- المعرض بداية لسلسلة من معارض ولقاءات ستقام هذا العام احتفالاً بالعلاقات الأخوية والتاريخية المتجذرة بين البلدين
- 46 فناناً مصرياً يشاركون في المعرض بأكثر من 160 عملاً إبداعياً تبرز مدى انتمائهم وحبهم لوطنهم الغالي
- الدويش: الكويت بلد الإشعاع الثقافي.. والقاهرة حاضرة دائماً في كل الأنشطة الثقافية والأدبية الكويتية بمختلف أشكالها
- سلام: المعرض يظهر روح الترابط والإخاء بين الفنانين المشاركين والمحافظة على التراث الثقافي والحضاري بين البلدين
أسامة أبو السعود
بمناسبة مرور 60 عاما على انطلاق العلاقات المصرية - الكويتية، أقامت سفارة جمهورية مصر العربية لدى البلاد معرض «رؤى مصرية» الفني السادس، وذلك تحت رعاية وحضور السفير المصري أسامة شلتوت وبالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بقاعة الفنون بضاحية عبدالله السالم بحضور جمع من السفراء والديبلوماسيين والفنانين والمثقفين الكويتيين والمصريين والدول المختلفة.
وأعرب السفير المصري أسامة شلتوت عن سعادته برعاية المعرض والذي يعتبر أول نشاط رسمي يحضره بعد تقديم أوراق اعتماده قبل أيام إلى سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد.
وقال السفير شلتوت عقب جولة في المعرض والتحف الفنية التي يضمها بين جنباته والتي لاقت استحسان الحضور: أرحب بجميع الحضور من المسؤولين والسفراء ورجال الفكر والثقافة الذين حضروا افتتاح معرض «رؤى مصرية» الفني في نسخته السادسة بالكويت الشقيقة، والذي يقام بالتعاون الكامل مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
ولفت إلى أن المعرض يضم لوحات وأعمالا فنية وإبداعية لـ 46 فنانا مصريا مقيما على أرض الكويت الشقيقة، مؤكدا أن مشاركة هذا العدد من الفنانين المصريين بالكويت تؤكد وجود مناخ إبداعي على أرض الكويت العزيزة.
وتابع أن المعرض يؤكد مدى انتماء وحب هؤلاء الفنانين لوطنهم الغالي مصر، وان المواطن المصري يبدع في أي موقع وخاصة الكويت الحبيبة التي توفر له البيئة الابداعية الخاصة التي تجعله يعبر عن ذاته وتشجعه على إنتاج هذه الأعمال الابداعية.
60 عاماً من العلاقات
ووجه السفير المصري الشكر إلى الكويت على رعايتها لفناني مصر المقيمين على أرضها الغالية، كما ثمن الجهود الإبداعية للفنانين المصريين وما يقدمونه من إبداع استحق الإعجاب والإشادة به من جميع الحضور.
وأشار إلى أن المعرض يأتي بمناسبة مرور 60 عاما من تأسيس العلاقات مع الكويت الشقيق، لافتا إلى أن المعرض هو بداية سلسلة من المعارض واللقاءات التي ستقام هذا العام احتفالا بالعلاقات الأخوية والتاريخية المتجذرة بين شعبي البلدين الشقيقين.
وأشاد السفير شلتوت بجهود المكتب الثقافي المصري برئاسة د. عماد حشيش، مثمنا في الوقت ذاته جهود المنسق العام للمعرض د.إبراهيم سلام، مؤكدا أن هذا الدعم الكبير من المكتب الثقافي ترجم على ارض الواقع بهذا النجاح الكبير للمعرض.
ولفت إلى أن المعرض يزداد عاما بعد عام حضورا وتفاعلا وهو ما يدل على المستوى الرفيع الذي يتمتع به فنانو مصر، مشيرا إلى أنه معرض فني شامل من اللوحات إلى النحت وغيرها من الفنون التشكيلية.
وردا علـــى ســـؤال لـ «الأنباء» عن العلاقات المصرية - الكويتية المتميزة وخاصة احتفالية مرور 60 عاما على تأسيسها والتي تتزامن مع تقديم أوراق اعتماده، قال شلتوت: «أشكر صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، حيث قدمت أوراق اعتمادي قبل أيام، وهذا المعرض يعتبر تدشينا رسميا لبدء مهام أعمالي في الكويت».
