الدوحة - فريد عبدالباقي
أسدلت قطر الستار على بروفة «دسمة» لمونديال 2022 مع ختام بطولة كأس العرب بمشاركة 16 منتخبا واختبار 6 من ملاعبها الثمانية «الرائعة» التي ستستضيف الحدث العالمي للمرة الأولى في الشرق الأوسط.
فعلى مدى 19 يوما، استضافت الدوحة، 32 مباراة اختتمت مساء السبت بتتويج منتخب الجزائر على حساب تونس 2-0 بعد التمديد وحصوله على جائزة 5 ملايين دولار، بمجمل حضور في مباريات البطولة بلغ أكثر من 600 ألف متفرج، ومشاركة 5 آلاف متطوع من 90 دولة بينهم 350 من خارج البلاد.
وكانت مباراة قطر والإمارات في ربع النهائي الأكثر حضورا مع 63 ألف متفرج على ستاد البيت الذي دشن في هذه البطولة واحتضن المباراة النهائية بحضور 60 ألفا.
وقد نجحت قطر في إبهار العالم عبر تقديم بروفة جيدة قبل استضافة كأس العالم 2022، من خلال تنظيم أكثر من رائع لبطولة كأس العرب 2021، التي أقيمت على مدار 19 يوما على 6 ملاعب مونديالية، بمشاركة 16 منتخبا عربيا من قارتي آسيا وأفريقيا.
هذا، وقد أشاد رئيس «فيفا» جاني إنفانتينو بالبطولة خلال اجتماع مع ممثلي سفراء الدول في قطر قائلا: «شهدنا في نسخة كأس العرب كيف أن التنافس الدولي أبهر شعوب الدول المتنافسة».
من جانبه، أبدى مدرب المنتخب المصري البرتغالي كارلوس كيروش إعجابه بالنسخة العربية «لدينا ظروف رائعة وكل مقومات النجاح. بالتأكيد يجب أن تكون قطر فخورة بما فعلته».
وحول جاهزية قطر لاستضافة مونديال 2022، قال كيروش: «هناك بعض الأمور التي يجب تحسينها، أحدها التواصل والتناغم بين الأقسام المختلفة. المباراة داخل الملعب وهناك آخرون يعملون في الخارج لانجاحها، لكن الناس في الخارج يتحركون في اتجاه ومن هم داخل الملعب يتحركون في اتجاه مختلف. وإذا كانت لدي نصيحة لتوجيهها: نحن بحاجة للتحدث، لأنه كلما تحدثنا بشكل أفضل كلما كان الانسجام بين الاحتياجات داخل وخارج الملعب أفضل».
واستضافت ملاعب كأس العالم القطرية «البيت»، و«497»، و«الجنوب»، و«المدينة التعليمية»، و«أحمد بن علي»، و«الثمامة» البطولة، علما ان جميع هذه المنشآت شيدت تحت إشراف اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وهي مؤسسة حكومية تأسست في العام 2011 لتتولى مسؤولية تنفيذ مشاريع البنية التحتية اللازمة لاستضافة مونديال 2022.
وتحتضن قطر فعاليات المونديال للمرة الأولى في الشرق الأوسط في الفترة بين 21 نوفمبر، و18 ديسمبر 2022، بمشاركة 32 منتخبا، تتنافس على 8 ملاعب.
وتواصل قطر جهودها لاستضافة النسخة الأكثر تقاربا في المسافات في التاريخ الحديث لكأس العالم، حيث تقع جميع الاستادات ضمن نطاق جغرافي محدود، وبالقرب من وسط مدينة الدوحة، بما يتيح للمشجعين حضور أكثر من مباراة في اليوم الواحد خلال دور المجموعات، وقد اختبر المشجعون هذه الميزة خلال دور المجموعات من منافسات كأس العرب.
وشهدت منافسات البطولة تنظيم عدد من الفعاليات والأنشطة الترفيهية التي لاقت إقبالا جماهيريا واسعا، ومن بينها العروض الثقافية والفلكلورية والموسيقية والفنية في محيط الاستادات التي حظيت بإقبال المشجعين وتفاعلهم معها قبل انطلاق المباريات وبعدها.
أما مدرب الجزائر الذي حصد لقب البطولة مجيد بوقرة فقال: «لدي نفس الشعور حيال الأمور التنظيمية. بصراحة كل شيء على ما يرام وليس على سبيل الإشادة بأحد. الملاعب والأرضيات رائعة».
وتابع بوقرة: «يكمن الجانب السلبي الصغير بإقامتنا في فندق واحد مع الآخرين، لكن هذا لن يحصل في كأس العالم. أعتقد أن كأس العالم ستكون استثنائية».
حضور إعلامي
شهدت البطولة، حضورا إعلاميا عالميا طوال المنافسات، بالإضافة إلى المباراة النهائية التي شهدت إقبالا كبيرا من كل أنحاء العالم العرب وسط تواجد للإعلام العالمي، حيث تم إصدار أكثر من 760 تصريحا للإعلاميين، إلى جانب 252 تصريحا لتصوير مباريات وفعاليات البطولة.
وشاركت وسائل الإعلام الدولية في تغطية البطولة على نطاق واسع بنسبة تجاوزت 3 أرباع المؤسسات الإعلامية المشاركة، بينما أسهمت وسائل الإعلام المحلية بالنسبة المتبقية، كما تواجد 10 وسائل إعلامية من الحاصلين على حقوق البث لمونديال قطر 2022.
أعلى مشاهدة عبر «يوتيوب»
من اللافت ان نهائي كأس العرب شهد أعلى مشاهدة عبر منصة اليوتيوب، حيث أكدت مجموعة beIN في تغريدة عبر حسابها بموقع «تويتر»: «تفخر مجموعة beIN الإعلامية بالوصول إلى 2.3 مليون مشاهد متزامن على منصة اليوتيوب في نهائي كأس العرب وهو الرقم القياسي الأعلى في نطاق منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا (EMEA)». وتوج المنتخب الجزائري بلقب النسخة العاشرة من كأس العرب للمرة الأولى في تاريخه خلال المباراة التي استضافها ستاد البيت المونديالي بمدينة الخور القطرية، وسط حضور جماهيري كبير وصل إلى 60456. وأحرز هدفي الجزائر اللاعب أمير سعيود بالدقيقة 99 خلال شوط المباراة الثالث وياسين براهيمي في الدقيقة +124 بالشوط الرابع بعد تعادل الفريقين سلبيا في الوقت الأصلي.
إحصائيات من البطولة
كشفت البطولة عن بعض أرقامها، حيث نجد مشاركة 327 لاعبا من بين 368 لاعبا مسجلين في قوائم المنتخبات الـ 16 في بطولة كأس العرب، الذين شاركوا في النهائيات وعلى مدار 19 يوما.
وتظهر الاحصائيات أن 13 لاعبا شاركوا في جميع مباريات البطولة الـ 6 بواقع 3 مباريات في دور المجموعات و3 مباريات في المراحل الإقصائية من بينهم 3 لاعبين فقط خاضوا جميع دقائق المباريات بواقع 600 دقيقة وهم: ثنائي منتخب الجزائر حسين بن عيادة وإلياس شيتي، وحارس منتخب مصر محمد الشناوي.