عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق».
يبين الحديث النبوي أحد السموم القلبية، فكل ما يصدر من الإنسان من خير أو شر له اثر على قلبه وسلامته، وهنا يتحدث عن آفات اللسان، فالكلام إما أن يكون خيرا فيكون العبد مأمورا بقوله، أو شرا يكون العبد مأمورا بتركه، فكل ما يتلفظه الإنسان، مسجل في صحيفة أعماله، كالغيبة والنميمة والخوض في الباطل، وعدم تأدية الأمانة وهتك العورات وغير ذلك الكثير، فارتكاب العبد لهذه الأمور قد تكون سببا لمكوثه في نار جهنم مدة طويلة، فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان حصائد الألسنة من أكثر الأمور التي يكب من جلها الناس في النار.
وحين يقول الإنسان كلامه ثم لا يتحقق مما فيه من خير وشر أو حق وباطل فقد يكون ذلك سببا في مكوثه بالنار سبعين سنة، فيحرص المسلم على تمرير كلامه على مقياس الصواب والخطأ والحق والباطل، ويلزم الصمت إذا لم يتأكد من صحة ما يريد قوله، خشية ان يشمله العذاب الوارد في الحديث النبوي أعلاه.