشريعية تشمل قوانين ذات علاقة بالقطاعات الاستثمارية والتجارية والصناعية، وقوانين الشركات التجارية، وتنظيم وحماية الملكية الصناعية، وحقوق المؤلف، والعلامات التجارية، والسجل التجاري، والمعاملات الإلكترونية وخدمات الثقة، والتخصيم، وقانون دخول وإقامة الأجانب وقانون القواعد العامة الموحدة للعمل بالإضافة إلى القوانين ذات العلاقة بالمجتمع وأمن أفراده مثل قانون الجرائم والعقوبات، وقانون مكافحة الشائعات والجرائم الإلكترونية ومكافحة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية.
وركزت التعديلات على استحداث مجالات جديدة للحماية وتحقيق عوامل السرعة والمرونة والفعالية في عمليات الفحص الشكلي والموضوعي وإجراءات وخدمات التسجيل لجميع طلبات الملكية الصناعية، والتي تشمل براءات الاختراع، وشهادات المنفعة، والرسوم البيانية، والتصاميم الصناعية، والدوائر المتكاملة Integrated Circuits والتي لها أهمية في تحفيز الابتكارات والاختراعات الإلكترونية وحمايتها، وحماية المعلومات غير المفصح عنها.
وتعتبر الثروة البشرية هي الاستثمار الأمثل للحاضر والمستقبل، وهو ما تحرص القيادة الرشيدة على ترجمته إلى سياسات وبرامج وخطط ومشروعات، تتمحور كلها حول بناء الإنسان ورفاهيته وتقدمه وتحسين نوعية حياته، من أجل توفير البيئة التي تسهم في إطلاق طاقاته وإبداعاته. وتستند الإمارات في سياساتها إلى رؤية استراتيجية شاملة للأهداف تسعى لتحقيقها عبر إشاعة الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي، وتعزيز التعاون والتضامن والتنسيق الدولي في مواجهة التحديات الجديدة التي تهدد شعوب العالم، وهو ما أهلها للحصول على ثقة العالم في الكثير من المؤشرات والمناسبات، أبرزها نيلها العضوية في مجلس الأمن للفترة 2022 ـ 2023 وفوزها بعضوية مجلس حقوق الإنسان في الفترة من 2022 إلى 2024، ما يعكس المكانة الديبلوماسية الإماراتية المتميزة على المستوى العالمي.
الصحة الجيدة والرفاه
وتتصدر الإمارات العالم في 9 مؤشرات تنافسية مرتبطة بمدى التقدم في تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة «الصحة الجيدة والرفاه» وفقا للرصد الذي أجراه المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء.
فقد تصدرت الإمارات دول العالم في «مؤشر نسبة الجنس عند الولادة، ومؤشر النسبة المئوية لعدد الرضع الأحياء الذين تلقوا لقاحين موصى بهما من منظمة الصحة العالمية، ومؤشر تغطية الرعاية السابقة للولادة، ومؤشر غياب الوفيات والإصابة من الكوارث الطبيعية، ومؤشر التحصن ضد أمراض «الدفتاريا» المعدية، ومؤشر وجود برامج طبية للكشف المبكر، ومؤشر مدى تغطية الرعاية الصحية، ومؤشر نسبة الأطفال الذين تلقوا مطعوم الكبد الوبائي، ومؤشر التحصن ضد الحصبة».
وحصدت الامارات تلك المراكز بناء على تقارير كبريات المرجعيات الدولية المعنية، والتي تضمنت تقرير الفجوة العالمية بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، ومؤشر أهداف التنمية المستدامة الصادر عن مؤسسة «بيرتلسمان» وشبكة حلول التنمية المستدامة، وتقرير مؤشر الازدهار الصادر عن معهد «ليجاتيم».
التعليم يسابق المستقبل
أتاحت مبادرة 50X50 مشاركة 50 ألف طالب وطالبة من المدارس الحكومية والخاصة بورش تفاعلية عن بعد والإسهام في الجهود الوطنية لإعداد خطة الاستعداد للخمسين عاما القادمة، وذلك بالتعرف على آرائهم وتطلعاتهم وأفكارهم ومقترحاتهم، والخروج بتصورات مبتكرة تسهم في تطوير الخطة التنموية للدولة للخمسين عاما المقبلة. وتركزت ورش العمل على أربعة محاور هي: أسلوب الحياة في المستقبل، والاستدامة ومستقبل البيئة، ومستقبل القيم الإماراتية، والوظائف ومواهب المستقبل.
