قال رئيس فريق المفاوضين النوويين الإيراني في محادثات فيينا علي باقري كني إن طهران سلمت القوى الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مسودتين بشأن رفع العقوبات والالتزامات النووية في إطار سعي الجانبين لإحياء الاتفاق.
وجاء هذا الإعلان في اليوم الرابع من المباحثات، التي تشارك فيها الولايات المتحدة بصورة غير المباشرة، والهادفة إلى ضمان عودة طهران وواشنطن للامتثال الكامل لشروط الاتفاق.
وقال باقري كني للصحافيين في فيينا أمس «قدمنا لهم مسودتي مقترحين... يحتاجون بالطبع لفحص النصوص التي قدمناها لهم. إذا كانوا مستعدين لاستكمال المحادثات، نحن في فيينا لاستكمالها».
وأكد ديبلوماسي أوروبي في فيينا تسليم المسودتين.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن كبير المفاوضين النوويين الايرانيين القول إن الوفد الإيراني نقل خلال مختلف اللقاءات التي أجراها «مواقفه بشأن القضايا الرئيسية والمحورية للمفاوضات».
وقال إن الوفد سلم إلى الطرف المقابل وثيقتين، تتعلق الأولى بموقف إيران من العقوبات، والثانية بالإجراءات النووية التي اتخذتها طهران.
وأضاف: «بطبيعة الحال، يتعين على الطرف الآخر أن يدرس هاتين الوثيقتين ويستعد لخوض مفاوضات حاسمة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية حول النصوص الواردة فيهما».
وتابع:«أبلغنا الطرف الآخر بأننا على استعداد لمواصلة الحوار في فيينا.. وإن كانوا مستعدين بدورهم لاستمرار هذه المفاوضات، فلا مانع لدينا في هذا الخصوص».
ورغم أن كبير المفاوضين النوويين الايرانيين قال إن كل ما تم التفاوض عليه خلال الجولات الست السابقة من المحادثات بين أبريل ويونيو الماضيين مفتوح للنقاش، فقد قال عضو في الوفد الإيراني بفيينا إن «عناصر في المسودة المتفق عليها سابقا تتعارض مع الاتفاق النووي تم تعديلها وإنه تم سد ثغرات» في المسودتين اللتين قدمتهما إيران أمس.
من جهته قال وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن أن واشنطن غير متفائلة بالمحادثات الحالية «ولكن الأوان لم يفت بعد».
وبالتزامن مع أجواء محادثات فيينا النووية، حذر قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني من أن الولايات المتحدة «ستتهشم أسنانها» إذا اتخذت أي خطوة ضد طهران مهما كانت بسيطة.
ونقلت وسائل الإعلام الايرانية عن قاآني قوله امس «إذا اتخذتم (الولايات المتحدة) أبسط الخطوات، فإن أسنانكم ستتهشم في أفواهكم»، مضيفا «ولى زمان فعل ما يحلو لكم».
وفي سياق متصل، تعهد وزير خارجية اليابان يوشيماسا هاياشي ونظيره الايراني حسين عبداللهيان في اتصال هاتفي امس بعقد مباحثات مكثفة بشأن الاتفاق النووي الايراني وذلك في ضوء المفاوضات الدولية المنعقدة بفيينا.
وذكرت وزارة الخارجية اليابانية في بيان ان هاياشي ناشد ايران «بذل جهود جدية من اجل تحقيق عودة فورية للالتزام بخطة العمل الشاملة المشتركة وللتعاون الكامل والسريع مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وأضافت أن هاياشي أعرب عن عزم اليابان التعاون مع طهران من أجل توسيع رقعة العلاقات بين البلدين والتي وصفها بـ«التاريخية والحميمة»، وذلك في مجالات عدة.
وقال البيان ان «عبداللهيان شرح موقف ايران بشأن المسألة» وأبدى استعداد بلاده للتعاون مع طوكيو لتحقيق تقدم في هذا الشأن، لافتا الى ان الجانبين تعهدا بمواصلة التعاون الثنائي من أجل إحلال السلام والاستقرار في افغانستان.
في غضون ذلك، حثت إسرائيل، التي عارضت الاتفاق الأصلي عام 2015 ووصفته بأنه محدود المجال والأمد، القوى العالمية امس على وقف المحادثات الجارية في فيينا على الفور.
واستندت في هذا الطلب إلى تقرير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي اعلنته امس الاول وجاء فيه أن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم باستخدام أجهزة أكثر تطورا للطرد المركزي في منشأة «فوردو» المحفورة في بطن جبل والتي كان الاتفاق يحظر التخصيب فيها. وطلب رئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينت من الولايات المتحدة «وقفا فوريا» للمحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني خلال مكالمة هاتفية امس مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
ونقل بيان باللغة العربية أصدره مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي عنه قوله في المحادثة إن إيران تقدم على «ابتزاز نووي باعتباره احد تكتيكات اجراء المفاوضات، وإن الرد المناسب يكون بوقف المفاوضات فورا واتخاذ خطوات صارمة من قبل الدول العظمى».