عندما أتصفح مواقع المنظمات الدولية من آن لآخر للبحث عن الجديد الذي يجب التسلح به للتوعية الصحية المبنية على الدراسات العلمية والبحوث، فإنني أتساءل عن اهتماماتنا بالبحث العلمي وتوفير الدراسات والموارد، ولماذا لا تكون لدينا وزارة للبحث العلمي والتي تتعدى تخصيص الجوائز مثل جوائز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وما الجهة أو الجهات التي يجب عليها تبسيط نتائج البحوث ونشرها في المجتمع لتكون بكل شفافية أمام الجميع، وخاصة أن العديد من توصيات البحوث والدراسات تتطلب تفاعل المجتمع سواء على مستوى الوزارات أو على مستوى جمعيات النفع العام؛ لأن التسويق المجتمعي للبحوث يحقق العديد من الأهداف التي يسعى لها الباحثون.
وأتمنى أن أجد في التشكيل الحكومي الجديد وزيرا مسؤولا عن البحث العلمي يتحمل المسؤوليات بعد توفير الإمكانيات لوضع استراتيجية وطنية للبحث العلمي واضحة المعالم والأهداف ومجددة المسؤوليات، ولدينا من الكوادر الوطنية من يستطيعون العمل ليلا ونهارا لنرى الكويت على خريطة البحث العلمي العالمي وليس فقط من خلال الإنفاق بل من خلال تبني أسلوب للبحث العلمي لإيجاد حلول لقضايا وتحديات ليس للاجتهادات أو أعمال اللجان وفرق العمل مجال لحلها.
وعلى الحكومة الجديدة أن تضع في برنامج عملها إعادة الاعتبار للبحث العلمي والابتكار في جميع المجالات لتحقيق التنمية الشاملة التي تستحقها الكويت بالفعل وليس فقط بالشعارات والعبارات الرنانة فإن الشعوب تتطلع للبحث العلمي للارتقاء وتحقيق التنمية الحقيقية المرتكزة على الاستثمار في العنصر البشري وتنميته بالعلم والمعرفة في جميع المجالات.
إن البحث العلمي هو أسلوب منظم في جمع المعلومات الموثوقة وتدوين الملاحظات والتحليل الموضوعي لتلك المعلومات باتباع أساليب ومناهج علمية محددة بقصد التأكد من صحتها أو تعديلها أو إضافة الجديد لها ومن ثم التوصل إلى بعض القوانين والنظريات والتنبؤ بحدوث مثل هذه الظواهر والتحكم في أسبابها.
وكذلك فإن البحث العلمي هو وسيلة يمكن بواسطتها التوصل لحل مشكلة محددة أو اكتشاف حقائق جديدة عن طريق المعلومات الدقيقة، وهو يعتمد على الطرق العلمية ويؤدي إلى فهم الأحداث والاتجاهات والنظريات والقوانين.
وإننا بانتظار برنامج عمل الحكومة الجديدة الذي يجب أن يعبر عن طموحاتنا وآمالنا المشروعة، فمن الصعب قبول برنامج عمل الحكومة الخالي من أي إشارة أو التزام حكومي بالبحث العلمي والابتكار بينما نحن الآن في عالم يحقق الانتصارات في شتى فروع البحوث ويجب ألا نكون في مقاعد المتفرجين فقط.