حذر وزير الاقتصاد الألماني المدافع عن البيئة روبرت هابيك في مقابلة نشرت امس من «عواقب وخيمة» قد تطول خط أنابيب الغاز «نورد ستريم2» المثير للجدل في حال شنت روسيا هجوما يخشاه الغرب ضد أوكرانيا.
وقال الوزير الألماني لصحيفة «فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ» إنه «لا يمكن أن يحدث أي عمل عسكري جديد من دون عواقب وخيمة». وأضاف ردا على سؤال عن خط أنابيب الغاز «يجب عدم استبعاد أي شيء» في حال «انتهاك جديد لوحدة أراضي أوكرانيا». واضاف هابيك «من وجهة نظر جيوسياسية نورد ستريم2 كان خطأ».
وأشار إلى أن «كل الدول كانت دائما ضده باستثناء ألمانيا والنمسا». وتابع «خط الانابيب تم بناؤه الآن ومسألة تشغيله مازالت مفتوحة ويجب البت فيها وفقا للقانون الاوروبي والالماني».
واذا كان المستشار الألماني الجديد أولاف شولتس أقل وضوحا بشأن ما سيفعله، فإن حلفاءه المدافعين عن البيئة مثل هابيك أو وزيرة الخارجية الجديدة أنالينا بيربوك كانوا صريحين اذ سبق وهددت بيربوك «بإغلاق» خط الأنابيب إذا حدث تصعيد في أوكرانيا.
من جانبه، استبعد وزير الدفاع البريطاني بن والاس في تصريح لمجلة سبيكتيتور أن ترسل بريطانيا وحلفاؤها قوات للتدخل إذا قامت روسيا بغزو أوكرانيا.
وقال والاس للمجلة في مقابلة إن كييف «ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) لذا فمن غير المرجح إلى حد كبير أن يرسل أحد قوات إلى أوكرانيا لتحدي روسيا».
من جهته، قال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي إن تقييم وكالات الاستخبارات الأميركية يشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يحدد قراره بشأن احتمالات غزو أوكرانيا، لكنه يدرس الأمر بصورة جادة.
وأضاف سوليفان ـ في كلمة له في ندوة بالمجلس الأميركي للعلاقات الخارجية ـ أن هذا الموقف لايزال ثابتا منذ تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيره الروسي وحذره من أن روسيا سوف تواجه تداعيات اقتصادية إذا ما أقدمت على شن غزو عسكري لجارتها أوكرانيا.
في المقابل، قال السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف إن بلاده لا تهدد أحدا، إلا أن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الاطلسي «الناتو» يتجاوز «الخطوط الحمراء» لمصالح روسيا الوطنية.
وتابع السفير الروسي: «أنه من غير المقبول بالنسبة لروسيا استمرار عسكرة أوكرانيا بمشاركة الناتو، ووجود القوات الغربية على أراضيها والانضمام المفترض لأوكرانيا إلى الحلف». مؤكدا أنه من أجل منع استمرار تقدم الناتو نحو الشرق ونشر الأسلحة على الحدود الغربية لروسيا، يجب التوقيع على اتفاق ملزم قانونا بمشاركة الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.
بدوره، اتهم نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، «تساعية بوخارست» التي تمثل الجناح الأكثر تشددا تجاه روسيا داخل الاتحاد الأوروبي و«الناتو»، بمحاولة فرض خطاب وصفه بعبارة «كل شيء مباح».
وقال: «ما يفعلونه هو مجرد توسيع حدود الممكن والمسموح به»، وهدد «انطلاقا من المنطق نفسه الذي يتبعه الناتو، سنراعي أمننا بأنفسنا وسنشرع عاجلا أم آجلا أيضا في توسيع حدود المسموح به بالنسبة لنا».