مع ضغوط الجائحة والتسرع في التحول ناحية الطاقة النظيفة قبل صياغة آلية ملائمة كي يكون تحولا هادئا وسلسا، ومع تعالي أصوات مكافحة التغير المناخي والتلوث الصناعي، تراجعت وتيرة الاستثمارات الحكومية والخاصة في مشروعات الطاقة الهيدروكربونية سواء في النفط أو الغاز، ما دفع الاستشكافات الجديدة في 2021 لتسجيل أدنى مستوى لها في 75 عاما.
وفي نفس الوقت لاتزال الدول الصناعية الكبرى التي تتزعم اتجاهات مكافحة التلوث تدعو إلى مزيد من الاستكشافات والاستثمارات لكن خارج بلادها، في سلوك متناقض وبراجماتي يثير كثيرا من الاستغراب والتساؤلات حول مدى مطاطية ومرونة المعايير والكود الأخلاقي لهذه الدول.
وتقول «ريستاد إينرجي» إن اكتشافات النفط والغاز الطبيعي عالميا تتجه هذا العام لتسجيل أدنى مستوى في 75 عاما، حيث أظهر تحليل لشركة أبحاث الطاقة، أن الكميات المكتشفة عالميا منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية نوفمبر الماضي بلغت 4.7 مليارات برميل من النفط المكافئ، ما سيكون أدنى مستوى منذ عام 1946 في حال عدم تحقيق أي اكتشافات كبرى في الشهر الجاري.
وترى «أوپيك» أن العالم في حاجة إلى استثمارات بـ 11 تريليون دولار من الآن حتى 2040 لكي يتواكب المعروض من النفط مع المطلوب.
فيما قرر كبار مستوردي النفط (الولايات المتحدة، الصين، كوريا الجنوبية، اليابان) في نوفمبر الماضي التنسيق المشترك للسحب من المخزون الاستراتيجي للنفط لعمل خلخلة في أسعار النفط ودفعه للهبوط، لكن المحاولات باءت بالفشل.
إلا ان ظهور المتحور «أوميكرون» في بعض دول جنوب القارة الإفريقية، قد دفع الأسعار إلى الهبوط خلال 48 ساعة فقط بنحو 11%، وذلك مع عودة احتمالات وأخبار عن الإغلاقات وفرض القيود على السفر والتنقل والتشغيل في عدد من دول العالم خاصة المستوردين الكبار للطاقة، ليهبط النفط إلى مستوى 72 دولارا للبرميل.
وتحذر وكالة الطاقة الدولية من أن التقلبات الشديدة في أسواق الطاقة ستظل تشكل خطرا، ما لم يتضاعف الاستثمار في الطاقة النظيفة ثلاث مرات في العقد المقبل.