حينما يأتي الحديث على لغتنا العربية الجميلة بمفرداتها وجملها وتعابيرها، تبحر في عالم يملأه السحر والجمال والإبداع، تبدأ من جمال لغة القرآن الكريم وعظمته، وتدبر كلماته وآياته التي ترسم لنا منهجا في حياتنا في مجالاتها كافة، ومن ثم تتفكر في جمال لغة العرب في شعرهم ونثرهم، واللآلئ المكنونة خلف كل بيت شعر يضم سيلا من الرمزية والأفكار المرسومة بدقة متناهية لتوصل رسالة ضبطت كل تفاصيلها، وحينما تستذكر رسائل العظماء وقادة العرب بدءا من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كانت أحاديثه نبراسا بليغا أبهر العالم بجماله وسماحة أقواله، ويستمر اعتزازنا بلغتنا حتى وقتنا الحاضر التي كانت ولاتزال مصدرا لجمال احاديثنا في مجتمعاتنا.
والمملكة العربية السعودية مهد الرسالة واللغة العربية سباقة على مر العصور في محافظتها على هذه اللغة وخدمتها في كل المحافل والمناسبات، وأخذت على عاتقها حفظها وصيانتها من كل ما قد يؤثر على جمالها، وأنشأت المملكة المراكز والمجمعات اللغوية العلمية، وأسهمت في دعم اللغة العربية محليا وإقليميا ودوليا.
وفي المملكة العربية السعودية وفي الثالث عشر من شهر المحرم من عام 1442 للهجرة صدر قرار مجلس الوزراء بالموافقة على إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية ليضيف صرحا عظيما ورائدا يترجم اهتمام المملكة وقيادتها بهذه اللغة الخالدة.
ويعد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، أبرز من قام على حفظ اللغة العربية وساهم في حمايتها ودعم كل مشروع ومقام يخدمها ويرفع من شأنها، وما إنشاء هذا المجمع الذي يحمل اسمه الكريم إلا تتويج لجهوده، أيده الله في هذا المجال.
ويهدف المجمع الى:
1- المحافظة على سلامة اللغة العربية ودعمها نطقا وكتابة، والنظر في فصاحتها وأصولها وأساليبها وأقيستها ومفرداتها، وضوابطها وقواعدها، وتيسير تعلمها وتعليمها داخل المملكة وخارجها، لتواكب المتغيرات في جميع مجالات اللغة العربية.
2- توحيد المرجعية العلمية داخليا فيما يتعلق باللغة العربية وعلومها، والعمل على تحقيق ذلك خارجيا.
3- إيجاد البيئة الملائمة لتطوير اللغة العربية وترسيخها.
4- العمل على نشر استخدام اللغة العربية، ومتابعة سلامة استعمالاتها في المجالات المختلفة.
5- إحياء تراث اللغة العربية دراسة وتحقيقا ونشرا.
6- العناية بتحقيق الدراسات والأبحاث والمراجع اللغوية ونشرها.
7- تشجيع العلماء والباحثين والمختصين في اللغة العربية.
كما أكدت رؤية المملكة 2030 على مكانة اللغة العربية ودعم المبادرات الرامية إلى رفع شأنها في كل الأمم، وتضمنت الرؤية إشارة إلى ضرورة العناية باللغة العربية بوصفها جزءا أساسيا من مكونات الهوية الوطنية السعودية.
وبدعم ونظرة طموحة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، تواصل رؤية الوطن دعم المبادرات الثقافية والأدبية التي تثري المحتوى العربي بإسهامات تعزز مكانة اللغة العربية بين اللغات.
ويحتفل العالم كل عام في الثامن عشر من ديسمبر باليوم العالمي للغة العربية والذي يحمل هذا العام عنوان (اللغة العربية والتواصل الحضاري) ليؤكد ويعزز ان لغتنا العربية بإرثها العظيم ومستقبلها المشرق طريق للتواصل الحضاري لما تملكه من مكونات تجعلها تصدر الثقافة والعلوم لكل الحضارات.