كثير من القلوب رحلت ابتسامتهم برحيلهم، ولكن الله قادر على أن يبدل حال أهلهم الى أحسن الأحوال، هذه الدنيا لا تستمر لأحد، فلقد نقشت الشيخة والأخت والصديقة ورفيقة الدرب منذ طفولتنا حتى رحيلها أجمل معاني الوفاء والطيبة والحنان والتواضع.
بداخلها الحب بأسمى معانيه في قلوب الجميع أحبتهم جميعهم وأحبوها بصدق.
عشت معهم طوال العمر في قصر الشعب الذي يحوي الطيبة والإنسانية هم خوات لي وأنا أخت لهم اقدرهم والتقدير منهم يفوق لكل من دخل منزلهم.
الشيخة وفيقة الوجه السموح صورتك ونبرة صوتك وابتسامتك لن يمحوها الزمن فأنت شيء جميل نحب أن نعيد ذكراه في كل مناسبة، أنت بحر الشعب وبر الكويت وزهور العالم بعطرها، أنت يا شيخة وفيقة يا كبيرة بكل شيء.
كان خبر الوفاة أمرا ألجم عقلي وترك العيون تسيل الدمع الحزين كنت خارج الوطن، وصاحبتي وأختي مضاوي تهدئ من صدمتي، اختلطت الدموع بحشرة وبألم بطعم مر، ولكن آه وألف آه تخرج من جميع الأفئدة، آه حارة تحرق الفؤاد من هول هذا الخبر وفاة أختي وحبيبتي وفيقة.
رحمك الله يا وفيقة كنت أحرص كل الحرص على زيارتك والتحدث معك، وكم أفرح عندما يكون اللقاء لا يضم الكوكبة الكبيرة الحبيبة التي تحيط بك من جميع الوجوه التي تحبك كي يكون لي نصيب أكبر للتحدث معك، ويا لها من لذة في الجلوس معك وابتسامتك العفوية وسؤالك عن أهلي.
الشيخة وفيقة ذكرى لن تنسى مبخرة بأجود أنواع البخور والعطور بصفاء وبساطة المعشر والتعامل، حقا هي شيخة الأخلاق والتواضع ذات مكانة وسمو، بسيطة المعشر حلوة الحديث لا يمكن أن تسيء لأي كان صغيرا أو كبير، فقيرا أو غنيا، وجه بشوش منذ أن عرفتها وقلبها حنون رحيم للجميع، توزع الفرح بأنواعه بسخاء على الجميع.
هذه سنة الحياة وسنة الله في خلقه، لا شفاعة بالموت ولا مفر منه، كلنا لربنا راجعون فالموت كأس وكل شاربه، والقبر باب وكل داخله، ولكن هنيئا لمن رحلت جسدا وبقيت روحها ترفرف بالدعاء لها لمن عرفها، تركت خلفها كنوز الطيبة والسيرة الحسنة ودعت هذه الحياة والأكف ترتفع لها بالدعاء من الله بالرحمة والمغفرة، نعم الألم كان كبيرا لا يحتمل لمن عرف الشيخة وفيقة أو عاشرها.
كان قلب وفيقة لا يحمل حقدا أو يعرف كرها أو كبرا، الكل يشهد وأنا معهم على ذلك، أراك دائما حامدة لله شاكرة مؤمنة صابرة محتسبة، إن كنت رحلت عن الدنيا فستبقى صورتك «مبروزة» داخل الفؤاد لكل من عرفك ونال شرف الجلوس معك، ستبقين ذكرى جميلة بقلب كل الأحبة الذين حزنهم يعصرهم عصرا.
عندما يرحل الأحبة لا نصدق أنهم رحلوا وتركونا نعاني حرارة فقدانهم، الموت يحمل كل المعاني الحزينة والألم في فراق الأحبة، إن الموت لا يستأذن أحدا ولا يجامل أحدا، وليس له إنذار مبكر، ما لنا إلا الصبر وذكر الله، والله في سماه يمسح الحزن والدهر كفيل بذلك.
بإذن الله لن يتفرق الشمل اللفيف إذا اختفت أم الحب والحنان الشيخة وفيقة ومن قبلها والدتها الشيخة الجازي التي غرست فيهم الوفاء.
يا الغاليين خواتها وبنات الخالة وجميع أهل وفيقة وصديقاتها الدموع لغة إنسانية لا يجيدها ولا يعرفها إلا أصحاب القلوب الرقيقة والمشاعر المرهفة وأنتم تذرفون الدمع السخي وأنا معكم لندعو لها بالرحمة والمغفرة ولجنة الخلد.
إنني أعصر قلمي عصرا، ولكن هل تنجدني الحروف للتعبير عن حزني وألمي وحزني بعمق الفؤاد، وكيف لا وهي الأخت والصديقة، رحمها الله ففراق الشيخة وفيقة لا يمكن أن يملأه شيء آخر، تعجز الكلمات عن وصف المكلوم بموت أغلى الناس.
نعم يا أهلها إن الموت والحزن ضيف ثقيل غير مرحب به ولكن هي الحقيقة وليس لنا مفر منه.
تظل كلماتي واهنة ضعيفة قليلة بحقك يا أطيب قلب يا شيخة وفيقة. إن كنت رحلت عن الدنيا فستبقى صورتك لكل من عرفك ونال شرف الجلوس معك مدى الدهر، ستبقين ذكرى بقلب كل الأحبة الذين حزنهم يعصرهم عصرا، ستبقين الكبيرة الكريمة الحبيبة الحنونة في كل شيء إلى مدى الدهر.
تغمد الله روحك أعلى جنان الفردوس، وألهم أهلك وأحبتك الصبر والسلوان. (إنا لله وإنا إليه راجعون).