انضمت فرنسا أمس إلى الدول التي بدأت تطعيم الأطفال ما بين 5 الى 11 سنة ضد فيروس كورونا المستجد، في حين فرضت الصين الحجر على سكان مدينة شيآن البالغ عددهـم 13 مليونا بسبب بؤرة إصابات، فيما انضمت تركيا الى الدول المصنعة للقاحات وأعلنت جهوزية تطعيمها «توركفاك». وقال وزير الصحة الفرنسية اوليفيه فيران «باشرنا رسميا تلقيح الأطفال» من هذه الفئة العمرية، موضحا من جهة أخرى أن الجرعة المعززة لن تشمل اليافعين «في الوقت الراهن».
ودعت وزيرة العمل الفرنسية إليزابيث بورن الشركات إلى تعزيز العمل من المنزل في مواجهة كوفيد-19 داعية إياها من الان للاستعداد لتوسيع إطاره بعد عطلة نهاية السنة، ليكون 3 إلى 4 أيام في الأسبوع. وبات المتحور أوميكرون من كوفيد-19، شديد العدوى يشكل حوالي 20% من الإصابات في فرنسا مقابل 10% خلال نهاية الأسبوع الماضي. وتوقع وزير الصحة الفرنسي أن يتجاوز عدد الإصابات اليومية في فرنسا بنهاية الشهر الجاري المئة ألف حالة.
وسبق لدول أوروبية عدة أخرى من بينها بلجيكا والدنمارك والنمسا واليونان وقبرص وإسبانيا والبرتغال أن وسعت نطاق التطعيم ضد فيروس كورونا ليشمل الأطفال.
من جهته، دعا وزير الصحة الألماني كارل لاوترباخ الناس في بلاده إلى إجراء اختبارات قبل لقاءات عيد الميلاد والاحتفال في نطاق ضيق. وقال لاوترباخ إن الحذر مطلوب بشكل خاص في التجمعات الاحتفالية «وأنا أنصح الجميع بإجراء اختبار قبلها» مشيرا إلى أنه من المفضل إجراء عدة اختبارات متتالية «والمجموعات الصغيرة أفضل من المجموعات الكبيرة».
وفي الصين فرضت السلطات أمس إجراءات الحجر على مدينة شيآن في شمال البلاد والتي يبلغ عدد سكانها 13 مليون نسمة، بسبب ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، قبل أكثر من شهر من دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين.
وقالت السلطات المحلية في بيان إن على سكان مدينة شيآن «البقاء في منازلهم ما لم يكن هناك سبب مقنع» لمغادرتها، موضحة أنه يسمح لشخص واحد من كل أسرة بالخروج للتسوق «كل يومين».
وعلى صعيد المعركة ضد الفيروس، انضم لقاح «توركوفاك» الذي طوره باحثون أتراك الى ترسانة الأسلحة المضادة بعد أن حصل على تصريح «طارئ» في تركيا، كما أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة قائلا: «حصل لقاحنا الوطني ضد كوفيد-19 على الموافقة الطارئة. وقال إن استخدام اللقاح سيبدأ في البلاد نهاية الأسبوع المقبل».
وأوضح أن طلبا للحصول على موافقة طارئة للقاح العامل بتقنية الفيروس المعطل، قدم في نوفمبر إلى وكالة الأدوية التركية الملحقة بوزارة الصحة.
وبدأت تجارب المرحلة الثالثة للقاح في يونيو بمشاركة 40800 شخص في تركيا.
ورحب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بهذا الإعلان قائلا إنه يريد «مشاركة» اللقاح مع دول أخرى.
وقال البروفيسور أتيس كارا، عضو المجلس العلمي التركي لوكالة أنباء الأناضول الحكومية، إن اللقاح «فعال جدا» دون إعلان نسبة فعاليته.
وأوضح كارا «حتى الآن، لم يصب أي من الأشخاص الذي لقحوا بتوركوفاك بشكل حاد من كوفيد-19 يتطلب دخول المستشفى أو العناية المركزة».
وبحسب بيانات وزارة الصحة التركية، تلقى 82،6% من السكان البالغين (فوق 18 عاما) جرعتي لقاح على الأقل.
وذكر الرئيس التركي أن لقاح «توركوفاك» سيكون الخيار الثالث للمواطنين بعد «سينوفاك» و«بيونتيك».
أما في الولايات المتحدة حيث تجاوزت نسبة الإصابة بالمتحور الجديد 73%، تعول السلطات على زيادة الفحوص وتسريع وتيرة التطعيم، فيما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن لمواطنيه جهوزية بلاده للتصدي للمتحورة الجديدة.
وقال بايدن إن الأوضاع تثير القلق بسبب انتشار أوميكرون، لكنه شدد على ضرورة «عدم الهلع»، مؤكدا أن الأوضاع حاليا مغايرة لما كانت عليه في مارس 2020.
وامتدت طوابير الانتظار الطويلة في بداية الأسبوع أمام مراكز الفحوص في كل أنحاء الولايات المتحدة. وأكد مسؤول كبير في البيت الأبيض أنه «ليس ضروريا إغلاق مدارسنا واقتصادنا». وستوفر السلطات الأميركية 500 مليون فحص بالمجان وستحشد ألف طبيب وممرض فضلا عن أعضاء من الهيئة الطبية في الجيش.
في هذه الأثناء، قال د.أحمد المنظري المدير الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية إن فيروس كورونا تسبب في وفاة أكثر من 5 ملايين شخص وإصابة ما يزيد على 270 مليون شخص على الصعيد العالمي حتى نهاية العام الحالي.
وأضاف المنظري - خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده المكتب الإقليمي لشرق المتوسط عبر تقنية الفيديو كونفرانس، أنه في بلدان إقليم شرق المتوسط البالغ عددها 22 دولة أصيب أكثر من 17 مليون شخص، فضلا عن وفاة أكثر من 314 ألف شخص قبل نهاية 2021.
ولفت إلى أنه لم يتم التمكن من وقف انتشار الفيروس إلا بالمداومة على اتباع إرشادات الوقاية من الفيروس أكثر من أي وقت مضى، لثلاثة أسباب أولها أن فصل الشتاء يتميز بزيادات كبيرة في أعداد الحالات والوفيات.
وثانيها هو موسم الأعياد وما يصحبه من تجمعات، والثالث هو ظهور أوميكرون والذي يستطيع في غضون أسابيع أن يكون المتحور السائد أينما ظهر.