توفي امس الاسقف ديسموند توتو آخر أبناء جيله من رموز الكفاح ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا عن 90 عاما، وذلك في أحد مستشفيات مدينة الكاب بعد حياة أمضاها في التنديد بالظلم والدفاع عن المظلومين.
وأعلنت الرئاسة في جنوب أفريقيا وفاة توتو رئيس أساقفة البلاد الحائز على جائزة نوبل للسلام، وباسم «الشعب بأكمله»، عبر الرئيس سيريل رامابوزا عن «الحزن العميق لوفاة» أحد أهم وجوه التاريخ في البلد.
وقال رامابوزا إن وفاة ديسموند توتو تشكل «فصلا جديدا من فصول حداد أمتنا في وداع جيل مذهل من أبناء البلد الذين تركوا لنا جنوب أفريقيا محررة».
وأضاف أن توتو كان «وطنيا لا مثيل له».
وقال كبير الأساقفة الأنغليكان تابو ماخوبا «نبكي رحيله»، نيابة عن رعايا كنيسته وعن «ملايين الأشخاص في جنوب أفريقيا والقارة الأفريقية والمعمورة». من جهتها، علقت مؤسسة مانديلا على نبأ الوفاة، قائلة إنه خسارة «لا تعوض»، مشيرة إلى أنه «كان رجلا استثنائيا. كان شخصا مذهلا، مفكرا، قائدا، راعيا صالحا».
وأشاد كبير أساقفة كانتربري جاستن ويلبي بتوتو في تغريدة على تويتر وقال إنه كان «رجل كلمات وأفعال». وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ان توتو «كان شخصية أساسية في النضال من أجل جنوب أفريقيا جديدة. سنتذكر قيادته الروحية». وتولى ديسموند توتو الذي ابتكر لقب «بلد قوس قزح» لجنوب أفريقيا، بعد إرساء أسس الديموقراطية في 1994 وانتخاب صديقه نلسون مانديلا على رأس البلد، رئاسة لجنة الحقيقة والمصالحة، على أمل طي صفحة الحقد بين الأعراق. ولد ديسموند توتو في السابع من أكتوبر 1931 لعائلة متواضعة في كليركسدورب وهي بلدة صغيرة غنية بالمناجم في جنوب غرب جوهانسبرغ. وقد أصيب خلال طفولته بشلل الأطفال.
ولقب توتو بأنه «البوصلة الأخلاقية للشعب» وظلت شجاعته في الدفاع عن العدالة الاجتماعية حتى على حساب نفسه متواصلة على الدوام لا خلال الحكم العنصري فحسب. وكثيرا ما اختلف مع حلفائه القدامى في حزب المؤتمر الوطني الحاكم بسبب تقاعسهم عن معالجة الفقر والتفاوتات التي وعدوا بالقضاء عليها.
وفي 1984 حصل توتو على جائزة نوبل للسلام لمعارضته السلمية لنظام الفصل العنصري. وبعد عشر سنوات شهد نهاية ذلك النظام ورأس لجنة للبحث عن الحقيقة والمصالحة تشكلت للكشف عن الفظائع التي ارتكبت في ذلك العهد.