قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن أنقرة تعمل على تطوير علاقاتها مع كافة دول الخليج العربي، ورحب بالجهود الديبلوماسية الرامية إلى إعادة فتح أبواب الحوار بالخليج وإزالة سوء الفهم، بحسب ما نقلت وكالة «الأناضول» التركية.
وأشار أردوغان في مؤتمر صحافي في «مطار أتاتورك» بإسطنبول، قبيل مغادرته إلى قطر في زيارة رسمية تستمر يومين، إلى أن العلاقات الثنائية بين بلاده وقطر ستتواصل بزخم أكبر في المرحلة القادمة، وقال: «إلى جانب قطر نعمل على تطوير علاقاتنا مع كافة دول الخليج الأخرى». وأضاف: «نؤيد استمرار روابطنا وتضامننا مع جميع دول الخليج من خلال تقوية العلاقات المستقبلية». ولفت أردوغان إلى أن حجم المشاريع التي ينفذها رجال الأعمال الأتراك في قطر يبلغ نحو 15 مليار دولار. وبين أنه يتوجه إلى قطر للمشاركة في الاجتماع السابع للجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين تلبية لدعوة الأمير تميم بن حمد، معربا عن ثقته بعقد محادثات ثنائية وعلى مستوى الوفود ناجحة للغاية.
وأضاف: «بدأنا عام 2014 بخطواتنا الأولى من أجل عقد أول اجتماع للجنة الاستراتيجية، وعقد الاجتماع الأول في الدوحة عام 2015، وبدأت العلاقات بين تركيا وقطر تزداد قوة يوما بعد يوم من منظور استراتيجي يتماشى مع تاريخ وإمكانيات البلدين».
وأردف: «في إطار آلية اللجنة الاستراتيجية العليا، وقعنا حتى الآن 69 وثيقة سياسية وعسكرية واقتصادية وثقافية مع قطر، ونقلنا بفضل هذه الاتفاقيات تعاوننا إلى مراحل متقدمة، وسنعززها أكثر عبر اتفاقيات جديدة ستوقع خلال الاجتماع السابع غدا».
ولفت إلى أنه يعتزم زيارة قيادة القوات التركية القطرية المشتركة، مؤكدا أن البلدين حافظا على مواقفهما القوية أمام التحديات الإقليمية التي واجهتهما في السنوات الأخيرة.
وأضاف: «سنواصل تطوير علاقاتنا مع أشقائنا في الخليج دون تمييز، في إطار مصالحنا المشتركة والاحترام المتبادل، وأعتقد أن مباحثاتنا في الدوحة ستسهم بشكل كبير في تعميق علاقاتنا مع قطر». ولفت أردوغان إلى وجود وحدة وتعاضد وتضامن من جديد بين دول الخليج. وفي السياق، أكد وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن إن تزامن زيارتي الرئيس التركي وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ونائب رئيس الوزراء وزير الدفاع السعودي إلى قطر جاء مصادفة.
وقال، في مؤتمر صحافي بالدوحة مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، إن العلاقات بين قطر وتركيا استثنائية وتتمتع بشراكة كاملة، مشيرا إلى أنه ناقش مع نظيره التركي التطورات في العراق وسورية وملفات إقليمية أخرى.
وكشف الوزير القطري أن زيارة وزير الخارجية التركي تأتي في سياق التحضير لاجتماعات اللجنة الوزارية العليا للاستراتيجية المشتركة قبل عقد القمة بين أمير دولة قطر والرئيس التركي. وأشار إلى أن اللجنة ستبحث عددا من الموضوعات من بينها تنمية وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث جرى توقيع ما يقرب 80 اتفاقية إضافة إلى 12 سيتم توقيعها اليوم.
وأكد الوزير القطري أن «الموقف القطري ثابت في دعم الأشقاء في فلسطين والقضية الفلسطينية التي تعتبر قضية عربية وإسلامية ومركزية لقطر». وقال إن الدوحة تتطلع لفرص تكشف عنها التحديات الاقتصادية التي تواجهها تركيا، وإن من المقرر أن توقع قطر عشرات الاتفاقات مع تركيا وأن تستثمر بكثافة في تركيا. وأضاف أن بلاده تتطلع لما قد يظهر من فرص من خلال المحادثات. وقال الوزير القطري «نتمنى دائما أن تكون هناك علاقات أخوية بين كافة الدول الشقيقة والصديقة لدولة قطر».
وأضاف أن هناك جهودا تركية سعودية لعودة العلاقات لمجاريها بين البلدين، موضحا أنه «لا يوجد علاقة لهاتين الزيارتين ببعضهما».
وفيما يتعلق بسورية، قال أوغلو إن «دعوة النظام السوري لحضور القمة العربية أو أي اجتماع دولي آخر، بدون حل جذري، سوف يدفع هذا النظام الى الاستمرار في بطشه، وفي اعتداءاته، ولهذا يجب أن نركز على الحل السياسي وهو الحل الوحيد للأزمة في سورية».
ومن جانبه، قال الوزير القطري، فيما يتعلق بما يتردد من دعوة وجهت للحكومة السورية للاشتراك في قمة الجامعة العربية إن «قطر أوضحت ومنذ البداية أن هناك مخاوف بموجبها تم تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية وهذه الاسباب لاتزال موجودة ولم نر أي تقدم او تغير في سلوكيات هذا النظام وتعاطيه مع هذه الأسباب».
وأضاف:«لا اعتقد أننا في موقف يسمح لنا بأن نسمح للنظام السوري أن يحضر قمة الدول العربية، هذا كان موقفنا ونحن باقون عليه»، وتابع: «نحن نأمل أن تدرك الدول العربية هذه الأسباب لاتزال موجودة».
ولفت إلى أن المحادثات تناولت مناقشة الوضع الأفغاني والأوضاع الإنسانية المتدهورة هناك، مشيرا إلى أن قطر تعمل مع تركيا والحكومة الأفغانية المؤقتة بشكل مستمر للتوصل لاتفاق لتشغيل مطار كابل بشكل طبيعي.
بدوره، قال وزير الخارجية التركي إنهم يسعون لتوطيد العلاقات مع دول المنطقة، مؤكدا أن قطر تساهم في تحسين علاقات تركيا مع دول المنطقة.
وقال الوزير أوغلو إن ماتم تصويره عن اقتصاد تركيا غير صحيح «إذا كنتم تتحدثون عن أن الاقتصاد التركي قد فشل، وانتهى فهذا غير صحيح لأن نسبة النمو التي حققها الاقتصاد التركي في الأشهر الأخيرة على مستوى العالم أرقام عالية جدا، وكذلك فرقم الصادرات التركية في ارتفاع مستمر».
وأضاف أن المشكلة اليوم تتعلق فقط بقيمة الليرة التركية والصعود والهبوط في أسواق المال «فهذا موجود في الواقع ولا ننكره ويؤثر في التضخم المالي ونسبة الفوائد المصرفية، والخبراء يعملون من أجل تجاوز هذه المشكلة تحت إشراف وتعليمات رئيس الجمهورية».