أصابتني صدمة مثل الكثيرين من الناس الذين صدموا تلقاء تلقيهم خبر وفاة صاحب الابتسامة الدائمة الشيخ دعيج الخليفة، ذلك الشخص الحاضر في كل مناسبة ولكل من يطلبه صغيرا كان أو كبيرا.
لا يرد أحدا وكان يقول: إذا دعاني شخص ولم ألبه ينكسر خاطره.. فكان جابرا لخواطر الناس رغم انشغالاته، يسعى في كل المحافل والإنجازات لأن يكون أول الحاضرين..
ورغم أنه شيخ وله شهرته ومركزه فإنه كان متواضعا في وجوده مع الجميع، وينادي الناس بكل احترام دون تكبر على أحد.
قال صلى الله عليه وسلم: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله»، «ابتسامته دائما حاضرة رغم تعبه وجهده الذي يقدمه، لم نره أبدا يسخر من أحد أو ينتقد أحدا أو يتكلم عن أحد».
على الرغم من التطاول عليه من بعض التافهين، فإنه لم يرفع على أحد قضية واحدة! ذكر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من أهل الجنة، ليس لكثرة عمله أو صلاته ولكن لسلامة صدره تجاه إخوانه..
سألوا النبي صلى الله عليه وسلم «أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب صدوق اللسان»..
قالوا: «صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد».
وكل شخص تكلم عنه وسخر منه سيأخذ حقه الله منه يوم القيامة، فهذه رسالة لكل من تكلم عليه واغتابه: «تحللوا منه بكثرة دعائكم له لعلى الله أن يغفر لكم ما فعلتموه له في حياته»! رحل وترك أثرا عميقا في قلوب محبيه، رحل وترك أعمال الخير الظاهرة والخفية، رحل بجسده لكنه باق في قلوبنا وجوده! قال صلى الله عليه وسلم: «من كان سهلا.. هينا.. لينا حرمه الله على النار».
كلنا سنرحل عن هذه الدنيا فلا تظن ان الموت سيستأذن منك قبل أن يأتيك، لا تستحق منا أن نظلم فيها بعضنا بعضا ونقهر بعضنا ونغتاب بعضنا فكلنا راحلون، ولن يبقى إلا أعمالنا التي سنورثها إلى دار القرار، فالموت يباغت دون أن يمهل أحدا فرصة، وليس لأحد سبيل للفرار منه.
فمن اتقى الله وأحسن الى الناس فسيجد هذا سابقه في آخرته عند موته وبالدعاء الناس له.
ومن ظلم الناس وأحزنهم وتكلم عنهم فلا يلم إلا نفسه.
اسأل الله أن يفتح لك أبواب الجنة الثمانية ويسعدك في قبرك كما كنت تسعد الناس في حياتك، ويجعلك ضاحكا مستبشرا ولا يمسك من عذابه أبدا!
[email protected]
Y_Alotaibii@