في شتاء 2009 أجريت جراحة كبيرة في مستشفى حسين مكي الجمعة وأجبرني د. مدحت عطيفه ومساعدوه على البقاء بالمستشفى رغم محاولاتي الخروج عقب الجراحة مباشرة، للحاق بتغطية أخبار القمة الخليجية الـ 30، والتي استضافتها الكويت في 15 ديسمبر 2009.
وقتها كنت مديرا لتحرير جريدة «الوطن» ـ أكبر صحف الكويت ـ ولم احتمل البقاء في المستشفى لولا إصرار الأطباء، فأصبح الهمّ مزدوجاً، ولا مفر من متابعة أخبار القمة الخليجية وأنا طريح الفراش، وفجأة وقرابة منتصف الليل، بعد انتهاء المواعيد الرسمية للزيارة، سمعت ضجة وصخباً خارج باب الجناح، ليفتح الباب فجأة وأجده أمامي بابتسامته العذبة يحاول إخفاء التعب والإرهاق، مرتدياً «بشت» رسمياً وحوله 4 أو 5 مرافقين، وأخذ أحدهم يضع علبة شيكولاتة ضخمة، وآخر يعطي تعليماته للإفساح لباقة ورد عملاقة لم يتسع لها الجناح فوضعها خارج الباب، وثالث يستدعي الأطباء وطاقم التمريض المناوب للتوصية والاطمئنان، أما هو فجلس على حافة الفراش، يقرأ القرآن ويتلو الأدعية الخاصة بالشفاء، ويعتذر عن التأخير وهو يقبل رأسي، وعلمت من أحد المرافقين أنه جاء للمستشفى مباشرة بعد استقباله للوفد السعودي للقمة، حيث أنه يترأس الوفد المرافق للضيوف.
واستمر الحال كذلك لمدة ثلاثة أيام، حتى أشفقت عليه، وأقسمت عليه أن يستريح ولا يلزم نفسه بالزيارة اليومية مع إجهاد أعمال القمة.
.. وداعاً شيخ الواجب والاحترام والمحبة والتهذيب..
.. وداعاً يا من اعطيت للصداقة معاني جديدة وللوفاء بعداً آخر..
.. وداعاً صديقي العزيز الشيخ دعيج الخليفة.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]