أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس بالهند ووصفها بأنها«قوة كبرى»، وذلك لدى وصوله إلى نيودلهي في زيارة هي الثانية له الى الخارج منذ بدء تفشي وباء كوفيد-19، تهدف إلى تعزيز العلاقات العسكرية والتعاون في مجال الطاقة مع حليف تقليدي تتقرب منه واشنطن.
وأضاف بوتين في تصريحات لوسائل الإعلام في العاصمة الهندية وإلى جانبه رئيس الوزراء ناريندرا مودي: «العلاقات بين بلدينا تتطور ونتطلع إلى المستقبل. وإن كان العام الماضي قد شهد انخفاضا في معدل التبادل التجاري بأكثر من 17%، لكن خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام بلغت زيادته أكثر من 38%».
وأضـــاف بوتيـن أن الدولتين تعملان على تطوير العلاقات في المجال العسكري وإجراء تدريبات مشتركة وتعتزمان مواصلة العمل في هذا الاتجاه، ونجري مناورات عسكرية مشتركة على أراضي كل من البلدين، ونحن عازمون على مواصلة العمل في هذا الاتجاه».
وأضاف الرئيس الروسي: «أن اجتماع وزراء الدفاع والخارجية لروسيا الاتحادية والهند يؤكد مواصلة البلدين تطوير العلاقات على المستوى الدولي»، معربا عن قلق بلاده بشأن كل ما يتعلق بالإرهاب وتهريب المخدرات، ومؤكدا أن الوضع في أفغانستان لا يمكن إلا أن يثير القلق.
يشار إلى أنه سبق القمة الروسية-الهندية محادثات وزراء الخارجية والدفاع للبلدين في إطار صيغة «2+2»، وهي صيغة تدل على الطابع الخاص للعلاقات بين موسكو ونيودلهي.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية من جانبها، أن روسيا والهند وقعتا اتفاقية حكومية حول برنامج التعاون العسكري التقني بينهما للفترة 2021 ـ 2030.
من جانبه، قال مودي إن الهند وروسيا تواصلان تعزيز التعاون في مجالي الدفاع والفضاء، وشدد على أهمية الاتفاقات المبرمة بين البلدين في مختلف المجالات، مضيفا أنها ستعزز تعاونهما.
وأشار مودي إلى أن جائحة فيروس كورونا لم تؤد إلى خفض وتيرة تطور العلاقات بين الهند وروسيا.
بدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن روسيا أعربت للهند خلال مشاورات «2 + 2»، عن قلقها الشديد إزاء الأنشطة الأميركية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وأضاف لافروف - عقب محادثات مع نظيره الهندي سوبرامانيام جايشانكار، والمشاورات الروسية الهندية بين وزيري الدفاع والخارجية في البلدين بصيغة «2 + 2»، وفقا لشبكة «روسيا اليوم» الإخبارية، أنه جرى خلال المشاورات حديث مفيد وهادف حول مجموعة متنوعة من الموضوعات، لكن التركيز الرئيسي كان على الوضع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث تراكمت في السنوات الأخيرة عناصر عدم الاستقرار التي تهدد بتقويض الهيكل العالمي والشامل للتعاون الذي نشأ هنا لعقود عديدة حول رابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان).
وأكد لافروف أن تنفيذ صفقة تزويد الهند بمنظومات «إس-400» يتم وفقا للخطة، مشيرا إلى أن موسكو «تشاهد محاولات أميركية لتقويض التعاون بين موسكو ونيودلهي بشأن منظومات إس ـ 400. وهي صفقة ليست فقط رمزية، بل تتمتع بأهمية عملية كبيرة جدا لضمان الإمكانات الدفاعية للهند. يسير كل شيء حسب الخطة ويجري تنفيذ الاتفاقات، ونرى محاولات من جانب الولايات المتحدة لتقويض هذا التعاون وإرغام الهند على شراء الأسلحة الأميركية، وكذلك الالتزام بالتصورات الأميركية حول كيفية تطور هذه المنطقة».
في الأثناء، أعرب وزير الداخلية الهندي أميت شاه عن أسفه أمام البرلمان امس بعد مقتل 13 مدنيا شمال شرق البلاد مطلع هذا الأسبوع خلال عملية لمكافحة التشدد خرجت عن المسار الصحيح.