وتنسجم هذه المبادرة مع المشروع الوطني «تصميم الخمسين عاما القادمة لدولة الإمارات»، الذي يستهدف توحيد العقول والرؤى لتحقيق الابتكار، وإقامة شراكات مع كل فئات المجتمع للوصول إلى مرحلة جديدة من التنمية في الدولة.
أطلقت مبادرة 50X50 من قبل وزارة التربية والتعليم وهيئات التعليم المحلية. وشارك فيها طلبة من أكثر من 1200 مدرسة حكومية وخاصة على مستوى الدولة. ونجم عن المبادرة توليد 7066 فكرة، وتسجيل 357 ورشة عمل.
وحلّت الإمارات بالمركز الأول عالميا في مؤشر شعور السكان بالأمان عند تجوالهم بمفردهم، وفق تصنيف «جالوب» للقانون والنظام لعام 2021.
وأعرب 95% من سكان الإمارات عن شعورهم بالأمان عند تجوالهم في الشوارع بمفردهم.
ومن المقاييس التي اعتمدت عليها المؤسسة، مدى شعور الناس بالأمان أثناء سيرهم بمفردهم ليلا بالمنطقة التي يعيشون فيها، وكذلك ثقتهم في الشرطة المحلية، بالإضافة إلى ما إذا كان الشخص قد تعرض للسرقة أو الاعتداء خلال الـ 12 شهرا الماضية.
واحتفظت الإمارات بصدارتها على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعام الثالث على التوالي ما يعكس الجهود المبذولة من الدولة في إرساء دعائم الأمن بكل ربوعها.
المرأة الإماراتية.. طموحات الخمسين المقبلة
حققت المرأة الإماراتية إنجازات تاريخية على مدار 50 عاما من تأسيس الإمارات، لترفع سقف التحديات بتحقيق المزيد منها في الـ50 عاما المقبلة.
وما بين إنجازات «الخمسين» عاما الماضية، وطموحات الخمسين القادمة، تحتفل الإمارات بسيداتها في عيد المرأة في 28 أغسطس كل عام تحت شعار «المرأة طموح وإشراقة للخمسين».
وتتوالى إنجازات الإمارات بشهادة المنظمات الأممية والدولية في تحقيق المساواة بين الجنسين وتعزيز مكانة المرأة الإماراتية، وتمكينها من المساهمة الكاملة في مسيرة الوطن بدعم من القيادة سيرا على خطى المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي وضع اللبنات الأولى لتمكين المرأة في دولة الإمارات.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، وصلت مشاركة المرأة الإماراتية في مشروع مسبار الأمل إلى 34% من فريق العمل، حيث كانت حاضرة بقوة لصناعة التاريخ الجديد للدولة، كما شكلت المرأة 80% من الفريق العلمي الخاص بالمسبار.
كما مثلت المرأة الإماراتية قرابة 20% من مجموع موظفي مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها، وهي من أعلى النسب في قطاع الطاقة النووية على مستوى العالم.
وشكلت سيدات الإمارات 60% من إجمالي القوى العاملة المواطنة في «إكسبو 2020 دبي» لتعكس رؤية الإمارات الطموحة في مجال تمكين المرأة وحرص قيادتها الرشيدة على تمكين مجتمع الإمارات من خلال المرأة في القطاعات كافة.
وتبلغ نسبة التمثيل البرلماني للمرأة الإماراتية نحو 50% من عدد أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، وتتبوأ الإمارات المركز الأول عربيا وإقليميا في نسبة عضوية المرأة في البرلمان والثالث عالميا بعد جمهوريتي رواندا وكوبا.
قطاع الفضاء الإماراتي.. محطات في رحلة الوصول للقمة
فرضت الإمارات خلال زمن قياسي نفسها كأحد أهم اللاعبين الدوليين في قطاع الفضاء، حيث باتت تمتلك أكثر من 17 قمرا اصطناعيا مداريا، و7 مركبات فضائية جديدة قيد التطوير، وأكثر من 50 شركة ومؤسسة ومنشأة فضائية عالمية وناشئة، و5 مراكز بحثية لعلوم الفضاء وثلاثة برامج جامعية في العلوم الفضائية في الدولة لتخريج الكوادر المؤهلة لقيادة القطاع نحو المزيد من التطور. ويقدر عدد العاملين في قطاع الفضاء الإماراتي بأكثر من 3100 شخص، فيما تجاوز حجم الإنفاق في قطاع الفضاء الإماراتي 22 مليار درهم، خلال السنوات القليلة الماضية، منها 50% من القطاع الخاص.
