لقي عشرات الأميركيين مصرعهم بسبب أعاصير وعواصف متفرقة عاثت دمارا في مساحات واسعة من البلاد، واجتاحت 6 ولايات أميركية، فيما أعلن حاكم ولاية كنتاكي الأميركية، آندي بيشير، حالة الطوارئ ليل أمس الأول.
وقال حاكم كنتاكي أمس «أخشى أن يكون الاعصار قد قتل أكثر من 70 شخصا»، وتوقع ان يرتفع العدد الى ما «100 شخص، الأمر مروع».
وإلى جانب عدد الضحايا المرتفع أسفر الإعصار المتعدد عن دمار واسع في الممتلكات في عدة ولايات، وفقا لصحيفة «واشنطن بوست».
وذكر بيشير أن أكثر من 50 الف منزل اصبحت من دون كهرباء، مضيفا أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن أربعة أعاصير ربما ضربت الولاية والاضرار طالت 15 مقاطعة منها، وأحدها استمر لأكثر من 200 ميل داخل اليابسة.
وتابع أن نحو 110 أشخاص كانوا في مصنع لصناعة الشموع في الوقت الذي هبت فيه الإعاصير. واضاف «نعتقد أننا سوف نفقد ما لا يقل عن العشرات من هؤلاء الأشخاص».
وتجاوزت سرعة الرياح 300 كيلومتر، وفق الحاكم، الذي وصف الإعصار بأنه «الأشد في تاريخ كنتاكي». وكانت مقاطعة غريفز الأكثر تضررا وخصوصا بلدة مايفيلد.
وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مباني دمرتها العاصفة فيما تناثرت قضبان الحديد الملتوية والأشجار المقتلعة وحجارة الطوب في الشوارع تاركة وراءها واجهات منازل مدمرة.
وقال خبراء بالطقس إن الإعصار «كان طويل الأمد وقويا بشكل غير معتاد في مثل هذا الوقت من العام».
وأعلن دين فلينير، المتحدث باسم وكالة إدارة الطوارئ في تينيسي، انه في الولاية، تم الإبلاغ عن حالتي وفاة بسبب العاصفة في مقاطعة أوبيون.
وقبل كارثة الإعصار، اجتاحت عاصفة مستودعا لشركة أمازون في ولاية إلينوي. وذكرت وسائل إعلام محلية ان قرابة مائة موظف علقوا في الداخل.
وهرع ما لا يقل عن 100 مركبة طوارئ على مستودع لشركة أمازون بالقرب من إدواردسفيل بولاية إلينوي، حيث انهار جدار كان بطول ملعب كرة قدم، كما انهار السقف فوقه.
وبذل مئات المسؤولين جهودا طوال الليل وحتى ساعة مبكرة أمس، لإنقاذ الموظفين في المنشأة التي سوي ثلثها بالأرض. وكان الموظفون يعملون دواما ليليا لتسليم طلبيات قبل أعياد الميلاد.
وكان تحذير من إعصار معلنا في تلك الأثناء. وأعلنت شرطة إدواردسفيل في بيان عن «وفيات مؤكدة».
وقال حاكم إلينوي جي بي برايتزر «صلواتي لأهالي إدواردسفيل هذا الليل».
وفي بيان ارسل إلى وسائل إعلام محلية قال المتحدث باسم أمازون ريتشارد روكا إن «سلامة ورفاه موظفينا وشركائنا أولويتنا القصوى الآن. نقوم بدراسة الوضع وسنشارك معلومات إضافية عند ورودها».
وأبلغت السلطات في إلينوي وميسوري وكنتاكي وتينيسي والمسيسيبي واركنساس عن خسائر بشرية وأضرار كارثية أخرى، وفقا لوسائل اعلام اميركية. وتم الإبلاغ عما لا يقل عن ٣٠ إعصارا.
وطلب من السكان ملازمة بيوتهم، حفاظا على أرواحهم، فيما عملت الفرق المختصة على مساعدة المتضررين، وقامت فرق الإنقاذ بدورها بعمليات تفتيش في الأماكن المتضررة. وأدى الإعصار إلى انقطاع الكهرباء والاتصالات، وتوقف حركة السير في بعض الطرقات نتيجة قطعها بسبب الأشجار والحطام المتطاير، فيما انقلب قطار بفعل الرياح القوية أثناء مروره عبر مقاطعة هوبكنز بولاية كنتاكي.
وكشف مارفن داي، القاضي في مقاطعة كريغيد، لوكالة الأسوشيتدبرس عن أن الإعصار ضرب دار رعاية مونيت مانور في أركنساس مساء أمس الأول، ما أسفر عن مقتل شخص وحبس 20 شخصا بالداخل مع انهيار المبنى. وتقول الصحيفة نقلا عن الخبراء، إنه إذا استمر الإعصار دون انقطاع بمساره على الأرض، والذي تجاوز طوله 240 ميلا (386 كلم)، فمن المرجح أن يحتل «المرتبة الأولى كأطول مسار إعصار في تاريخ الولايات المتحدة، والأول الذي يعبر في أربع ولايات».