أشاد المدير العام لإدارة المغرب والبحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الاسبانية ألبرتو أوثيلاي بالدور «الفاعل والكبير» الذي تلعبه الكويت على الساحات العربية والإقليمية والدولية.
وقال أوثيلاي في تصريح لـ«كونا» في ختام أعمال الطاولة المستديرة التي أقامتها سفارتنا لدى إسبانيا في الذكرى الـ60 لإرساء العلاقات الديبلوماسية بين البلدين الثلاثاء إن «الكويت لطالما اتصفت بالحكمة الكبيرة والوسطية والتعقل والاعتدال».
واعتبر أن «إدارة القضايا السياسية في منطقة الشرق الأوسط شديدة التعقيد غير ان إسبانيا تعول على الكويت في المنطقة وتستقي من خبرتها وحكمتها التي تتقاسمها مع دول مثل إسبانيا».
ولفت في هذا السياق إلى أن إسبانيا يمكنها الاستفادة بشكل كبير من الديبلوماسية الكويتية الرشيدة في قضايا الشرق الأوسط لاسيما القضية الفلسطينية وعملية السلام وتحقيق حل الدولتين، موضحا أن تلك قضايا «مهمة جدا» للديبلوماسية الإسبانية وأن إسبانيا تريد مواصلة العمل مع الكويت في ذلك الإطار.
وأشار إلى تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين خلال الفترة الماضية وأحدثها زيارة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم والوفد البرلماني المرافق له إلى العاصمة الإسبانية (مدريد) في ختام الشهر الماضي للمشاركة في أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي الـ143.
وأعرب عن تطلع إسبانيا إلى مواصلة تبادل الزيارات إن سمحت بذلك الظروف الصحية الناجمة عن جائحة ڤيروس (كورونا المستجد ـ كوفيد 19) لمنح دفع جديد للاتفاقيات الثنائية وتعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات.
واعتبر أوثيلاي أن الطاولة المستديرة التي أقامتها سفارتنا لدى إسبانيا برعاية السفير عيادة السعيدي «فعالية في غاية الأهمية ومن شأنها فتح آفاق جديدة لتعميق التعاون في مجالات تقليدية وأخرى جديدة كالتعاون في مجال الأمن الغذائي والسيبراني بما ينعكس بالفائدة على شعبي البلدين».
وأضاف انه وبتوجيهات وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ د. أحمد ناصر المحمد ووزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألبارير فإن البلدين يعملان على توطيد التعاون في شتى المجالات.
وأوضح في هذا السياق ان إدارة المغرب والبحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط في وزارة الخارجية بالتعاون مع السفارة الكويتية في مدريد والسفارة الإسبانية في الكويت قررت اختيار أربعة مجالات من بين أخرى كثيرة ممكنة لوضع أولويات للسنوات المقبلة والأشهر المقبلة.
وقال إن هذه القطاعات الأربعة التي يريد البلدان منحها دفاعا قويا للنمو هي القطاع التجاري والاقتصادي والاستثماري والأمن الغذائي وكذلك قطاع الصحة وقطاع التعليم والثقافة وأخيرا قطاع الأمن السيبراني والتحول الرقمي.
ولفت أوثيلاي إلى أن إحضار مسؤولين وخبراء كويتيين وإسبان يمثلون تلك المجالات من القطاعين العام والخاص هو أمر «متميز جدا» لتقديم الأفكار والآراء والمقترحات واستعراض التجارب الناجحة ووضع أسس التعاون واستشراف آفاقها المستقبلة.
وفي سياق آخر، أكد مسؤولون في قطاعات الصحة والتعليم والثقافة عن تطلعاتهم لتعميق التعاون وتعزيز مع قطاعي الصحة والتعليم والثقافي الكويتيين.
فعلى صعيد التعاون في القطاع الصحي بين البلدين قالت نائب المدير العام للتأهيل المهني في وزارة الصحة الاسبانية بيلار كارباخو في تصريح لـ«كونا» ان إسبانيا حريصة على إرساء قواعد التعاون الثنائي مع إسبانيا في مجال الصحة والرعاية الصحية والطبية وإطلاق برامج مشتركة لتأهيل المهنيين وتبادل الخبرات لاسيما فيما يتعلق بجائحة (كورونا).
أما على صعيد التعاون في مجال التعليم والثقافة، قال نائب رئيس مجلس رؤساء الجامعات الاسبانية خوسيه ماريا مارتينيز في تصريح لـ«كونا» إن إسبانيا ترحب بالطلبة الكويتيين في الجامعات الإسبانية العامة والخاصة وتتطلع إلى مزيد من التعاون مع جامعات الكويت معلنا عن استعداد مجلس رؤساء الجامعات الاسبانية لتقديم جميع التسهيلات للطلبة الكويتيين الراغبين في الالتحاق بالجامعات الإسبانية.
وشارك في الطاولة المستديرة من الجانب الكويتي ومن خلال الاتصال المرئي ممثلون من وزارة التجارة وغرفة التجارة والصناعة ووزارة الخارجية والهيئة العامة للاستثمار والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والتعليم التعالي ووزارة الصحة.
أما من الجانب الإسباني فقد شارك فيها وبحضور شخصي ممثلون من غرفة التجارة والصناعة والقطاع الصحي بشقيه العام والخاص ووزارة الخارجية ممثلة في الإدارات المعنية في الأمن السيبراني والغذائي والاقتصاد وكذلك مجلس الجامعات الإسبانية ونادي رجال الأعمال ووزارة الصحة الإسبانية وعدد من رجال الأعمال المهتمين بالتجارة والاستثمار مع الجانب الكويتي.