رغم حالة الرعب التي اثارها تفشي المتحور الجديد عن فيروس كورونا «أوميكرون»، دعا الفرع الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا إلى إبقاء «التطعيم الإجباري»، الذي اقرته أو تنظر فيه بعض الدول، «حلا أخيرا»، وفق ما ذكر المدير الإقليمي هانز كلوغه امس خلال مؤتمر صحافي عبر الانترنت.
وقال كلوغه إن التطعيم الإجباري يجب أن يكون «حلا أخيرا يعتمد فقط بعد استنفاد جميع الخيارات الأخرى الممكنة لتعزيز حملات التطعيم».
وبينما أشار إلى أن التطعيم الإجباري رفع نسبة التطعيم في بعض الحالات، قال كلوغه إن هذه الحالات «محددة السياق» مضيفا أن تأثير التطعيم الإجباري على «ثقة العامة» يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار.
وفي ظل تفشي جائحة كوفيد-19، دعا كلوغه إلى حماية أفضل للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عاما، وهي الفئة العمرية الأكثر تضررا حاليا.
وأكد أنه «من غير المستغرب اليوم أن نرى نسبة إصابات بين الأطفال أعلى بمرتين إلى ثلاث مرات مقارنة بآخرين». وقال كلوغه إن «المخاطر الصحية تتخطى الأطفال أنفسهم»، مشيرا إلى احتمال أن ينقل الأطفال العدوى إلى عائلاتهم. واضاف أن «تطعيم الأطفال يجب أن يناقش وينظر فيه على مستوى الدول».
الى ذلك، أوصت السلطات الأميركية رعاياها بتجنب السفر إلى عشر دول بينها فرنسا والبرتغال، رغم أنهما من بين الدول التي تسجل أفضل معدلات تطعيم في أوروبا، في خضم موجة وبائية جديدة في القارة العجوز.
وقالت وزارة الخارجية للرعايا الأميركيين في نشرتها الجديدة «تجنبوا السفر إلى فرنسا» ورفعت مستوى التحذير لهذا البلد إلى المستوى الرابع، وهو الأعلى، مع اقتراب عيدي الميلاد ورأس السنة، وسط تفشي المتحورة «أوميكرون».
وأوضحت مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها، الهيئة الصحية الرئيسية في الولايات المتحدة، أن «نظرا إلى الوضع الحالي (المرتبط بكوفيد-19) في فرنسا، حتى المسافرين المطعمين بالكامل يمكن أن يواجهوا خطر الإصابة بالمتحورات ونقلها».
وتشمل لائحة الدول المعنية بالتحذير الصادر عن مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها، إضافة إلى فرنسا والبرتغال، وقبرص وأندورا وليختنشتاين في أوروبا، وكذلك الأردن وتنزانيا. وأضافت وزارة الخارجية إلى هذه اللائحة مالي وجزر فيجي اللتين أعلنت كل منهما تسجيل أول إصابة بأوميكرون.
هذا، وكشفت دراسة بريطانية كبرى حول التطعيم بجرعتين مختلفتين من لقاحات كورونا أن الأشخاص الذين تلقوا جرعة أولى من لقاح أسترازينيكا أو فايزر-بيونتيك ثم أعقبوا ذلك بجرعة ثانية من لقاح موديرنا بعد تسعة أسابيع كانت استجابتهم المناعية أقوى من غيرهم، وذلك وفقا للنتائج التي نشرت أمس الأول.
وقال ماثيو سنابي الأستاذ في جامعة أكسفورد لرويترز «اكتشفنا استجابة جيدة حقا للمناعة، في واقع الأمر أقوى من الحصول على الجرعتين من لقاح أسترازينيكا».
وتمنح نتائج الدراسة أملا للدول الفقيرة ومتوسطة الدخل التي قد تحتاج لمنح مواطنيها جرعات لقاح من إنتاج شركات مختلفة في حالة عدم استقرار أو قرب نفاد امداداتها من اللقاحات.
وأضاف سنابي «توضح الدراسة، أنه لا حاجة للالتزام بشكل صارم بمنح نفس نوع اللقاح في الجرعة الثانية، وإن كانت عملية التطعيم ستتم بشكل أسرع مع استخدام لقاحات مختلفة فلا بأس من ذلك».
وقال باحثون في جامعة أكسفورد إنه في حالة الحصول على جرعة أولى من لقاح أسترازينيكا تتبعها جرعة ثانية من لقاح موديرنا أو نوفافاكس فإن الجسم ينتج أجساما مضادة وخلايا تائية أكثر من تلك التي تنتجها جرعتان من لقاح أسترازينيكا.
وكشفت الدراسة التي شملت 1070 متطوعا أيضا أن جرعة أولى من لقاح فايزر-بيونتيك تليها جرعة ثانية من لقاح موديرنا تعطي نتيجة أفضل من الجرعتين من لقاح فايزر-بيونتيك.
ووفقا للدراسة التي نشرت في دورية لانسيت الطبية لا توجد أي مخاوف تتعلق بالسلامة.