انتقلت إلى رحمة الله يوم الجمعة الماضي عمتي أم خلف، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته وغفر ذنوبها، كانت امرأة محبوبة عند من يعرفها، حريصة على طاعة الله وأداء حقوقه، سبحانه، نحسبها كذلك ولا نزكيها على الله، كانت وفاتها سهلة دون مرض عضال وألم موجع، كانت كثيرة الذكر لله عز وجل، رحيمة بالتواصل والسؤال لأولادها وأحبابها حتى أصبح همها قبل وفاتها الصلاة، فتسأل هل دخل الوقت وهي تتنازع خروج الروح، غفر الله لها ذنوبها وخطاياها، فالموت يوم الجمعة للصالحين من بشائر الخير في حياة البرزخ والحفظ من عذاب القبر والثبات عند السؤال.
لقد تذكرت في هذه الأزمة مقالة السيدة نادية الجارالله رحمها الله: «عند موتي لن أقلق» فصلت فيها حالها بعد الخروج من الدنيا وصورت ذلك بصورة بديعة وجميلة لما قد تلاقيه بعد الموت، وبينت رحمة الله عز وجل لعباده الصالحين ثم تيقنت أن إخوانها المسلمين سيقومون باللازم إلى أن تدفن، وعلمت أنهم نسوا اسمها فأصبحت المتوفاة وصاحبة الجنازة وفقدت وظيفتها وتناثرت أموالها بأيدي الورثة فحزن من حزن لفترة محددة، وهنا انتهت قصة الحياة الزائفة وبدأت الحياة الخالدة.
إن الإنسان بعد الوفاة يخسر كل ما تمناه وأسعده في الدنيا ولم يخرج إلا بالعمل الصالح والخلق الحسن وطاعة الرحمن، فالإكثار من ذلك وقاية وحماية من غضب الله وعيش كريم في حياة الآخرة، أسأل الله لهما ولجميع موتى المسلمين الرحمة وللأحياء منهم الاتعاظ والعبرة.
[email protected]