حنان عبد المعبود
في إطار مواكبة وزارة الصحة للمستجدات في المجال الصحي، سواء على صعيد الخدمات التعزيزية والوقائية والعلاجية والتأهيلية، أو رصد وتحليل البيانات الصحية، قام المركز الوطني للمعلومات الصحية في وزارة الصحة، وبالتعاون من منظمة الصحة العالمية ومنطقة الفروانية الصحية، بإدخال أحدث الأنظمة المتعلقة بتصنيف الأمراض، وهو المراجعة الحادية عشرة من التصنيف الدولي للأمراض والمشاكل المتعلقة بالصحة «ICD-11»، وذلك من خلال دراسة نمط سير العمل في الأقسام المختلفة في مستشفى الفروانية، وأقسام السجلات الطبية والأشعة والمختبرات والصيدلية، وتم إجراء التعديلات اللازمة في النظام الإلكتروني للمستشفى، ليشمل ذلك جميع الأجنحة والعيادات الخارجية وأقسام الطوارئ، ومن ثم تم إدخال نظام الترميز المطور على النظام الإلكتروني للمستشفى.
وأوضحت مديرة المركز د.فاطمة العسومي أن التجربة الميدانية انتهت بتحقيق الأهداف المرجوة منها من خلال تدريب الأطباء على استخدام التصنيف الحادي عشر في نظام المستشفى الإلكتروني، والذي يعد أداة إحصائية لتسهيل إدخال واسترجاع وتحليل ومقارنة البيانات الصحية، على المستويات الوطنية والخليجية والإقليمية والدولية، للمساعدة في الحصول على بيانات دقيقة ومكتملة وآنية وذات جودة ومصداقية عالية، تمكن صناع القرار من اتخاذ قرارات مبنية على براهين.
وأشارت إلى أن الكويت تعتبر الدولة الوحيدة بين دول إقليم شرق المتوسط التي لديها مركز إقليمي لعائلة التصانيف الدولية للأمراض، والذي يخدم دول الإقليم، والذي بدوره كان حلقة الوصل بين وزارة الصحة والمكتب الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية بجنيف، وبعد هذا النجاح تصبح الكويت الأولى عالميا في تطبيق التصنيف الجديد على المرضى في مستشفى الفروانية، والذي توصي منظمة الصحة العالمية بتطبيقه عالميا بحلول 2022، وهذه الإنجازات، جزء من مشروع ميكنة البيانات الصحية الذي يقوم به المركز الوطني للمعلومات الصحية على مستوى الكويت، ويجري العمل على تطبيق هذا النظام على حالات الوفاة ليتم تعميمه على سائر مستشفيات الكويت العامة والمتخصصة، وكذلك مراكز الرعاية الصحية الأولية، بالإضافة إلى القطاع الخاص والقطاع النفطي، ليكون هذا الترميز هو النظام المعتمد في الكويت، تعزيزا لمبدأ حوكمة المعلومات الصحية.
وذكرت أن هذا النجاح ما كان أن يتم لولا الدعم المتواصل من وزير الصحة، والتعاون بين المركز الوطني للمعلومات الصحية وقطاعات الوزارة المختلفة، وبالأخص مستشفى الفروانية، وإدارة نظم المعلومات، لاسيما أن العمل على هذا المشروع الرائد بدأ في ذروة جائحة كورونا، ولكن بإخلاص من العاملين في هذا المشروع فقد تم الإنجاز وبنجاح مشهود بفضل الله.
وبينت أن الكويت هي الأولى عالميا في تطبيق هذا النظام في أحد المستشفيات العامة وهو مستشفى الفروانية، كما أن المركز الوطني للمعلومات الصحية يسعى لأن يتم تطبيق بقية أنظمة التصانيف الدولية، مثل نظام تصنيف الإجراءات والتدخلات الصحية (ICHI)، ونظام تصنيف الإعاقة (ICF)، وذلك عند إتمام إعداده من قبل منظمة الصحة العالمية.