[email protected]
إنه كلام عميق بين صديقين جمعتهما الحياة على محبة وطاعة الله!
الحب هو مجموعة متنوعة من الأحاسيس والمشاعر والحالات العاطفية والعقلية قوية التأثير!
وهذا الحب لا يستقيم إلا على ساقين، ساق الاهتمام بالرعاية وأخرى بالاحترام، وإذا فقد أحدهما فهو حب أعرج!
بهذه المقدمة بدأت حديثي مع صاحبي (أبو شميس) العزابي الأكبر سنا (السبعيني) في الكويت، فما دار بيننا عقب صلاة الفجر الى شروق الشمس بالأمس!
- قلت له: دائما تعتقد أن حياة الآخرين هي أفضل من حياتنا (حسد وغيرة ومطالع) فيما يعتقدون هم أنهم، أقصد (الآخرين) أن حياتنا أفضل!.. السبب وبلا تردد فقدان القناعة! وتشتت الأولويات!
- قال: عوِّد نفسك أن تكون أيامك (احترام - إنسانية - إحسان)، فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها! والعمر له حكم!
ضحك وقال مواصلا كلامه: الاحترام والإنسانية والإحسان أجمل هدية يقدمها الإنسان للإنسان دون منة!
- قلت: اسكب جل ما يؤلمك عبر (سجدة) خفية في جوف الليل تمتص وجعك وذنوبك وهمك كما أفعل وأدعو لك ولغيرك الكثير!
قال: تقصد نربي (عيالنا) على هذا (حرام وهذا حلال) وننشئهم على مراقبة الله في كل أعمالهم وأقوالهم!
قلت: هل هذا يدخلنا في (العيب) بمعنى أننا ننشئ جيلا يراقب الناس أم يخاف من الله عز وجل، أيهما رسالتنا في هذه الحياة؟
أنت أمام جيل (وايد كول) كما تسميه الزميلة حنان بدر الرومي في روائع كتاباتها!
- قال: ضع الجنة أمام عينيك واستشعر فضل الله عليك تكسب!
والجيل يناظر ويتعلم بالقدوة الحسنة!
قلت: الدنيا يا صاحبي أتريدها منزلا بالإيجار أم منزل تمليك في الآخرة؟!
بيدك الآن بناؤه، فلتحسن العمل، فهناك أناس يعيشون معنا على الأرض لا مال ولا جاه ولا نسب ولا منصب، لكن أملاكهم في السماء عظيمة، قصورهم تُبنى وبساتينهم تُزرع، فأكثروا من خبايا العمل الصالح، اجعل لك خبيئة! فهي والله الباقية!
واعلم يا أبا شميس واملك من الدنيا ما شئت، فسوف تخرج منها كما جئت!
ما أحوج الدعوة والدعاة إلى الصحوة وبث النشاط لإعادة الضائعين إلى دوحة الدين!
٭ ومضة: بكل صدق وشفافية عزيزي القارئ اعلم أن الاهتمام في الحب يأتي بدافع الحب وان اختفى، اختفى الدافع أيضا وتبقى الخطيئة خطيئة حتى تصلح نفسك ولا تكرر أخطاءك يابن آدم!
واعلم عزيزي أبا شميس أن البعد وعدم الاهتمام وسيلة غايتها النهاية وتختصر الكثير من المفردات والكلمات، فكل الأمور في خواتيمها!
تبقى الحقيقة: البعد أحيانا لا يؤلم.. ولكن المؤلم أن يبعد عنك شخص أفصحت له يوما بأن البعد هو الشيء الوحيد الذي يكسرك!
هناك حب حقيقي وهناك نزوة وهناك وهناك!
٭ آخر الكلام: حقيقة مجردة، رغم أن الحياة ليست أشخاصا إلا أن هناك أشخاصا هم لنا.. حياة!
وقالها لي أبو شميس يوما: سأعتني بك رغم البعد بيننا في دعائي وصلاتي وبين أحرفي وثنايا ذاكرتي ما لم يصبها الزهايمر.. وظللت أنا على (حالي) أهتم به مأكلا ومشربا خاصة أنه رافض الزواج وفي وقت الجائحة تخاف على صاحبك وصديقك ونديم روحك!
٭ زبدة الحچي: في الحياة وجدت كثيرا من الأشخاص الذين التقيت بهم في طرقات ودهاليز الحياة يقولون: البعد ينهي الحب: جاهلين ما يدرون أن اللي يحب من قلبه يظل يحب حتى بالبعد والافتراق!
بعد أن فسر لي صاحبي أبو شميس (معاني الحب الأعرج) قام ووجدته يعرج، فقلت: شفيك أنت تعرج يا صاحبي؟
فقال: دمت لي شيئا جميلا لا ينتهي إنها (عين) ما صلت على النبي!
وتبقى لك في قلبي مكانة لا يعرفها أحد، سمعتم (ومن الحب ما قتل)!
وهكذا هي الحياة تمشي، في الالتقاء أو الغياب تبقى (الحقوق محفوظة) خاصة عندما تحب إنسانا ولا تعرف لماذا أحببته!
ولهذا كله كان العنوان: الحب الأعرج!
فكم من حب أعرج بيننا!
.. في أمان الله.