يحل علينا الربيع بجماله فنهرع إلى البر لقضاء أحلى الأوقات في أحضان الطبيعة الخضراء بعيدا عن المدينة بضوضائها وهوائها الملوث المفعم بكل أنواع الملوثات، إذ يأمن الجميع إذا تركوا المدينة بكل تلوثاتها السمعية والبصرية وازدحام السيارات وحوادثها، لكن هيهات هيهات فهناك «البقي أو البانشي» الذي لا تنقطع حوادثه الكثيرة، شباب وأطفال بعمر الزهور اغتالهم البقي والبانشي وقائدوه من بعض الشباب المستهتر الذي لا يراعي حرمة ولا جيرة ولا آداب، آباء يوردون أبناءهم موارد التهلكة بإهدائهم الأبناء آلة القتل والتدمير.
وقد أعلنت وزارة الداخلية توقيع غرامة تصل إلى 5000 دينار على مخالفي الاشتراطات البيئية كالعمل على جرف التربة والنباتات من الأرض، إضافة إلى تحذير أولياء الأمور من أن قيادة أطفالهم للبقي أو البانشي تعرضهم للمخالفات والغرامات.
وتحدث العقيد عبدالإله العبدالسلام ليوضح أن من أبرز المخالفات في كل موسم للبر تأجير البقي أو البانشي للأطفال دون الـ 17 عاما، وهذا يشكل خطر عليه ومخالفة على أولياء الأمور.
ويذكر أطباء العظام مستشفى الرازي أن ظاهرة حوادث البقي في ارتفاع مستمر وأن أكثر من 25% من هذه الحوادث تقع خلال عطلة الربيع وذلك لغياب التوعية بأخطار البقي والبانشي والاستهتار من الأبناء وعدم الرعاية من الآباء في تسليمهم أداة قتل لأبنائهم.
ويناشد جميع الأطباء ضرورة أخذ الحيطة والحذر من سلبيات البقي والبانشي، وأسلوب التعامل معه والتي تؤدي بحوادثها إلى غرفة الجراحة والإنعاش، والمشاكل الرئيسية بارتفاع معدلات الإعاقة، وها هو البانشي يزاحم السيارات في طريقها ويكون سببا في هلاك أرواح بريئة خرجت للتمتع بجمال الطبيعة، فوجدت الموت بانتظارها على أيدي عابثين يقودون البقي والبانشي بكل أشكاله، يقودونه في رعونة واستهتار قل أن تجد وسيلة لقيادته واستهتارهم، لا بد من وجود عقاب رادع لكل من تسول له نفسه أن يدمر محمياتنا الطبيعة وجمال البر ونباته بالسير بهذه الآلة القاتلة على البساط الأخضر الذي حبته الطبيعة في الربيع، ويا ليت الأمر اقتصر على أولياء الأمور الذين يحطمون أبناءهم بهذه الهدية فلقد انتشر أخيرا المؤجرون للبقي والبانشي وسط تجمعات الناس بالبر ويتسابق الآباء لإرضاء أبنائهم، أما آن الأوان لوقفة حازمة تجاه آلة الموت ومن يحضرها ومن يقودها ومن يؤجرها، ألا يكفي عدد من ماتوا متأثرين بإصاباتهم الجسيمة، أيها المسؤولون أوقفوا هذه التجارة، فأبناؤنا مهددون وآباؤهم مغيبون عن الخطر الذي يتهددهم.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين لها من كل شر، ونسأل الله أن تنقشع هذه الغمة وهذا البلاء وترجع الأمور أحسن مما كانت.. اللهم آمين.
[email protected]