زمان كان أهلنا يخوفوننا من «الخرايب»، وخاصة البيوت المهدومة وكذلك «الحوط»! طبعا خلال فترات النهار وخاصة في العطل المدرسية وفي أجواء الربيع مثل هذه الأيام كنا نعشق هواية صيد الطيور «الحبال»، ونحرص على الخروج مبكرا حتى نكسب الوقت، ولا نترك خرابة أو حوطة لا نروح لها لصيد الطيور، ولا يردعنا تحذير الأهل من عدم ارتياد الخرايب والحوط لاسيما بعد العصر وقت «المسيان» قبل المغرب!
ولكن الشغف بصيد أكبر عدد من الطيور الربيعية وخاصة الطيور الجارحة الصغيرة والكبيرة منها، كان يحثنا ذلك على الذهاب إلى مناطق الروضة والعديلية والجابرية والسرة وجنوب السرة القريبة من خيطان لأنها كان فيها الكثير من المساحات والخرائب والحوط الملائمة للصيد، وكذلك المزارع الشاسعة قبل أن تكون مناطق سكنية مأهولة!
ورغم تحذيرات الأهل فإننا كنا نغامر من أجل صيد بعض طيور الربيع ومن أجل التسلية واستغلال أيام الإجازة.
هكذا كنا، إلا أن أجيالنا اليوم متاح لها فرص وملاه ومرابع وأندية يمارسون هواياتهم بها بشكل آمن بعيدا عن الخرايب والحوط أيام زمان!
والجميل أنهم يقضون كل الأوقات والساعات في هذه الملاهي بكل أمان، ومتوافر لهم كل شيء، وما في أحد يخوفهم من «البيت المسكون»! لأنهم، الله يحفظهم يخوفون «السكني»!
الله على ذكريات أيام زمان الجميلة بحلوها ومرها!