يقول الفيلسوف الفرنسي مونتسكيو: «تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين»، وهذا مبدأ جميل في التعاملات اليومية بين الناس، ومنها ما نراه في وسائل التواصل الاجتماعي من «مهازل» من قبل مشاهير أصبحوا للأسف قدوة لأبنائنا وبناتنا، فلا تكاد تجد بيتا إلا ويتابع هؤلاء إلا ما ندر.
وأغلب هؤلاء المشاهير من أجل أن يتضخم حسابه البنكي تنازل عن العديد من المبادئ، فنرى نشر الخصوصيات في وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى خلافاتهم الأسرية والألفاظ الخادشة للحياء والكلمات السوقية أصبحت عبر الأثير، وتناسى هؤلاء المشاهير أنهم أصبحوا قدوات لأغلب الأبناء والبنات، وتغافلوا عن قول الله تعالى: (وقفوهم إنهم مسؤولون) (الصافات: 24).
يقول شاعر العفة والفروسية عنترة بن شداد:
وأغض طرفي ما بدت لي جارتي
حتى يواري جارتي مأواها
إني امرؤ سمح الخليقة ماجد
لا أتبع النفس اللجوج هواها
وعنترة عاش في العصر الجاهلي قبل دعوة الإسلام، ولكنه ذو خلق، فماذا نقول عمن يعرض زوجته وتفاصيل حياته الخاصة للناس؟! ورجل تزوج بامرأة لم يوفق في زواجه وهذا أمر طبيعي جدا، ولكن غير الطبيعي الحرب غير الأخلاقية ما بين المشاهير عبر الأثير بعد الانفصال أو فض أي نوع من الشراكات بل تكون هذه الأحداث حديث المدينة، لا ألوم هؤلاء المشاهير فقط، فهناك قول للصحابي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه:«من أمن العقوبة أساء الأدب»، فلو أن وزارة الإعلام طبقت قانون (61) لسنة 2007 «الإعلام المرئي والمسموع» على هؤلاء لما تجرؤوا على ارتكاب هذه السلوكيات ولما وصلوا إلى هذا المستوى من الانحدار، وفي ذلك يقول الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه: «إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن».
ورسالتي إلى هؤلاء المشاهير: لقد حباكم الله تعالى بقبول من الناس، وهذه مسؤولية كبيرة أمام الله عز وجل، وأنتم مسؤولون عنها يوم القيامة، وأنتم قدوات للمجتمع، إما حسنة وإما سيئة، فلو كانت حسنة فستؤجرون، وإن كانت سيئة فستحملون وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، عليكم اختيار الألفاظ الحسنة، فأنتم يشاهدكم الصغير والكبير، وليكن لكم خصوصية في حياتكم، هل فكرتم يوما بهذه الأمور؟ فالحياة ليست جمع مال فقط، ولكن السمعة الطيبة أفضل بكثير من متع الحياة.
[email protected]