صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس أنه ينتظر أن تجرى في يناير المقبل أولى المباحثات بين روسيا والولايات المتحدة وروسيا وحلف شمال الأطلسي بشأن الضمانات الأمنية التي طالبت بها موسكو على خلفية الأزمة المتعلقة في أوكرانيا.
وفي مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، قال لافروف «تم الاتفاق على أن يجرى في بداية العام المقبل اتصال ثنائي بين المفاوضين الروس والأميركيين، جولة أولى». وأضاف أنه تم اختيار المفاوضين وقبولهم من قبل الطرفين.
وتابع لافروف أن مناقشات بمشاركة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ستبدأ في ذلك الوقت «في يناير أيضا». وكرر لافروف امس تأكيدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي دعا إلى إجراء مناقشات «جادة» وحذر خصومه من محاولة إغراق المفاوضات «في مستنقع».
وقال الوزير الروسي إن هذه العملية لا يمكن أن «تكون أبدية لأن التهديدات تنشأ باستمرار حولنا والبنى التحتية للناتو تقترب من حدودنا»، مؤكدا أنه على الرغم من أن روسيا لا تريد نزاعات إلا أنها مستعدة لاتخاذ خطوات للدفاع عن نفسها. وأضاف «نأمل ألا ينظر أي شخص آخر إلى النزاعات على أنها سيناريو مرغوب فيه. سنعمل بحزم على ضمان أمننا بتلك الوسائل التي نراها مناسبة».
كما دعت روسيا امس الولايات المتحدة إلى عدم تشويه الحقيقة، واتخاذ خطوات فعلية من شأنها خفض التصعيد حول أوكرانيا.
وقالت السفارة الروسية في واشنطن، في بيان نشرته عبر حسابها على «تويتر»، ردا على تغريدة اتهم فيها المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، روسيا ووكلاءها بتصعيد التوتر، «ندعو الخارجية الأميركية إلى عدم تشويه الحقيقة، فمن أجل خفض التصعيد يتعين على الولايات المتحدة الامتناع عن إنشاء مواقع عسكرية موجهة ضد روسيا عند حدودنا».
وطلبت السفارة الروسية خصوصا من الولايات المتحدة التعهد بوقف توسع حلف «الناتو» شرقا، وعدم منح أي من الدول المنتمية سابقا إلى الاتحاد السوفيتي العضوية فيه، وعدم استخدام البنى التحتية الخاصة بها لممارسة أي أنشطة عسكرية، وعدم تطوير التعاون العسكري الثنائي معها.
ولفتت السفارة إلى أن هذه الخطوات ستتيح خفض التوترات الخطيرة في أوروبا وإبرام اتفاقات بخصوص ضمانات تتعلق بأمن متساو لا يتجزأ. ويتماشى بيان السفارة مع المبادرة الروسية الرامية إلى إبرام اتفاقيتين بخصوص هذه الضمانات الأمنية بين موسكو من جانب والولايات المتحدة و«الناتو» من جانب آخر.
بدورها، أعربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك امس عن «قلق كبير» بعدما وعد بوتين برد «عسكري وتقني» من روسيا إذا لم ينه خصومه الغربيون سياساتهم التي اعتبر أنها تشكل تهديدا.
وقالت «قلقي كبير» لأن كلمات الرئيس الروسي جاءت قبل «تحركات قوات» على الحدود مع أوكرانيا، معتبرة أن هذه «الأزمة الخطيرة» مع موسكو لا يمكن حلها إلا من خلال الحوار.
وشددت الوزيرة الألمانية على ضرورة إجراء حوار مع السلطات الروسية باستخدام «وسائلها المتاحة».
وقالت في مؤتمر صحافي «حتى لو قدمت مقترحات لا تشكل أسسنا للمفاوضات، يجب أن نتحاور»، مضيفة أنه من «المهم أن نعود إلى طاولة المفاوضات» مع موسكو في إطار صيغة النورماندي التي تجمع ألمانيا وفرنسا وأوكرانيا وروسيا.