ناصر العنزي
تحتفل الجماهير الكروية مساء اليوم بإقامة نهائي «الذهب» على كأس سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد للموسم الفائت 2020-2021، وذلك برعاية صاحب السمو الأمير، وقد أناب سموه سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد لحضور المباراة، والتي تجمع القادسية والكويت على ستاد جابر الدولي في ديربي الأقوياء. ولا خاسر في مباراة اليوم في مثل هذه المناسبة الغالية والتي تنتظرها الجماهير بفارغ الصبر احتفالا واحتفاء بالكأس الغالية. وقد انطلقت هذه النسخة في 10 سبتمبر الماضي بعد ان قرر اتحاد الكرة ترحيل منافساتها من موعدها السابق في يونيو نظرا لازدحام برنامج مشاركات المنتخب الوطني الذي كان يخوض التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة إلى كأس العالم 2022 في قطر وكأس آسيا 2023 في الصين، الى جانب تصفيات كأس العرب 2021. والمواجهة هي لقاء الكبار والنجوم بعدما اعتاد الفريقان طويلا على حصد البطولات واللعب في المواجهات النهائية، وليس غريبا ان يتوج الأصفر باللقب اليوم للمرة الـ 17، أو يقلص الأبيض الفارق ويفوز للمرة الـ 15، لذلك ترقبوا مباراة قد تقصر وقد تطول، أي يمكن أن ينهيها أحدهما في الوقت الأصلي، أو تمتد لشوطين إضافيين، أو يحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح والتي تحبس أنفاس الجماهير حتى الركلة الأخيرة.
وفي الجانب القدساوي، انخرط لاعبوه في معسكر مغلق في احد الفنادق لإبعاد اللاعبين عن الضغوطات النفسية، خصوصا ان جماهيره تطالب باللقب بعد ابتعاده عن المنصات في الموسم الماضي، كما أنها فرصة لرد اعتباره من خصمه اللدود الكويت الذي تفوق عليه في آخر لقاء جمعهما بالدوري بثلاثية نظيفة، كما أن هذه المواجهة اختبار حقيقي للمدرب الجزائري خير الدين مضوي في أول نهائي له مع فريقه، ويدخل الأصفر اليوم بكامل لاعبيه بعدما عاد مدافعه خالد صباح للتدريب عقب الإصابة، حيث تزدحم صفوفه بعناصر الخبرة والشباب.
أما الأبيض بقيادة التونسي نبيل معلول الذي يخوض أول مباراة نهائية له بعد توليه المهمة قبل فترة فإنه مؤهل للفوز باللقب من حارسه إلى مهاجمه بعدما أصبح «مبرمجا» على تحقيق البطولات، ولن يأخذ معلول وقتا طويلا لوضع التشكيلة الأساسية، لكنه سيختار العناصر التي تتلاءم مع وضعية منافسه القوي اليوم، كما أن الأبيض استعاد خدمات بعض لاعبيه المصابين مثل عبدالله البريكي ومشاري غنام والكونغولي امبوكاني.
الطريق إلى النهائي
بدأ القادسية مشواره في كأس الأمير بنسخته الأخيرة، بالفوز على نظيره اليرموك بالدور التمهيدي بنتيجة 1-0، وبذات النتيجة تغلب الكويت على الساحل ليتأهلا إلى الدور ربع النهائي، حيث تخطى الأصفر برقان بهدفين للاشيء، فيما تمكن الأبيض من تجاوز خيطان 2-0 أيضا، وفي الدور نصف النهائي واصل القادسية والكويت انتصاراتهما وصولا إلى النهائي، حيث فاز الأول على العربي 1-0، وتخطى الأبيض كاظمة 2-1، ليضربا موعدا استثنائيا جديدا اليوم.
مضوي: لا أبحث عن المتعة بقدر الألقاب ومعلول: جميع الأوراق مكشوفة
عبدالعزيز جاسم
أكد مدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي القادسية الجزائري خير الدين مضوي انه يتطلع مساء اليوم مع فريقه إلى الظهور بأفضل صورة وذلك في نهائي كأس الأمير أمام فريق الكويت، وسط جاهزية كبيرة يتحلى بها الأصفر في الوقت الحالي، لافتا الى أن الوقت لم يسعفه لوضع خطة إعداد خاصة للمباراة.