وأكد أن هناك حرصا مصريا على المشاركة في جميع الفعاليات الثقافية والفنية التي تقيمها الكويت، معلنا انه سيكون هناك برنامج حافل للعديد من الأنشطة والبرامج التي تبرز خصوصية العلاقات الثقافية بين البلدين.
تأثر وتأثير
من جانبه، قال الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني د.بدر الدويش: نحتفل الليلة بإقامة أحد المعارض المهمة، والأهم في الحقيقة بعد العودة الحميدة وتخفيف الإجراءات الصحية لمكافحة وباء كورونا، مضيفا أن أغلب اللوحات المشاركة تتمحور حول البيئة البرية والبحرية في الكويت، وفي الحقيقة هناك تأثر وتأثير من الفنان المصري الذي يعيش على أرض الكويت، وهو ما يظهر جليا في 160 عملا فنيا يحتويها المعرض ما بين لوحات فنية وصور ومنحوتات وخزف.
وتابع د.الدويش قائلا: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يتقدم بالشكر الكبير للسفارة المصرية، والكوادر الوطنية في المجلس على هذا التعاون الكبير المتمثل في إقامة هذا المعرض المتميز.
وأكد أن القاهرة حاضرة دائما في كل الأنشطة الثقافية والأدبية الكويتية ليس فقط بالمفردة الفنية، ولكن أيضا بالكتاب والإنتاج الفكري والعرض البانورامي والثقافي في تجلياته المختلفة سواء كانت فنية أو أدبية أو ثقافية.
مناخ إبداعي
وعن المناخ الإبداعي الكويتي الذي يحتضن تلك الأعمال الفنية المتميزة، قال د.الدويش: نحن ككويتيين والنخب العربية المثقفة يعون هذا الأمر بأن الكويت هي بلد الإشعاع الثقافي، فالجميع يعلم قيمة مجلة العربي وسلسلة عالم المعرفة، ومجلة عالم الفكر، وغيرها العديد من الإنتاج الفكر والإصدارات المتميزة التي تقدمها الكويت، وكذلك المراكز الثقافية التي أنشئت قديما كالمسارح أو الحديثة مثل مركز جابر الأحمد الثقافي، وهذا المناخ الثقافي هو الوعاء أو المصب لتفاعل النخب العربية باختلاف مشاربهم.
الفن يتجاوز الحدود
من جهته، قال المنسق العام للمعرض د.إبراهيم سلام، إن الفن هو تعبير عن هوية الشعوب وشخصيتها، لافتا في الوقت ذاته إلى أن الفن التشكيلي عالم يتجاوز حدود الزمان والمكان، فهو الأداة التي يعبر بها الفنان عن طموحاته وأحلامه وآلامه، فالفن مرآة الفنان وانعكاس لثقافة مجتمعة وذاكرة أمته وسجلها الباقي عبر الزمان.
وتابع د.سلام قائلا: يظل الفن هو وسيلة الفنان التي يعبر بها في رحلة بحثه الدائم عن إجابات للأسئلة الكبرى التي تصيغ وجوده، ومن ثم يصبح الإبداع ضرورة لبقاء ووجود الإنسان، مضيفا أن هذا المعرض يأتي كحالة بحث ممتدة عن الروح والوجود مع نخبة من الفنانين المصريين المقيمين بالكويت يجتمعون للعام السادس على التوالي ليؤكدوا روح الترابط والإخاء وليحافظوا على التراث الثقافي والحضاري.
ووجه د.سلام كل الشكر للجهود المخلصة التي بذلت لإقامة هذا المعرض، وكذلك لكل القائمين على المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وسفير جمهورية مصر العربية أسامة شلتوت، لدعمهم المتواصل للثقافة والفن، مختتما حديثه بالقول «الحياة فن وبالفن تصبح الحياة أفضل».
إبداعات متنوعة
من جهته، قال الفنان فارس الميري إن المعرض تميز هذا العام بتنظيم رائع، مشيدا بأعمال الزملاء المتميزة المليئة بالأفكار والمدارس والاتجاهات المختلفة والثراء الثمين الملهم للرؤية البصرية بأعمالهم بما يليق بأهمية هذا الحدث الكبير.
وفيما يخص أعماله المشاركة في المعرض، قال الميري: أشارك في المعرض بعدد من اللوحات استخدمت فيها الأدوات المتاحة لإبراز مدرستين تشكيليتين عظام وهما المدرسة المعاصرة والمدرسة الواقعية مع إظهار روح الخيل العربي الأصيل وما يتمتع به من جمال يعكس بيئتنا العربية بتنوعها.