منظومة تطوير التعليم منظومة دقيقة جدا تبدأ بالأخلاق، فعندما دمرت اليابان بسبب القنابل الذرية استطاعت أن تعيد أمجادها وحضارتها وشموخها لأنها اعتمدت اعتمادا كاملا على تطوير التعليم، وأول خطوة بدأتها كانت من خلال غرس الأخلاق في نفوس التلاميذ وصناعة شخصيتهم التي كان أساسها الاعتماد على النفس وعدم الاعتماد على الآخرين، ثم الصدق ثم الولاء لليابان والعمل من أجل الوطن والنهوض به.
لقد اتحدت أهداف التلاميذ وانصبت حول اليابان ولا شيء سوى إعمار اليابان ونهضة اليابان وثروة اليابان وغد مشرق لليابان.
ثم توارث اليابانيون الهدف وزرعوا الولاء والعطاء في نفوس أبنائهم فأشرقت اليابان من جديد حتى أصبحت منافسا قويا لجميع القوى العالمية، وهي التي لم تعتمد على سلاح أو قنبلة، لكنها اعتمدت على صناعة الإنسان من أجل صناعة الأوطان.
مرحلة الرياض والانتماء: إن مفهوم الانتماء للوطن ولا شيء سوى الوطن ولا يوجد من هو أغلى من الوطن ولا شيء يستحق سوى الوطن ولا حياة دون الوطن، كل هذه المفاهيم يجب أن تغرس في نفوس أطفالنا منذ مرحلة الرياض، علنا نستطيع أن نصحح مفاهيم خاطئة، توارثتها الأجيال جيلا بعد جيل، وجعلوا فيه الانتماء إلى القبيلة فخرا لهم ولأولادهم، وجعلوا الانتماء إلى عوائلهم العريقة سببا للتباهي، ونسوا أن الدين الإسلامي دين سواسية لا فضل لعربي علي عجمي إلا بالتقوى.
إننا بحاجة إلى زرع جديد، زرع ينمو على أساس الولاء للوطن والحب للوطن والتضحية للوطن والنداء للوطن والنهوض بالوطن والعمل من أجل مصلحة الوطن بعيدا عن الأشخاص وصلة القرابة والقبيلة.
صحوة الضمائر: فإذا ما تم غرس هذه المفاهيم منذ نعومة الأظفار، وأصبح الفرد يدرك قيمة الولاء للوطن، حتما سيكبر وسيخرج إلى سوق العمل وسيتعامل بالضمير الذي يناديه الواجب ويناديه الوطن للعمل بصدق وإعطاء كل ذي حق حقه بعيدا عن الواسطة هنا سنصل إلى صحوة حقيقية للضمير ومن ثم سنصل إلى القمة ولن نقف عند حدود تطوير التعليم، بل سيمتد الوضع إلى التطوير لجميع مؤسسات الدولة العامة والخاصة، وكل الأعمال ستنصب حول الوطن الذي سيكون الهدف الأول والأخير في حياة المواطن.
الولاء للوطن رسالة وطنية لا بد أن تنبثق من الأسرة أولا ثم من المدرسة ثم تنتقل إلى جميع مؤسسات الدولة، فإذا كان عملنا خالصا لله وحده ثم للوطن حتما سيرتقي هذا الوطن وستعود الكويت عروسا للخليج.