ما الذي يمكن أن نقوله حول «The King’s Man»؟ إنه بمنزلة تمهيد مترامي الأطراف لسلسلة «Kingsman»، في محاولة لبناء عالم وقصة منشأ وكالة التجسس المستقلة، ويقدم الفيلم طاقم ممثلين مثيرا للإعجاب بقيادة رالف فينيس بدور يمتاز بالسوداوية وحس الفكاهة في آن واحد، ويلعب دجايمون هونسو دور «شولا»، فيكمل مسيرته بكونه أفضل شيء على الإطلاق في أي فيلم مبني على قصص مصورة.
فلنكن صادقين، هل تقوم حتى بصنع عمل مبني على قصة مصورة في يومنا هذا لو لم يكن «هونسو» على رأس قائمة الممثلين الذين سيختارهم المخرج؟ كما تقدم جيما آرتيرتون شخصية فظة للغاية بدور «بولي»، وهي مدبرة منزل ذات لسان سليط تحولت إلى عميلة سرية، ثم هناك ريس إيفانز بأحد أفضل أدواره خلال مسيرته المهنية بشخصية «راسبوتين»، إنه رائع للغاية.
بينما يتطلع العالم نحو الحرب العالمية الأولى، تبدأ منظمة «The King’s Man» في العمل، حيث يروي الفيلم قصة دوق أكسفورد الذي يجسده «فينيس»، والذي أصبح من دعاة السلام بعد تعرضه لمأساة عائلية، وهذه القصة أساسية لأنها تمثل نصف الفيلم الذي من المرجح أن يشكل تحديا للمشاهدين.
وفي حين كانت أفلام «Kingsman» السابقة من النوع الكوميدي المليء بالأكشن التي تميل إلى الطبيعة الجريئة لأفلام جيمس بوند وسلاسل التجسس البارعة التي ألهمتها، فإن هذا الفيلم مختلف تماما، فهو يهتم لأكثر من نصف فترته بطبيعة الحرب وأهمية السلام وصراع دوق أكسفورد مع سعي ابنه للقتال من أجل بلاده، وفي حين قد يكون من المثير للاهتمام استكشاف هذه الأشياء، إلا أن العمل بالكاد ما يقدم شيئا جديدا حول هذه الأمور، وتتسبب هذه المقاطع في الغالب بإبطاء الحبكة الثانوية ذات الوتيرة السريعة، والتي تشد المشاهدين أكثر بكثير وتقدم بعض الاكشن المذهل.
الأكشن هو ببساطة الجزء الأروع من الفيلم، والذي تم تنسيقه من قبل فريق حركات بارع ضخم ورائع يضم برادلي جيمس آلان، وألين جون، وإيم إينيس، وواين دالغليش، وغيرهم الكثير، وعندما تبدأ مشاهد القتال الملحمية هذه، ستجد نفسك غارقا وسط بعض أكثر العروض السينمائية إثارة للحركات الخطيرة منذ سنوات.
في حين أن الدوق يميل للسلم، إلا أنه أيضا يحاول إيجاد طريقة لخدمة بلده بأية طريقة، وهذه أحد التناقضات الغريبة العديدة في هذا الجزء، فكيف يمكن أن يكون الشخص من دعاة السلام بينما لا يزال يرغب في دعم الدولة التي تقتل الملايين؟ ويبذل المخرج «فون» قصارى جهده لإعادة تعريف القصص التي يستلهم منها احداث الفيلم، فيلعب هونسو دور خادم، بينما تلعب أرتيرتون دور مدبرة منزل، لكن يتم الكشف عن أنهما أكثر من ذلك بكثير، وينتقد الدوق أحيانا معاملة الأشخاص الذين كانوا تحت هيمنة الحكومة البريطانية، وهذا جانب آخر يتم التعامل معه بشكل سطحي بدلا من أن يكون أعمق.
إنه فيلم تاريخي مليء بالأكشن يلتزم بأفكار تقليدية يمكن التعرف عليها، وعلى الرغم من وجود مأساة على قدم وساق، إلا أن جزءا كبيرا منه يبدو مثل قصة خيالية حول تحقيق الأمنيات للآباء في سن وأسلوب حياة معينين، لذا فإن اللغز الأكبر فيه هو سبب عدم إطلاقه في يوم عيد الأب.
تقع معركة بين القديم والجديد في قلب «The King’s Man» ليس فقط من ناحية محاولة «فون» إعادة تعريف سلسلته أو ظهور «فينيس» وابنه كونراد (هاريس ديكنسون)، ولكن أيضا من ناحية مفهوم إعادة تعريف ما يمكن أن تكون عليه وكالة الاستخبارات، حيث يبدو «The King’s Man» من هذه الناحية كفيلم خيالي حول عالم مثالي يمكن فيه أن يعمل جميع الأشخاص بمختلف طبقاتهم معا من أجل مصلحة أكبر، لكن لا يزال أفراد الطبقة الدنيا يعملون لدى الطبقة الأرستقراطية ولا تزال الوكالة تدعى «The King’s Man» أو «رجال الملك»، وهذا يمنح المشاهدين فكرة عن مدى استقلاليته أو اختلافه بحق.
إذا كان بإمكانكم تجاوز تلك المشاكل الصارخة وتريدون فقط بعض المرح، فقد تجدون ان هذا الجزء أحد أفلامكم المفضلة، فهو يستبدل الكثير من الفكاهة غريبة الأطوار التي كانت في أول فيلمين بالاكشن الرائع والكثير من دراما الأب والابن، لكن قد يكون من الصعب تقبل تلك التحولات بالتوجه الجديد، ما يضفي إلى ذاك الشعور بعدم التوازن، كما تترك فكرة الأشرار ودوافعهم شعورا سيئا عندما يتعلق الأمر بفكرة من هو الشرير ومن هو الصالح، لاسيما أن الفيلم يهدف إلى التوفيق بين الأحداث التاريخية الفعلية وتغييرها.