قبيل انعقاد القمة الخليجية في الرياض، (المقرر لها 14 ديسمبر الجاري)، جاءت زيارة ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى الكويت ضمن جولته الخليجية، لتضيف لبنة جديدة في صرح العلاقات القوية بين المملكة والكويت، ولتؤكد استمرار الاستثمارات المشتركة بين البلدين، وحرصهما على زيادة التبادل التجاري وتسهيل إجراءات المستثمرين، إضافة إلى تعزيز التعاون في مختلف المجالات، وفي مقدمتها مجالات الطاقة المتجددة والمبادرات الطموحة التي أطلقها سمو الأمير محمد بن سلمان ضمن رؤيته المستقبلية حتى عام 2030.
وقد حملت الزيارة أهدافا حيوية، منها: توحيد الرؤى في العديد من الملفات والقضايا، إضافة إلى تعزيز التعاون الأمني لضمان تحقيق الأمن والاستقرار وتبادل المعلومات حول كل ما يهم المنطقة، إضافة إلى توثيق العلاقات المشتركة وترسيخ روابط الأخوة التي تعود إلى عام 1891 كما تشهد بذلك المواقف التاريخية المشهودة بين البلدين.
وقـــد تمكنت الكويت والســـعودية على مدى عقود طويلة من إحداث نقلات نوعية في العديد من المــــجالات، خصوصا فيما يتـــعلق بالعوامل المشتركة المتعــددة مثل التاريخ والدين والثقافة والجغرافيا واللغة، بالإضافة إلى الإسهام الحقيقي بكل فاعلية في الحفاظ على الأمن والسلام بالمنطقة.
أما على مستوى قيادتي البلدين فإن العلاقات بينهما نموذج يحتذى في القوة والتفاهم والتقارب والتعاون، منذ عدة عقود تخللتها مئات الزيارات لأسرتي الحكم وأعضاء الحكومة في البلدين وكبار المسؤولين، مما كان له الأثر الإيجابي في التعامل مع الكثير من الملفات والقضايا العربية والإسلامية والدولية، وخصوصا في ظل انخراطهما تحت راية مجلس التعاون الخليجي الذي تأسس عام 1981.
ولا ننسى مشاركة جنود المملكة العربية السعودية لقوات التحالف في حرب الخليج إبان الغزو العراقي الآثم للكويت في بداية تسعينيات القرن الماضي، وكذلك عندما فتح الشعب الســـعودي وقيادته الحكيمة الأبـــواب لاستقبال الكويتيين أثناء تلك المحنة.
ونحن لا ننسى وصية الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله) حين كان وليا للعهد في العام 1990 عندما قال: «أوصيكم بإخوانكم وأخواتكم من الشعب الكويتي وتسهيل كل ما يعينهم، والدولة فتحت لهم قلبها وسخرت كل ما تملك لراحتهم فشعب الكويت أهلكم»، في دلالة صريحة وواضحة على عمق الروابط بين البلدين وخصوصية العلاقات بين الشعبين.
كما أننا نتذكر مقولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله في العام 2015: «اللهم احفظ الكويت الشقيقة وأهلها من كل سوء ومكروه»، وهذا يؤكد أن السعودية والكويت بلد واحد لا يتجزآن عن بعضهما البعض.
ونحن نعتبر البلدين روحا واحدة في جسدين لا يمكنهما أن يفترقا عن بعضهما إلى الأبد.
أدعــــو الله أن يحفظ الكويت والمملـــكة العربية السعودية من كل شر، وأن يـــديم عـــلاقات التعاون والترابط والاستقرار على الجميع.