كثيرة هي تلك الأحلام التي راودتنا، كانت بين ايدينا ولكن بغمضة عين تخلينا عنها، بسبب أفكار ومعتقدات خاطئة غرست بداخلنا إلا أن قيدتنا وأسرتنا وللأمل أفقدتنا، ذلك وبسبب تكرار بعض من تلك العبارات المحبطة منها (أنا لا أمتلك المال الكافي لتحقيق حلمي!، وقتي لا يسمح لي!، أنا لا أعرف كيف أبدأ!؟، أنا أقل من أن أفعل هذا!، وو وو وو.... إلخ)، ومع مرور الأيام وضعناها على الرف إلى أن تراكم عليها الغبار ونسيناها! نعم قد تزورنا أحيانا ونحن في يقظتنا، وأحيانا نتفقدها نحن ولكن نرجع من جديد ونتخلى عنها، لنعود مرة أخرى وننشغل بحياتنا اليومية ومسؤولياتنا.
ولكن حين نتساءل بين وقت لآخر بيننا وبين انفسنا، هل هذا حقا ما قد أردناه لحياتنا ولإثبات ذواتنا وكياننا؟ وهل ما أردناه هو أن نستيقظ فقط يوما ما لنكتشف أن الحياة انقضت بينما نحن باقون في مكاننا!؟ فالمستقبل عظيم وأحلامنا أعظم وخصوصا عند تحقيقها وإنجازها، ستصيبنا بفرحة عظيمة، فرحة لا تقدر بثمن، فرحة تستحق أن نتعب من أجلها، لكي نترك بصمة رائعة جميلة تتعلق بنا، بصمة تجعلنا نفخر بأنفسنا قبل أن يفخر الغير بنا، ونسرد الصعوبات يوما في سبيل تحقيقها، فوحدها هي جسر العبور لمعنى الحياة ولذتها.
يقال: «لا نحقق الأعمال بالأمنيات وإنما بالإرادة نصنع المعجزات، والتردد ما هو إلا أكبر عقبة في طريق النجاح»، وسر النجاح على الدوام هو أن نسير إلى الأمام دوما دون خوف أو تردد أو الاستهانة والاستصغار بأمنياتنا وأحلامنا.
أما الأدهى من ذلك فهو حين نحكم على أنفسنا بالفشل حتى قبل أن نبدأ! ولا نعرف وقتها كيف وأين نبدأ!؟ وما الخطوات التي يمكننا اتخاذها وان كانت بسيطة! لكنها تقربنا أكثر من تحقيق أحلامنا؟ ذلك طبعا وبسبب تشاؤمنا وسلبية أفكارنا وبسبب تقليلنا من شأننا وضعف ثقتنا ونظرتنا بازدراء إلى انفسنا وكأننا أشخاص لا نستحق! ذلك ولأن أغلبنا يفتقر إلى الانضباط للأسف! هذا بعكس لو فكرنا بتفاؤل وإيجاب تجاه انفسنا، لمن المستحيل أن ندع أفكارا كهذه أن تشتتنا وتلف بنا يمينا ويسارا وكالتائهين تشعرنا!
لذلك بمجرد تحديدنا للهدف الذي نتمناه، ونعمل على تحقيقه، سنجد انفسنا شيئا فشيئا اصبحنا أقرب على طريق أحلامنا، فقط علينا بالمثابرة وعدم الاستسلام، ولا تنسوا أن تسألوا أنفسكم يوميا هل الأفضل الوصول متأخرا أم عدم الوصول على الإطلاق؟! فلم يكن تحقيق الأحلام صعبا للغاية وبعيد المنال!؟
لكن ما يصعبه علينا حقا هي اعتقاداتنا الآتية، بحثنا الدؤوب عن الإشباع الفوري، لما لم نكن مشهورين فنحن إذن فاشلون، كثرة مقارناتنا بالآخرين، لقد فات الأوان بالنسبة لنا وو وو.... إلخ!
ولكن إن أردت ما تود تحقيقه بشدة، حاول أن تكتشف معتقداتك الخاطئة، إذا كان لديك بالفعل حلم، فلا تتوقف عن ملاحقة أحلامك بعد الآن، الحياة أقصر من أن تقضيها في الندم على ما فاتك، وتيقن بأن أحلامك أقرب مما تعتقد، هي بحاجة لخطوات صغيرة فقط منك، فقط توقف عن الهروب من نفسك وتحلى بالقوة والثقة والجرأة والشجاعة، فلا شيء مستحيل، بل وتأكد أن المستحيلات لا تكمن إلا بداخل الممكنات!