ودشنت دولة الإمارات في عام 2017 البرنامج الوطني للفضاء، الذي تضمن إعداد رواد فضاء إماراتيين، وخطة لمائة عام تهدف إلى بناء أول مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر بحلول 2117.
وأطلقت الإمارات في 29 أكتوبر 2018 القمر الاصطناعي «خليفة سات»، الذي يعد أول قمر اصطناعي إماراتي 100% من تصميم وتصنيع «مركز محمد بن راشد للفضاء».
وشكل وصول رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري في 25 سبتمبر 2019 إلى محطة الفضاء الدولية للمشاركة في استكشاف الفضاء والأبحاث العلمية على متن مركبة الفضاء سويوز إم إس -12، إنجاز سباق، في رحلة تكللت بالنجاح وسطرت اسم الدولة في قطاع الفضاء.
وفي 20 يونيو 2020 دخلت الإمارات رسميا السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي وذلك مع انطلاق مسبار الأمل الإماراتي إلى المريخ في رحلة تهدف إلى فهم التغيرات المناخية على الكوكب الأحمر، واكتشاف أسباب تآكل غلافه الجوي، وعدم وجود بيئة مناسبة للحياة على سطحه.
وبعد رحلة استغرقت نحو سبعة أشهر في الفضاء، نجح «مسبار الأمل» في الدخول إلى مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر، لتدخل بهذا الإنجاز التاريخ كأول دولة عربية، وخامس دولة على مستوى العالم تصل إلى الكوكب الأحمر.
وأعلنت الإمارات في 29 سبتمبر 2020 عن أول مهمة عربية علمية لاستكشاف القمر والتي تدخل ضمن الاستراتيجية التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء «2021 - 2031».
وكشفت الإمارات في 5 أكتوبر 2021 عن مهمة جديدة في مجال الفضاء تتضمن بناء مركبة فضائية إماراتية تقطع رحلة مقدارها 3.6 مليارات كيلومتر تصل خلالها إلى كوكب الزهرة وسبعة كويكبات ضمن المجموعة الشمسية وتنفذ هبوطا تاريخيا على آخر كويكب ضمن رحلتها التي تستمر خمس سنوات.
العالم يجدّد ثقته بقدرات الإمارات عبر استضافتها كبرى الفعاليات الدولية
جدد العالم ثقته العالية بقدرات دولة الإمارات التنظيمية من خلال التصويت لصالح استضافة الدولة لعدد من كبرى المؤتمرات والبطولات الدولية خلال الفترة القادمة، ويتصدر مؤتمر لامم المتحدة لتغير المناخ في دوره الثامنة والعشرين «كوب28» و«آيكوم 2025» قائمة أبرز تلك الأحداث إلى جانب مؤتمر الروبوتات والأنظمة الذكية 2024.
واستفادت الإمارات من قصص النجاح التي سطرتها عبر استضافة العديد من الأحداث التي باتت تشكل أجندة ثابتة في قائمة الأحداث العالمية البارزة، حيث دشنت الدولة مرحلة التعافي العالمية عبر استضافة سلسلة من المعارض والمناسبات الدولية التي تصدرها استضافة «إكسبو دبي 2020»، ومعرض دبي للطيران، والقمة العالمية للتصنيع، وغيرها من الأحداث الفارقة التي عززت بها ثقة العالم بقدراتها على استضافة وإنجاح أهم الأحداث العالمية.
وتبرز مجموعة عوامل في تعزيز جاذبية الإمارات وقدرتها على استضافة وتنظيم الأحداث والمناسبات الدولية أهمها المناخ الآمن والاستقرار الذي تتمتع به، والتخطيط الناجح والابتكار في تنظيم الأحداث الكبرى، والبنية التحتية المتطورة التي تعتبر الأفضل على مستوى العالم، والإمكانات الهائلة على مستوى شبكات الفنادق والمرافق والخدمات السياحية والمنافذ وخطوط النقل، إلى جانب القدرات المتطورة لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الدولة.
وكرست الإمارات موقعها في قائمة المرشحين الدائمين لاستضافة أي حدث دولي بارز استنادا إلى ما تحظى به من سمعة عالمية قوية على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية.