جاء ذلك في المؤتمر الصحافي أمس بمقر اتحاد الكرة الذي جمعه بمدرب فريق الكويت التونسي نبيل معلول، مضيفا ان مباريات الكؤوس لها طابع خاص بعيدا عن حسابات الأفضلية لفريق على الآخر، مشيرا إلى أن التركيز واللعب على التفاصيل الصغيرة قد يصنع الفارق في المباراة.
وقال ان تركيزه منصب في مهمته مع الأصفر على تحقيق الانتصارات حتى لو كان ذلك على حساب المتعة الكروية التي تبحث عنها بعض الجماهير. واعتبر مضوي أن الخسارة في الدوري أمام الكويت بثلاثية نظيفة ما هي إلا كبوة للقادسية، لاسيما ان الفريق قد نجح في تالي المباريات بتحقيق الفوز على التضامن واليرموك.
واعترف ان الحظوظ متساوية مع الأبيض للتويج باللقب، معربا عن أمله في أن يكون القادسية في أفضل حالاته وأن يتمكن من تحقيق أول القاب الموسم.
بدوره، شدد لاعب الأصفر العراقي علي فائز على جاهزية الأصفر لتقديم أفضل المستويات، مؤكدا ان دفاعات القادسية قادرة على تصحيح الأخطاء التي وقعت في بعض مباريات الدوري. ولم يخف فائز تطلعاته لهز شباك الكويت، كما فعل في مباراة العربي في الدور قبل النهائي.
من جانبه، قال نبيل معلول ان الأوراق مكشوفة مع القادسية، مشيرا إلى أهمية استغلال الفرص السانحة لتحقيق الفوز، مضيفا ان اللقاء قد لا يشهد فرصا كثيرة، كما ان الحالة الذهنية للاعبين مهمة لتحقيق الأفضلية على منافس هو الأقوى مع الأبيض خلال السنوات الأخيرة.
وأكد ان الجميع يدرك أن مواجهات النهائيات لا تقبل القسمة على اثنين، لافتا الى أن خطوة الاتحاد في اللجوء إلى الأشواط الاضافية إيجابية لمنح طرفي المباراة النهائية الوقت الكافي لتحقيق الهدف المنشود وهو التتويج.
وبين معلول أنه لايزال ينتظر الأفضل من لاعبي الكويت، مشيدا في الوقت نفسه بالجهود المبذولة من الجميع داخل النادي للوصول إلى المستوى الذي يرضيه.
وكشف مدرب الأبيض عن ان وجود عناصر من ذوي الخبرة والتي تعامل معهم داخل نادي الكويت عندما كان يدرب الأزرق في 2015 سهل من مأموريته في توصيل طريقته ومنهجه للاعبين الآخرين.
بدوره، أكد لاعب الأبيض فهد الهاجري أن لاعبي الأبيض في أتم جاهزية لمواجهة القادسية، معربا عن أمله في فوز الأبيض وإسعاد الجماهير.
من عبق «الكأس».. لحظات «المرعب» والطرابلسي
هادي العنزي
تزخر بطولة كأس سمو الأمير بالكثير من الذكريات المتفردة، الخالدة في وجدان نجوم الكرة، تستحضرها الجماهير العاشقة كلما بدأ العد التنازلي للمباراة النهائية، واقتربت معها ساعات الحسم الفاصلة. فيروي من تجاوز الخمسين من عمره، وعبق الجمال الكروي يلمع من بين عينيه، وقد اعتدل في جلسته، وأخذ ينتقي كلماته بحرص شديد ولغة تغلب عليها عاطفة المحب الواله، وهو يستذكر نهائي كأس سمو الأمير موسم 73-1974.. قائلا: «لقد كان النهائي الحلم، ومنازلة بين كبيرين من الطراز النادر.. الكويتاوي أحمد الطرابلسي أفضل الحراس ليس محليا فقط، بل ذاع صيته «طائرا» بين الخشبات الثلاث في عديد الأقطار الشقيقة والصديقة، حتى وصل به الأمر في بعض الأحيان ليقوم بدور رباعي خط الظهر إن لزم الأمر ذودا عن مرماه، وهذا ليس من قبيل الإطراء، بل حقيقة راسخة». ويلتفت تجاه مستمعيه بعين الواثق يقينا مما يقول: «لكم كل العذر إن رأيتم مبالغة في الحديث فأنتم لم تشهدوه، ولم تعاصروا أيامه التي لن تمحى من الذاكرة».. وقبل أن يرد عليه من الحضور، يضيف سريعا: «على الجهة الأخرى.. كان هناك (المرعب بوحمود) وكل الأسماء تليق ولا تحتويه جميعها.. فـ «الجوهرة» ايقونة القادسية والأزرق، هداف لم تعرف آسيا مثيلا لطرازه، لا يعدم الحلول، ولا يخذل
