إصلاح الأوضاع السلبية أمر جميل وإن كان «جزئيا» ولكنه يظل خطوة في الطريق الصحيح، ما يعطي الإنسان والمجتمع دفعة معنوية رائعة، ومن هنا نريد أن نشكر الجهات المسؤولة في جهاز البلدية على تفاعلها مع ما كتبنا في جريدة «الأنباء» بتاريخ 28/6/2021 تحت عنوان «العديلية الحفاظ على النموذج» والخاص بنقل «مركبات بيع الطعام» وهذا الأمر تحقق مع إزالة أغلبها وهي خطوة موفقة في المسار الصحيح تحققت كذلك مع تكاتف سكان منطقة العديلية الكرام وهذه نقطة تحسب لصالحهم وأيضا للمسؤولين.
وبعد زيارتي المتجددة لدواوين المنطقة لزيارة الأصدقاء والمعارف وشبكة علاقاتي هناك، رأينا عودة السكينة والهدوء، لكن رغم ذلك هناك «عامل إزعاج جديد» متوقع أن يقلب الأمور مرة أخرى إلى مضايقات متكررة واضطراب قادم بما يمثل مشكلة أكبر مما سبق أن ناقشناه، وهذا ما يتعلق بخطط مستقبلية «تجارية» لموقع رياضي من أملاك الدولة لاستغلالها في أنشطة «استثمارية» في منطقة سكنية! نفس العديلية النموذجية، وهذا تداخل إداري و«لخبطة» ما بين ما هو سكني وما هو تجاري وما هو رياضي! رغم حرص الدولة على توفير الأراضي التجارية الاستثمارية أو للأنشطة الرياضية بعيدا عن المناطق السكنية النموذجية، إلا أن هناك مشروعا غير نظامي يتم التحضير له والعمل عليه رغم القدرة على توفير بدائل «منهجية» لا تسبب ولا تصنع الفوضى.
إن سكان منطقة العديلية حريصون على الالتزام بأنظمة الدولة وقوانينها وهم يتحركون بجدية ضد كل ما يعكر صفو الهدوء والسكينة وما يحافظ على مستوى منطقتهم وأمنها، ومن هنا نشاهد تحركاتهم لإيقاف ذلك التداخل والاشتباك الإداري.
ولعل في ذلك مصلحة «عامة» لعدم تكرار هذه «اللخبطة» و«الخلط» بين الاستثماري والتجاري والرياضي والسكني في مناطق أخرى «نموذجية» بما يضر المواطن، وبما يخلق ضربا في نظامية مؤسسات الدولة وترتيب أمورها ويخلق الازدحام فوق طاقة تلك المناطق وغيرها من المشاكل التي يمكن تجنبها منذ البداية.
وهذه رسالتنا للمسؤولين والجهات الرسمية بما يختص بالعديلية مرة أخرى.