بسم الله الرحمن الرحيم: (وصاحبهما في الدنيا معروفا..) لآخر الآيات، بالهدي الرباني للوالدين حكمة ونعمة لمن يتدبرها.
وفي علم النفس العام والاجتماعي عنوان للمختصين درايته: «الوسواس القهري» له أعراضه وصفاته وحالاته، لا نود الخوض في أموره بل اقتباس عنوانه للحالات العامة لكبارنا سنا ووقارا، واحتراما لا احتقارا لهذه المرحلة المتبقية من أعمارهم المديدة بإذن الله للخير سابقه ولاحقه، وتأكيد ذلك التقدير متقاعدهم بعد عناء الوظيفة وشقاء تربية الأجيال والأبناء لتحفظ مؤسساتنا المعنية مباشرة بهم دون تقليل من مكانتهم أو تصغير لدورهم الأكيد في أساس مجتمعنا الناهض بفضل بركة وجودهم السابق واللاحق منهم مالك المال الحلال، ومثله طاعة الله وحسن تربية وتنشئة أجيال للحاضر والمستقبل الواعد خيرا!
ومختصر ما سبق للتوضيح، فإن من القهر ابتزاز كرامة كبار السن من قبل مؤسسات مختلفة بقوانين وضعية تحرمهم من تلك الكرامة والتقدير يوم حاجتهم لاستبدال أو شراء سلعة أو سيارة تخصهم بقوانين سابقة لكفالتهم من أحد أقاربهم أو أبنائهم ليطبق القانون القاسي على مسامعهم «نأسف لتلبية حاجتك ككويتي لبلوغك 75 عاما، والأعمار بيد الله»، ومن هذا النوع من جارح الكلام لهذه الفئة بالذات، آباء وأمهات من أهل الديرة لتقف أبصارهم وأفئدتهم في حيرة!
أمام هذا الانفصام للقانون ضدهم بكسر خواطرهم أمام وافدي المعارض والشركات العملاقة يديرها أحفادهم للأسف وكأنهم يتمنون نهايتهم بعد عمر طويل كتبه الله لهم، ولايزالون بكفالة أحبابهم حولهم بشهادة موظفي بعض المعارض، حاجاتهم وتمنياتهم القيام بمساعدة كبار السن لولا تسلط قانون وقلقهم من العاقب إذا طبقوا الكفالة، أليس في ذلك قهر وزجر لرعيل الديرة الأصيل عادة وسعادة؟! لماذا يجار عليهم بذلك القرار المجحف حتى بكفالتهم ورسمية دفع ما بذمتهم وتلبية حاجتهم كما هو وارد في دول خليجية شقيقة ودولية متحضرة ديانتها متعددة تطبق قواعد الإسلام مع هذه الشريحة؟
الجدير بالتقدير والاحترام رددتها إحداهن ومثلها المسن: «اقترب رجب لنسمع العجب لقهر المسنين بتقادم السنين بحروب بشرية محلية غير عادلة كفتها مائلة للمزاج الكحلي».
الله يعز الكويت، ويحفظ أهلها، وخاصة كبار السن طالت أعمارهم وأبقاهم ذخرا للجميع بالخير، وتحية لنواب الفزعة بنخوتهم تجاه إخوانهم ناخبي دائرتهم إذا أقبلت حاجتهم للتصويت بوضع مميت للأحوال!