رباب الجوهري
قال رئيس مكتب الجرائم المالية والتجارية في الولايات المتحدة د.جمال عبدالرحيم إن إشكاليات الجرائم الالكترونية، والتي تتضمن النصب والاحتيال تتفاقم يوما بعد الآخر في الكويت، وغالبية ضحايا تلك الجرائم بالبلاد ممن تتجاوز أعمارهم 70 عاما.
وأوضح د.عبدالرحيم لـ «الأنباء» أن الغالبية العظمي من تلك الفئة العمرية ليست لديهم الخبرة الكافية تكنولوجيا لمواجهة الأساليب الاحترافية المستخدمة عالميا في النصب والاحتيال الإلكتروني، خصوصا أن رسائل «واتساب»، والمكالمات المجهولة تعد أبرز الوسائل المنتشرة بين المحتالين للاستيلاء على أموال تلك الفئة.
وشدد عبدالرحيم على ضرورة سن قوانين بشكل سريع للخروج من إشكاليات النصب والاحتيال التي ستسبب العديد من السلبيات والخسائر للأفراد، خصوصا أن ضعف بعض البنود والتشريعات في القانون الكويتي وراء تنامي عمليات النصب والاحتيال.
وفي سياق آخر، أشار عبدالرحيم إلى أن عمليات غسيل الأموال باتت ظاهرة مقلقة للاقتصاد الوطني، واقتصادات الدول الأخرى، إذ قدر حجم الأموال المغسولة عالميا بنحو 3 تريليونات دولار سنويا، وذلك بما يعادل 8% من حجم التجارة الدولية، فيما لا توجد تقديرات لحجم مثل تلك العمليات في الكويت.
وأوضح أن ازدياد حجم المعاملات المشتبه بها خلال الفترة الأخيرة يرجع بصورة رئيسية إلى تنامي حجم المعاملات الاستثمارية والتجارة الالكترونية عبر الإنترنت، لاسيما تجارة وشراء العملات الرقمية التي انتشرت بين المستثمرين الراغبين في جني أرباح سريعة.
وذكر أن الكثير من الجهات المخطرة أو المعنية بمواجهة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب مازالت غير قادرة على مواجهة تلك العمليات، لاسيما في ظل تغير وتحور التقنيات التي يستخدمها غاسلو الأموال وقدرتهم الهائلة على خلق وابتكار طرق جديدة وحديثة لتمرير تلك الأموال بعيدا عن أعين الجهات المعنية في الدولة.
وذكر أن الحل الوحيد يكمن في تعزيز الثقافة بذلك الجانب حيال تلك العمليات والاستعانة بخبراء ومتدربين لديهم العقلية والاحترافية اللازمة للحد من تلك العمليات، علاوة على تطبيق تكنولوجيا المعلومات والأنظمة الالكترونية المتطورة.
هنا... تتمركز عمليات غسيل الأموال
قال عبدالرحيم إن 95% من عمليات غسيل الأموال في العالم تتمركز في نيويورك بسبب حجم التجارة العالمية الضخمة، تليها لندن في المركز الثاني، وتحل موسكو في المركز الثالث، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن القضاء على الأمر ليس سهلا ويحتاج إلى جهود ضخمة وتكنولوجيا متطورة.