طالبت روسيا امس برد أميركي عاجل على مطالبها الأمنية، وحذرت مجددا من رد عسكري ما لم يكن هناك تحرك سياسي لمعالجة مخاوفها. وأعلن رئيس الوفد الروسي في مفاوضات فيينا حول الأمن العسكري والحد من التسلح، قسطنطين غافريلوف، أن حلف شمال الأطلسي يدرك أن الحوار مع روسيا ضروري وإلا فإن موسكو ستضطر للرد العسكري.
وقال غافريلوف، في حديث لقناة «روسيا 24» امس: «الجميع يفهم كل شيء، لحظة الحقيقة قادمة في العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي. لا يمكن الضغط باستمرار على النقاط المؤلمة بالنسبة لروسيا، الحوار يجب أن يكون جادا، والجميع في الناتو يفهم جيدا، أنه على الرغم من كل القوة والسلطة، فمن الضروري اتخاذ إجراءات سياسية محددة، وإلا فإن البديل هو رد عسكري روسي».
من جهته، كشف المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) ديمتري بيسكوف، امس، عن أن موسكو لا تستبعد إمكانية نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا في حال قيام الناتو بنشر هذه الأسلحة في پولندا.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ـ خلال إيجاز صحافي امس بخصوص إعلان مينسك إنها ستعرض على روسيا نشر أسلحتها النووية في بيلاروسيا في حال قيام حلف شمال الأطلسي بنشرها في الأراضي الپولندية ـ إنه ليس سرا على أحد أن نشر أسلحة مختلفة قرب حدودنا قد يمثل تهديدا لنا وسيتطلب اتخاذ تدابير متناسبة من أجل إعادة توازن الوضع».
وقال المتحدث باسم الكرملين: «لقد سمعنا أقوالا عن مصادر مختلفة حول وجود استعداد لمناقشة (هذا الموضوع)، ولعل ذلك يمكن اعتباره عاملا إيجابيا. لكن أي جواب محدد لم يأت بعد، لذا فمن المبكر إصدار أي تقييمات».
بدوره، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن موسكو لم تتسلم حتى الآن أي رد من الولايات المتحدة على قائمة الطلبات الامنية التي قدمتها للتفاوض بشأنها، منها تعهد حلف شمال الأطلسي بالتخلي عن أي نشاط عسكري في شرق أوروبا وأوكرانيا. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عنه قوله «أعتقد أنهم سيحاولون تحويل ذلك إلى عملية بطيئة، لكننا نحتاج إلى أن تكون عاجلة لأن الوضع صعب جدا وخطير وقد يصبح أكثر تعقيدا».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية امس طرد ديبلوماسيين ألمانيين ردا على إجراءات برلين وأنها تصرفت وفق مبدأ التعامل بالمثل.
وقالت الخارجية في بيان إنه قد تم استدعاء سفير ألمانيا لدى موسكو إلى مبنى الوزارة: تم إبلاغ سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية اعتبار موظفين ديبلوماسيين في السفارة الألمانية في روسيا «شخصين غير مرغوب فيهما».
وأضاف البيان أن «الجانب الروسي أكد رفضه التام للاتهامات التي لا أساس لها والبعيدة عن الواقع بتورط مؤسسات الدولة الروسية في جريمة القائد الميداني الشيشاني السابق زليمخان خانغوشفيلي».
في المقابل، علقت برلين على الخطوة معتبرة ان ذلك «سيؤثر في العلاقة» الثنائية. وقالت وزارة الخارجية الألمانية: ليس لدينا تعليق على أنباء عن استدعاء خارجية روسيا لسفيرنا بموسكو.