«إكسبو 2020».. العالم يجتمع في دولة
كرّست دولة الامارات العربية المتحدة ريادتها العالمية بنجاحها في استضافة الحدث العالمي الأضخم معرض «إكسبو 2020 دبي»، في أول انعقاد له في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، متجاوزة التحديات التي فرضتها جائحة كورونا على الكرة الأرضية، وبمشاركة ممثلي 192 دولة ووفود المنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية المشاركة والتي حرصت على القدوم إلى دبي لبدء حوار ثقافي وإبداعي يمتد على مدار ستة أشهر يتم من خلالها رسم ملامح مستقبل العالم بتقديم الحلول والابتكارات والأفكار التي تعين على تحقيق طموحات شعوبه وإيجاد آليات أكثر كفاءة لتفعيل العمل المشترك نحو غد أفضل للجميع.
وأقيم الاحتفال في ساحة الوصل التي تشكل قلب اكسبو والرابط بين محاوره الثلاثة: «الاستدامة» و«التنقل» و«الفرص».
وأعلنت سلطات إمارة دبي الإثنين الماضي أن عدد زوار معرض «اكسبو 2020» العالمي في دبي بلغ 4.8 ملايين زائر منذ بدء المعرض.
وقال المكتب الإعلامي لحكومة دبي في تغريدة على تويتر «عدد زوار إكسبو 2020 دبي يرتفع إلى 4.8 ملايين زائر منذ انطلاقته وحتى 28 نوفمبر».
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة افتتحا الحدث التاريخي، وقال الشيخ محمد بن راشد إن دولة الإمارات دشنت بافتتاحه «محطة جديدة في مسيرة المستقبل التي ستنطلق بتسارع أكبر من أي وقت مضى، حيث إن كل الطموحات ممكنة التحقق بالإرادة القوية والإدارة الحكيمة»، مؤكدا أن «الإمارات تثبت للعالم أنها دولة على قدر التحديات.. وأنها الأقدر على الخروج من الأزمات عبر خلق الفرص وصنع الأمل.
وقال بن راشد «أعلنا أن الإمارات ليست دولة وإنما العالم في دولة.. ووعدنا بأن تكون هذه الدورة من إكسبو استثنائية وعلامة فارقة في تاريخ إكسبو.. واليوم نشهد تحقيق هذا الوعد».
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن الإمارات فتحت ذراعيها وقلبها للعالم على أرضها، وأن «هذه الأرض التي كانت ملتقى الحضارات والثقافات على مر التاريخ، ونقطة التقاء الشرق والغرب، وموطن التسامح والتعايش منذ القدم، معتبرا أن استضافة دولة الإمارات هذا الحدث الدولي الكبير للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، تؤكد الثقة العالمية فيها وفي تجربتها التنموية الرائدة وما تجسده من قيم وسياسات وتوجهات تدعو إلى الخير والتنمية والتعاون والسلام».
وعاش العالم في قلب ساحة الوصل حفلا أسطوريا تضمن عرضا مرئيا وصوتيا غامرا لم يسبق له مثيل، ضمن سلسلة من العروض المبهرة على أكبر شاشة محيطية من نوعها في العالم، بزاوية 360 درجة احتفت بقيم السلام والمحبة والتعايش والتعاون التي يدعو لها الحدث الكبير وتتناغم في جوهرها مع رسالة دولة الإمارات الدائمة إلى العالم، والتي تنشد من خلالها نشر السلام والمحبة بين مختلف شعوب الأرض.
واستلهم الحفل شعار «إكسبو 2020 دبي»: «تواصل العقول وصنع المستقبل».
وعقدت في «إكسبو 2020 دبي» فعاليات الدورة الرابعة من القمة العالمية للصناعة والتصنيع بمشاركة 130 دولة ورواد عالميين في مجال التصنيع والتكنولوجيا لمناقشة ورسم مستقبل هذا القطاع الحيوي. وتواصلت في المعرض الفعاليات الخاصة بالتسامح حيث شهد الحدث موكبا احتفاليا لفرسان مبادرة «درب زايد للتسامح» بمناسبة اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات بمشاركة فرسان وخيول من شرطة دبي جنبا إلى جنب مع فرقة شرطة دبي الموسيقية، وستنطلق المبادرة في مثل هذا التوقيت من كل عام لتطوف كل إمارات الدولة وتكون شاهدة على حرص المجتمع الإماراتي على قيمه الأصيلة وتلاحمه خلف القيادة الرشيدة.
ونظم «إكسبو 2020 دبي» حفلا عالميا بمناسبة اليوم العالمي للطفل بحضور عدد كبير من المسؤولين والخبراء إلى جانب أعضاء من برلمان الطفل الإماراتي وذلك بالشراكة مع وزارة تنمية المجتمع ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).