ارتفع عدد ضحايا الاعاصير والعواصف التي ضربت 6 ولايات أميركية الى أكثر من 83 قتيلا الى جانب عشرات المفقودين ودمار واسع، وهو ما وصفه الرئيس جو بايدن بأنه «مأساة تفوق التصور».
وأحصي سبعون قتيلا في ولاية كنتاكي وحدها. وقال حاكم الولاية إندي بيشير «أنا متأكد راهنا أن هذا العدد يتجاوز سبعين، وقد يتجاوز مائة».
وعملت أجهزة الإغاثة الأميركية طوال يوم أمس بحثا عن ناجين محتملين في الولايات المتضررة جراء اعاصير وصفت بأنها تاريخية وأحدها قطع أكثر من 200 ميل داخل اليابسة.
وقتل أكثر من سبعين شخصا في ولاية كنتاكي فقط معظمهم عاملون في مصنع شمع، وقال بيشير إن نحو 110 أشخاص كانوا يعملون في المصنع. وأوضح أنه تم انقاذ اربعين شخصا لكنها «ستكون معجزة اذا تم العثور على ناجين»، وتخلت السلطات عن أمل العثور على أحياء آخرين مع تحولها من جهود الإنقاذ إلى جهود الانتشال التي من المتوقع أن تستمر لأيام.
كما قتل 13 شخصا على الأقل في ولايات أخرى، منهم ستة أشخاص على الأقل في إيلينوي جراء انهيار مستودع لشركة أمازون كان داخله قرابة مائة موظف يجهزون طلبيات اعياد الميلاد.
وقتل أربعة أشخاص في ولاية تينيسي وشخصان في أركسناس وشخص واحد على الأقل في ميزوري حسب مسؤولين ووسائل إعلام محلية.
وأكد بيشير «هذا أسوأ حدث والأكثر تدميرا والاعصار الذي يحصد أكبر عدد ضحايا في تاريخ كنتاكي».
وأضاف للصحافيين «هذا الدمار لا يشبه أي شيء شهدته في حياتي، يتعذر علي إيجاد الكلمات لوصفه».
وقال إن الاعصار الذي ضرب كنتاكي قطع على الارض اكثر من 200 ميل (320 كلم)، وهي احدى أطول المسافات منذ بدء تسجيل مسار الاعاصير.
ولحقت أضرار بالعديد من مقاطعات كنتاكي جراء الإعصار الأقوى على الإطلاق، والرياح المرافقة التي تجاوزت سرعتها 300 كيلومتر.
ووصف مسؤولو بلدة مايفيلد الصغيرة الأكثر تضررا والتي تضم حوالى عشرة آلاف نسمة بأنها «مدمرة» مع انهيار منازل ومبان تاريخية وسقوط غصون الأشجار وانقلاب سيارات في الحقول.
وشبه أحد سكان مايفيلد ويدعى أليكس غودمان الكارثة لوكالة فرانس برس بقوله «كان أشبه بقنبلة انفجرت».
وأظهرت صور وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي مباني دمرتها العاصفة فيما تناثرت قضبان حديد ملتوية وأشجار مقتلعة وحجارة في الشوارع تاركة وراءها واجهات منازل مدمرة وشاحنات وسيارات مكومة فوق بعضها.
وقال بايدن في تغريدة عبر تويتر أنه اطلع على آخر التطورات الميدانية، مضيفا «نعمل مع حكام (الولايات) لضمان توافر ما هو ضروري لنا للبحث عن ناجين».
وأضاف في تعليقات تلفزيونية لاحقة «إنها مأساة. وما زلنا حتى الآن لا نعرف عدد الخسائر في الأرواح والنطاق الكامل للأضرار»، متعهدا بإرسال مساعدات فيدرالية إلى الولايات حيث تسببت العواصف بأضرار.
وأشار بايدن إلى أن الوكالات الفيدرالية للاستجابة للكوارث بدأت بالفعل بالانتشار في الميدان. وأكد بايدن عزمه على التوجه إلى كنتاكي، لكنه شدد على أنه لا يريد «عرقلة» عمليات الإغاثة.
واعتبر الرئيس الأميركي أن التغير المناخي يجعل الطقس «أكثر حدة»، من دون أن يحدد الصلة المباشرة بين تغير المناخ والكارثة التي حلت بالبلاد مساء الجمعة.
وقال «الحقيقة هي أننا جميعا نعلم بأن كل شيء يكون أكثر حدة عندما يكون المناخ دافئا، كل شيء».
وكان أطول إعصار أميركي تم تتبعه هو عاصفة امتدت 219 ميلا في ولاية ميسوري عام 1925، وحصد أرواح 695 شخصا.