ألمح الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى أن الحكومة لن تضطر إلى تقديم تنازلات في المفاوضات النووية تحت ضغط الأوضاع الاقتصادية الداخلية، فيما قالت وسائل إعلام إيرانية شبه رسمية ان محادثات فيينا بين طهران ومجموعة (4+1) التي تشارك فيها الولايات المتحدة الأميركية بصورة غير مباشرة ستستأنف غدا.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن الرئيس الايراني تأكيده امس إن «الحكومة لا تربط الاقتصاد والخبز والأوضاع المعيشية للشعب بطاولة المفاوضات النووية»، وقال إن مبيعات النفط الإيراني شهدت تحسنا ملحوظا رغم العقوبات الأميركية.
وأضاف رئيسي: «احتياطي النقد الأجنبي في البلاد بحالة جيدة، ولسنا قلقين من الأوضاع الراهنة»، وأكد على عدم السماح للشركات الحكومية باستيراد سلع أجنبية تنتج مثيلتها محليا بجودة مناسبة.
وتؤكد إيران دوما أن هدفها النهائي من المفاوضات النووية هو إلغاء كافة العقوبات الأميركية المفروضة حاليا على البلاد.
جاء ذلك في وقت أفادت وكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية شبه الرسمية بأن محادثات فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 ستستأنف غدا.
وقالت الوكالة إن كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كاني انتهى من تحديد موعد استئناف المحادثات في مكالمة هاتفية مع منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا.
في هذه الأثناء، اعتبرت فرنسا أن المقترحات التي تقدمت بها إيران في محادثات فيينا الأسبوع الماضي بهدف إعادة إحياء اتفاق عام 2015 بشأن برنامجها النووي «غير كافية».
وقالت الخارجية الفرنسية في بيان امس «لا تشكل المقترحات التي تقدمت بها إيران أساسا معقولا يتوافق مع هدف الإبرام السريع (لاتفاق) مع مراعاة مصالح جميع الأطراف»، معبرة عن «خيبة أمل» حيال فشل المحادثات في تحقيق تقدم.
في غضون ذلك، التقى كبير المفاوضين النوويين الايرانيين علي باقري كني في موسكو نظيره الروسي سيرغي ريابكوف للبحث والتشاور حول العلاقات الثنائية ومفاوضات فيينا. وأكد باقري وريابكوف ضرورة استمرار المشاورات بين الجانبين حول القضايا الدولية والمفاوضات بين ايران ومجموعة «4+1» في فيينا.
جاء ذلك فيما نفى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قيام بلاده بتخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 90% واصفا ما يثار بهذا الصدد «محض افتراء».
وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان بثته عبر موقعها الإلكتروني إن عبداللهيان كتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (انستغرام) قال فيها «أبلغت الممثل الأعلى للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية جوسيب بوريل بان الاخبار التي تتحدث عن تخصيب اليورانيوم في إيران بدرجة 90% ليست سوى أكاذيب».
وأكد عبداللهيان التزام بلاده للتوصل الى اتفاق «شامل وجيد يشعر بنتائجه بشكل ملموس ابناء الشعب الإيراني»، منوها أن بلاده ستواصل مسار الديبلوماسية والتفاوض داعيا الأطراف الأخرى الى تقديم مقترحاتها وردودها «الواضحة» بشأن الغاء الحظر المفروض ضد إيران، مشددا على انه لايمكن لأميركا ان تعود الى الاتفاق النووي إلا بعد رفع الحظر.
واتهم عبداللهيان، في مقابلة مع صحيفة «كوميرسانت الروسية»، الغرب بعدم الالتزام بوعوده، مؤكدا أن «إيران رغم ذلك تهدف إلى التوصل لاتفاق جيد ومستقر وقابل للتحقق بشكل فعال بشأن رفع الحظر خلال المفاوضات في فيينا».
و أكد انعدام الثقة في النهج والسياسات غير البناءة للبيت الأبيض، داعيا الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث إلى إدراك أن نافذة المفاوضات الحالية لن تفتح إلى الأبد.
وأضاف أن «إيران تهدف إلى مواصلة الجهود الديبلوماسية النشطة لرفع الحظر الأميركي غير القانوني»، مؤكدا في الوقت نفسه أن بلاده لديها أدوات فعالة لتحييد تأثيره وبرنامج التنمية الاقتصادية المستدامة للبلاد.