- 2 يناير يبدأ نوء الشولة «الشولة ترد البرد من أوله» وينتهي ١٤ يناير.. ويليه برد البطين ثم نوء النعايم
قال الخبير الفلكي عادل المرزوق إن المنطقة، ومنها الكويت، تمر حاليا بفترة من البرودة في المنطقة وانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة، ومن المعروف أن انخفاض درجة الحرارة يعتمد اعتمادا كليا على هبوب رياح الشمال أو الرياح الشمالية الشرقية التي عادة يكون منبعها المرتفع السيبيري المتمركز في شمال روسيا الذي أصبح وبصورة عامة أقل برودة مما كان عليه في السنوات السابقة وترجع قلة البرودة الى الاحتباس الحراري الذي يسيطر على مناخ الكرة الأرضية.
وأضاف الخبير الفلكي: الرياح الشمالية التي كانت تهب في الماضي كانت باردة وتمر بعد أن تخرج من منبعها في منطقة سيبيريا في روسيا على منطقة جبال زاغروس في غرب إيران وهي في طريقها إلى منطقتنا، ولكن هذه الرياح فقدت الكثير من برودتها لسببين رئيسيين، أولهما أن هذه الرياح تنحدر من جبال زاغروس العالية إلى مناطق الوديان المنخفضة، وعندما تنحدر هذه الرياح من أعالي الجبال متجهة إلى سفوح الوديان فإنها تحتك بالجبال وهذا الاحتكاك يرفع من درجة حرارتها.
والسبب الثاني الذي أدى إلى ارتفاع حرارة الرياح الشمالية هو الاحتباس الحراري الذي صنعه الإنسان فرفع من درجة حرارة الجو في الكرة الأرضية.
وتابع: بصورة عامة عندما يتمركز المرتفع الجوي في أي منطقة من مناطق الكرة الأرضية فإنه يتسبب في تشكل التيارات الهوائية الهابطة المسببة للضغط العالي للهواء في طبقات الجو المنخفضة فتحبس هذه التيارات الهابطة وتمنع ارتفاع التيارات الصاعدة من سطح الأرض والوصول الى طبقات الجو العليا، فترتفع بسبب ذلك درجات الحرارة.
ويبقى المرتفع الجوي فوق المنطقة لفترة من الزمن وتصبح المنطقة وكأنها منطقة تصدير للرياح، حيث يمنع هذا المرتفع من وصول الرياح الى المنطقة بعكس المنخفض الجوي الذي يجلب الرياح ويجعلها تدخل الى المنطقة، ولهذه الأسباب التي ذكرناها فإنه من المحتمل أن تعود الموجة الحارة مرة أخرى في فترة المربعانية في المنطقة.
وبخصوص حالة الطقس خلال الأيام المقبلة، أوضح المرزوق أنه يتمركز في المنطقة حاليا مرتفع جوي يسبب هبوب رياح شمالية غربية معتدلة السرعة (10-15) كم/س تؤدي إلى انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة دون المعدل السنوي بحوالي بين (2 و4) درجات مئوية.
ولكن مع مساء الثلاثاء المقبل ستتحول الرياح الى جنوبية شرقية (كوس) تسبب حالة من عدم الاستقرار في الطقس وتكون سحبا ركامية تجعل الجو غائما كليا الأمر الذي يؤدي الى تكون جبهة هوائية تسبب حالة من عدم الاستقرار احتمال فرصة جيدة لسقوط أمطار رعدية تكون بين الخفيفة والمعتدلة. ومن المتوقع أن تسقط هذه الأمطار متقطعة في أوقات متفرقة وأن تكون كميتها بين (1 و3.5) ملم وان هناك احتمالا لأن تزيد قليلا عن ذلك.
واستطرد الخبير الفلكي: هناك احتمال بسقوط هذه الأمطار مع أواخر هذا الشهر ويمكن أن يبدأ سقوطها مساء الثلاثاء 28 الجاري، ومن المتوقع أن تستمر في شكل متقطع ومتفرق حتى بداية الأسبوع الثاني من السنة الجديدة، ويرجع سبب سقوط هذه الأمطار إلى وجود رياح نفاثة (Jet Stream) والتي تسير في طبقات الجو العليا ويكون اتجاهها إلى الشرق في طبقات عالية من الجو يكون ارتفاعها بين (40 و45) ألف قدم فوق سطح البحر تمر في سماء المنطقة ويكون منبع هذه الرياح النفاثة هو وسط المحيط الأطلسي.
فلكياً، قال المرزوق: نشير إلى أنه في يوم الأحد 2 يناير يبدأ نوء الشولة والذي تقول عنه عرب شبه الجزيرة العربية في سجعها (الشولة ترد البرد من أوله)، وهذا النوء هو من الأنواء الباردة في السنة، وبنهاية نوء الشولة في يوم 14 يناير تدخل فترة برد البطين في يوم 15 يناير، حيث يبدأ نوء النعايم (الذي يوقظ فيه البرد العجوز النايم)، وبين المرزوق أن هذا النوء هو أول نوء من أنواء منازل القمر يبدأ مع بداية السنة الميلادية كما أنه ثالث الأنواء في فترة المربعانية الباردة وهو أيضا النوء الحادي عشر من منازل القمر الثمانية والعشرين، ويظهر هذا النجم قبل شروق الشمس في اليوم الثاني من شهر يناير في كل سنة، ومدة هذا النوء ثلاثة عشر يوما مثله مثل أي نوء آخر من الأنواء الأخرى ونوء الشولة هو عبارة عن ثلاثة نجوم تبتعد عن الشمس بحوالي 700 سنة ضوئية وهو من النجوم اللامعة في السماء، وهو ثاني ألمع نجم في كوكبة العقرب، وسمي هذا النوء بالشولة لأنه شبه بالعقرب التي ترفع ذيلها وبه الشوكة أو الإبرة والتي هي في آخر الذيل، وكلمة شال في اللغة العربية تعني رفع أو ارتفع.
وينتهي نوء الشولة يوم 14 يناير حيث يدخل بعده نوء النعايم الذي يبتدئ في يوم 14 من شهر يناير، حيث يكون في أخر أربعة أيام من نوء النعايم يدخل برد الازيرق أو كما يسمى في الكويت والخليج أيام (تشار وتشار) وهي الفترة الشديدة البرودة.