الكثير منا في الكويت يراهن على شخص ما لموقف يتبناه أو لحدث يصدع به، أو لأنه يعبر عن شيء يدور في داخلنا لا نستطيع أن نعبر نحن عنه خصوصا في مواقف سياسية نقدية أو اقتصادية إصلاحية.
وهنا يبحث البعض عن مواقف الرجال الذين يصدعون بالحق - بالنسبة لهم - ويمثلون وجهات نظرهم فيكونون الأمل المنشود واللسان الناطق بالنيابة عنهم، ولكن التحدي الحقيقي هو الانتكاسة التي تحدث للبعض في مراهناتهم عندما يجدون من راهنوا عليه قد نكص على عقبيه وبدل مواقفه وصار بوجه جديد، فيتحير الجميع وربما يصدم وربما يتخلى عن مبادئه لظنه أنه لا خير في أحد، ففلان الذي - كان رمزا للأمانة والشرف - باع مبادئه بحفنة مال أو منصب أو صفقة مخفية هنا وهناك فكيف بمن هم أقل منه.
ولكن في الحقيقة، هذا تفكير سطحي وساذج يفتقد الكثير من العمق التحليلي، فالتكوين الإنساني أمر بالغ التعقيد لا تحكمه كلمات ومظاهر، والبيع والشراء للرجال وغيرهم ممكن بوسائل عدة، منها المال أو المنصب وغيرهما، وكل حسب تكوينه وأهوائه وربما المال سيد الموقف - يظن البعض في الكويت - فهو يشتري رؤوسا كبيرة ويبدل مواقف الجبال الراسيات.
ومواقف الرجال لا تحكمها غالبا أعراف ولا دين ولا أخلاق ولا مواثيق وعهود، فما الذي يحكمها إذن وكيف تكسب الرهان على شخص ما؟ الحل من وجهة نظر المهتمين بالذكاء الصناعي هو إيجاد الروابط النمطية «دراسة الأنماط» الذي أطلق تخيله عالم الرياضيات البريطاني هاردي كجزء من حل لعجزه ويأسه في فهم الكثير من الظواهر الواقعية والحياتية، فعلم الأنماط يجد رابطا خفيا بين متناقضين فضلا عن متشابهين.
وإذا قام من نراهن عليه للخضوع إلى استبيان -محكم ورياضي- كاشف للأنماط في مرات متعددة فلن يعود من نراهن عليه خفيا بل سيكون واضحا وستقل نسبة المراهنة الخاطئة إلى الخمس أو أقل من ذلك بكثير.
فإن وجدت الرجال حينها وأعجبتك مواقفهم فتذكر أن تقيس إخلاصهم بطريقة غير تقليدية حتى لا تتعرض للصدمات، أيها المواطن اللبيب.