محبيه، إن لم يوفق بقدمه اليمنى، تجد اليسرى طريقها للشباك، وإن عانداه يوما، ارتقى عاليا وسجل برأسه». الطرابلسي تحضر عاليا لليوم المشهود، وعزم أن يغلق كل الأبواب أمام «المرعب»، ليظفر بثلاثة ألقاب دفعة واحدة، وهي: الكأس، وفوز الكويت على القادسية، وإيقاف جاسم. ويواصل محدثنا الخمسيني السرد الاستثنائي الجميل، وكأنه يستعيد تلك اللحظات بكافة تفاصيلها، فيقول: «الجماهير عطشى صاخبة، و«شيلاتها» لا تتوقف، والمنازلة في أوجها، والمتعة الكروية في ذروتها، والشباك تنتظر من يقدم، والطرابلسي «الطائر» فرد جناحيه على المرمى فأغلقه، والوقت يمر سريعا، و«المرعب» يهاجم بضراوة، حتى انتهى الشوط الأول، وغادرت أغلب دقائق الشوط الثاني، والكفة تميل إلى «الطائر» في مواجهة «بوحمود»، منتظرا هدفا مباغتا لفريقه ليؤكد تفوقه على «المرعب»، ولكن لم يكتب القدر لتلك اللحظة أن تأتي.. جاسم وبلحظة تجل كروي فريدة، وهو ليس ممن عرف بالألعاب «مقصية»، فإذا به يرتفع عاليا، وكأنه يقول: «حان وقت الطيران يا طرابلسي»، ليلعب «مقصية» هوائية رائعة تسكن أعلى الزاوية اليمنى للحارس الكبير، أنهت معها أحد أجمل فصول منازلات الكرة بين مهاجم وحارس».
وختم الخمسيني قائلا: «تلك كانت لحظاتي يا أبنائي.. وأتمنى لكم لحظات مماثلة يقدمها إخوانكم اللاعبون هذه الأيام، لترووها بدوركم لأبنائكم».
الصافرة للتركي شاكير
يدير مباراة اليوم في نهائي كأس سمو الأمير بين القادسية والكويت الحكم التركي الدولي جونيت شاكير، والذي يعد من أفضل حكام اللعبة، ويساعده الكويتيان سيد علي محمود وعمر الشطي، وعبدالله عرب حكما رابعا، إلى جانب حكم تركي أيضا في تقنية الـ «VAR»، ويساعده عبدالله الهندال.
8 مواجهات في الكأس
جمع نهائي كأس الأمير بين القادسية والكويت في 8 مرات مختلفة، تعادلت الكفة بينهما فوزا وخسارة، حيث فاز القادسية في 4 مناسبات، فيما ظفر الكويت بالكأس في 4 أخرى، وستكون المواجهة التي تجمعهما مساء اليوم حاسمة في ترجيح كفة على أخرى.
وسيحمل نهائي كأس الأمير اليوم رقم 34 بين الفريقين في مختلف البطولات، وقد رجحت كفة الكويت بـ 17 فوزا، فيما ظفر القادسية بـ 16 بطولة مختلفة.
كفة «الأصفر» الأرجح.. تاريخياً
التقى فريقا الكويت والقادسية في 209 مباريات، رجحت كفة الأصفر في 93 مواجهة، وسجل في مجموع المباريات 296 هدفا، فيما تغلب الأبيض بـ 75 مباراة، مسجلا 258 هدفا، وكان التعادل حاضرا في 41 لقاء بينهما. وفي آخر 10 مواجهات بين الكبيرين، تمكن القادسية من الفوز في 4 مباريات، فيما فاز الكويت بـ 3 أخرى، وتعادلا 3 مرات، وسجل الأصفر خلالها 11 هدفا، فيما سجل الأبيض 12 هدفا.