- الجاركي: تجربة تنظيمية متقنة وفريدة في تاريخ الرياضة العربية
- عسكر: مستويات متفاوتة والبطولة في بدايتها.. والملاعب «خيال»
- العدواني: غياب النجوم فرصة كبيرة للمواهب الشابة لإثبات جدارتها
- الصيفي: بطولة لن تتكرر بنجاح غير مسبوق.. والتنظيم احترافي
هادي العنزي
أبهرت كأس العرب في نسختها الجديدة الجميع، بعدما قدمت «دوحة العرب» تجربة مصغرة عما ستقدمه في كأس العالم 2022 المقبلة، وقد شهد حفل الافتتاح لوحات فنية غاية في الإتقان والجمال، مصحوبا بتنظيم احترافي عال، بمشاركة 16 منتخبا عربيا من ضفتي الوطن العربي الكبير الآسيوية والأفريقية.
«الأنباء» توجهت بالسؤال إلى عدد من الرياضيين، لمعرفة آرائهم في كأس العرب في نسختها القطرية، وما لاحظوه في الأيام الثلاثة الأولى لمونديال العرب، فجاءت الإجابات متنوعة، بتنوع تخصص الرياضيين المشاركين:
بداية، أبدى أمين السر العام بنادي اليرموك أحمد الجاركي سعادته الغامرة بالنجاح القطري المبهر في تنظيم البطولة، وقال: «سجل أشقاؤنا في الدوحة النجاح بالعلامة الكاملة، وكتبوا تجربة تنظيمية متقنة ومتطورة في تاريخ الرياضة العربية، تمثل نموذجا متقدما لكل من يرغب في الاستزادة وأخذ العبرة وصولا للنجاح العالمي، وهي نتاج فكر إداري متقدم، وثقافة مجتمع لا يعرف المجاملة في العمل، ولا يفكر بغير النجاح، وكان لهم ما أرادوا بعدما ربطوا الرغبة في النجاح بالعمل الشاق المنظم والمستمر»، لافتا إلى أن نسخة كاس العرب الحالية، قدمت صورة مصغرة لما سيقدمه أبناء قطر في مونديال 2022.
وتمنى الجاركي على كل من يرغب يوما بالوصول إلى العالمية السير على الخطى القطرية، من حيث الابتعاد عن المجاملة على حساب العمل، والسعي الدائم إلى أفضل الأفكار وتطبيقها، مع الحرص الشديد على اختيار العناصر الاحترافية القادرة على التنفيذ والإتقان معا.
فرصة للشباب
من جانبه، أشار لاعب منتخبنا الوطني السابق وأسطورة النادي العربي أحمد عسكر إلى أن كأس العرب تشهد مستويات فنية متفاوتة، ولم تقدم كل ما لديها بعد، مضيفا: «شهدنا أداء متميزا في المواجهة المثيرة بين قطر والبحرين (1-0 للعنابي)، ومباراة من جانب واحد بين المغرب وفلسطين (4-0 لأسود الأطلس)، وأداء غير متوقع من «الفراعنة» أمام المنتخب اللبناني (1-0 لمصر) في مباراة عادية فنيا، وفي المجمل من الصعب الحكم على البطولة كونها في بدايتها، ويتوقع أن تقدم المنتخبات المشاركة مستويات فنية أفضل في المراحل المقبلة وكذلك الحاسمة».
وذكر عسكر أن منتخبات الجزائر، ومصر، وقطر، والمغرب هي الأقرب للوصول إلى الدور نصف النهائي، مع إمكانية حصول مفاجآت من الشباب العرب، لافتا إلى أن إقامة البطولة جاء في منتصف الموسم الكروي، مما تسبب في غياب المحترفين في أغلب المنتخبات، كما أن هناك فرقا تشارك باللاعبين الشباب، وهي فرصة مثالية لإثبات كفاءتهم، مشيدا بالملاعب المونديالية التي تحتضن البطولة قائلا: «الملاعب تحفة فنية وخيال».
منافسة شرسة
«البطولة عادت بعد طول انقطاع، لكنها جاءت بأفضل صورة ممكنة»، بهذه الجملة بدأ مدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الفحيحيل ظاهر العدواني حديثه عن المستوى الفني لكأس العرب، مضيفا: «اكتسبت البطولة أهميتها من عدد المنتخبات المشاركة، وإقامة تصفيات مؤهلة لها، فضلا عن الجوائز المادية العالية، كما إنها اكتسبت ميزة خاصة لكونها تأتي قبل نهائيات كأس العالم 2022 بعام تقريبا، وعليه فإن الجميع يرغب برؤية مدى جاهزية قطر من الناحيتين التنظيمية واللوجستية، وهو ما أثبتته الدوحة بكل جدارة، ولعل الأمر الوحيد الذي يؤخذ على كأس العرب كونها لم تأت في العطلة الدولية للاتحاد الدولي (FIFA DAY) وعليه لم يشارك عدد من المنتخبات بالفرق الأولى»، لافتا إلى أن عدم مشاركة اللاعبين المحترفين فرصة مثالية للمواهب الشابة لإثبات كفاءتها الفنية، وحجز مقعد دائم لهم مع منتخبات بلادهم.
وأشاد العدواني بالجاهزية العالية التي قدمتها قطر، مبينا أن الملاعب التي استضافت البطولة ظهرت بصورة عالمية المستوى من جميع النواحي، وهذا يظهر مدى جاهزية قطر لكأس العالم في ديسمبر 2022، مبينا: «جميع الفرق المشاركة في قمة جاهزيتها الفنية والبدنية، والمستويات متقاربة بين كثير من المنتخبات، وعليه فإن المنافسة ستكون شرسة في المراحل المتقدمة».
إبداع وإتقان
من جهته، أكد لاعب منتخب الأردن ونادي النصر عدي الصيفي أن البطولة لن تتكرر مرة أخرى، سواء من ناحية الجودة التنظيمية، أو المستوى الفني، مضيفا: رغم عدم مشاركة عدد من أبرز اللاعبين العرب لارتباطهم مع أندية الأوروبية، إلا أن ذلك لم يأخذ الكثير من الجودة الفنية التي شهدناها في البطولة الكثير، وأتوقع أن تقدم المنتخبات المشاركة مستويات أفضل في الجولات المقبلة، مما يعد ببطولة تنافسية ومثيرة، لافتا إلى أن عدم مشاركة المحترفين يتيح الفرصة سانحة للمواهب الشابة لإثبات قدراتها، وتأكيد جدارتها وحجز مقعد دائم لها في المنتخب الأول.
وتوقع الصيفي أن تكون منتخبات القارة الأفريقية حاضرة في الأدوار المتقدمة للبطولة، عطفا على خبرتها الكبيرة في كأس العرب، مضيفا: «من الصعوبة بمكان التكهن بحامل اللقب، فهناك مستويات متقاربة لعدد غير قليل من المنتخبات، فضلا عن أن المفاجآت ستكون حاضرة بين الأشقاء العرب في المباريات المقبلة».