كثير من المشاريع والنجاحات استلهمها الشباب من أفكار خلاقة فطوروها حتى قادتهم للعالمية، وأغلب السياسيين مدينون بهالة القوة والهيبة في خطاباتهم لكتاب هذه الخطابات، والممثل «سلفستر ستالون» يشاهد مباراة ملاكمة فتلهمه كتابة سيناريو فيلم «روكي»، والمؤلف يستعين بجيش من المختصين لتجميع دوراته ومحاضراته ومقالاته لتتحول إلى كتاب يتم تسويقه باحترافية، فثمة فرص وأفكار وعلاقات متناثرة باقتناصها قد تكون نقطة تحول وانطلاقة في حياتنا.
نابليون عند عودته إلى فرنسا من مصر سنة 1801م أخذ من كتب الفقه المالكي وبنى عليها القانون الفرنسي والذي أصبح أحد أهم أسباب نهضة أوروبا ثم أساسا لكل القوانين الأوروبية الحديثة، وهناك في باريس تأسست جامعة السوربون أعرق الجامعات الفرنسية سنة 1253م في عهد الملك لويس التاسع والتي ظلت تدرس الطب باللغة العربية لأربعة قرون مستنيرة بإبداعات علمائنا المسلمين كابن سينا والرازي، وفي بريطانيا العظمى تأسست أول صيدلية في القرن 17م واعتمدت كتاب «الجامع لمفردات الأغذية والأدوية» للعالم المسلم ابن البيطار مرجعا لها، لم يبدأ هؤلاء نجاحهم من العدم بل انطلقوا من حيث انتهى علماؤنا بإرثنا الزاخر مضيفين بعض التحسينات والتغييرات التي تواكب روح العصر فبنوا الحضارات.
وتوماس أديسون لم يكن عالما بارعا كما صوره لنا التاريخ بقدر ما كان سباقا في اقتناص الفرص واستثمار الأشخاص بطريقة احترافية مستعينا باختراعات العالم نيقولا تيسلا، وشكسبير اعتمد بشكل كبير على الحبكات الروائية والحوارات الزاخرة في روايات بلوتارخ فطورها وأضاف لمساته حتى بزغ نجمه.
قطعا لا أقصد بأن نصبح «نسور الجيف» نقتات ونتسلق على أكتاف الآخرين بل أن نستثمر ما حولنا ونضيف إبداعاتنا فأي اختراع إذا قمت بعمل إضافات وتغييرات عليه بنسبة 10% تحصل على براءة اختراع جديدة، إذا يمكنك أن تشق طريقك في الحياة مرتكبا أخطاء لا نهاية لها مبددا وقتك وجهدك لكن من الحكمة أحيانا أن نستلهم النجاح من إرث الماضي وإبداعات الحاضر كرواية أو فيلم سينمائي أو فكرة أو مشروع أو اختراع أو شبكة من الحلفاء نقوم بتفويضهم بأعمال تتطلب مهارة خاصة لا نملكها وإن ملكناها فالوقت لا يتسع لإتمامها.
«الحمقى يتعلمون بالتجربة، أما أنا فأفضل التعلم من تجارب الآخرين».. بسمارك.
al_kandri@