- الشطي: الاستهزاء بأهل العلم والتقى والصلاح من خصال الكافرين وصفة من صفات المنافقين
- العصيمي: كل طاعن للعلماء لم يتأدب مع الله تعالى الذي شرفهم ورفع مكانتهم وأعلى منزلتهم
- السويلم: انتقاد العالم ليس لعناً وشتماً وخروجاً عن الأدب والنقد البنّاء هادف وليس هادماً
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «العلماء ورثة الأنبياء» لما لهم من منزلة لا يدانيهم فيها احد من الناس، كما كرمهم الله عزّ وجلّ بقوله: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ) فهم الأشد خشية بما حصلوه من علم، وبما ورثوه عن الأنبياء الذين لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن اخذ منه فقد اخذ بحظ وافر.
ومما يؤسف ان يخرج من يتطاول على علماء الاسلام ممن يحملون علما وأدبا وخلقا رفيعا، ومنهم العالم الفقيه الذي يقدم الرأي مشفوعا بالدليل، والفتوى مدعومة بالحجة، ومع ذلك نجد من يسفه ويقف موقف العداء منهم، فهل الهدف تشويه صورتهم وزعزعة ثقة المسلمين بهم؟ فالمسلمون جميعا يحيطون بهؤلاء الاعلام الرافعين لواء الدين الحنيف بما يناسب مقامهم العلمي من ثقة وإجلال، وهؤلاء الذين يتطاولون على علماء الشرع ما هم ببالغي شيء من ذلك حتى ولو سلقوا هذه القمم بألسنة حداد. فما هو الحكم الشرعي في التعرض والتطاول على علماء الشرع؟
يؤكد د.بسام الشطي أن الأصل في المسلم ليس لعانا ولا فاحشا ولا بذيئا، فالعلماء هم ورثة الأنبياء، والعالم إنسان مجتهد قد يخطئ وقد يصيب، اما الاستهزاء بأهل العلم والصلاح فهذه خصلة من خصال الكافرين وصفة من صفات المنافقين (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون) قال الإمام احمد بن حنبل عن العلماء «هم خلفاء الرسول في أمته، وورثة النبي في حكمته، والمحيون لما مات من سنته، فيهم قام الكتاب، وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا» قيضهم الله لحفظ الدين، ولولا ذلك لبطلت الشريعة وبطلت احكامها وهم في كل زمان الأصل في اهل الحل والعقد وهم المعنيون مع الأمراء في قوله تعالى: (وأولي الأمر) ولذلك كان الوقوع فيهم من اكبر الذنوب وفاعله لا يفلح ابدا.
وقال ابن المبارك: من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته وقال الامام احمد: لحوم العلماء مسمومة من شمها مرض ومن اكلها مات.
فليحذر المتطاولون على العلماء من سوء العاقبة، فالعلماء هم حملة العلم يسعون لنشر دينهم ووصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بورثة الأنبياء لما لهم من الأثر الطيب على الناس والفضل عليهم في معرفة العلم (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير).
كرمهم الله عزّ وجلّ
ومن جهته، قال د.محمد ضاوي العصيمي: لا شك ان الله عزّ وجلّ قد شرف العلماء وفضلهم ورفع مكانتهم وأعلى منزلتهم، قال الله عزّ وجلّ: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) وقال عزّ وجل: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ) وهذا تشريف من الله رب العالمين للعلماء.
وأكد د. العصيمي أن كل طاعن للعلماء هو في الحقيقة لم يتأدب مع الله تعالى الذي شرف هؤلاء العلماء ورفع مكانتهم وأعلى منزلتهم، وهم المبينون لحكم الله عز وجل والمبينون للحلال والحرام، وبهم يعرف الإنسان الخير من الشر والحق من الباطل والإيمان مما يضاده. ولفت إلى أن حاجة الإنسان للعلماء اعظم من حاجته للطبيب، لأن العلماء بهم تحفظ الاديان، بينما الاطباء بهم تحفظ الابدان، وحفظ الأديان اعظم من حفظ الابدان. وأما المتطاولون على العلماء فليس مستغرب منهم، حيث تطاولوا على أعظم من العلماء وهم الأنبياء.
(كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون) وقال د.العصيمي: لاشك أن المتطاول على العلماء يجعل حاجزا بين العلماء والناس وأهل العلم، وإذا وضع هذا الحاجز بحث الناس عن غير العلماء ليعرفوا حكم الله عز وجل، ولاشك هؤلاء الغير هم الجهلاء، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم « إن الله لا ينزع العلم انتزاعا من صدور الرجال، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا، فسُئلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا» فالنتيجة اليوم هو تصدر الجهال ومن لا يعرف بالعلم، وبهذا تضيع الشريعة ويضيع دين الناس ويصبح الدين ألعوبة بين الناس، ويجيرونه على أهوائهم وشهواتهم ومطالبهم ولا يحترمون شريعة.
من جهته، قال الشيخ يوسف السويلم: علماء الشرع بشر وقدموا علما ينبغي أن نتعلم منه ونسير على منهجه طالما اتفق مع القرآن والسنة، ويجب عدم التطاول على علماء الشرع، وعندما يتعرض العلماء للنقد لابد أن يكون في حدود الادب، لأن الانتقاد ليس لعنا وشتما أو خروجا عن الأدب، فالنقد البناء هادف وليس هادما، وهؤلاء من يتم التطاول عليهم قدموا للمسلمين علما نافعا، ولهم مكانة عالية لما يقدمونه متفقا مع القرآن والسنة.
فالعلماء هم الراسخون في العلم، العاملون بعلمهم على هدى وبصيرة. فيجب على المسلمين احترام العلماء وتقديرهم وموالاتهم، قال تعالى: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب).