بما لا يدع مجالا للشك إن تقدم الدول يبدأ بالتعليم حيث التنمية، وهذا ما حدث بالثروة العلمية التي أفرزت الثروة الصناعية وهي عصب الصناعات، فتقدمت دول وتأخرت عن الركب دول أخرى، فساد مفهوم الدول الكبرى المالكة لعناصر القوى التي تستطيع أن تفرض سيطرتها على الآخرين بواسطة بوابة التعليم، فلا تقدم ولا تنمية ولا تغيير بدون نهضة تعليمية صحيحة.
التعليم أساس تحقيق التنمية المستدامة، فهو يعد من أقوى أدوات نهوض المجتمعات بكل مجالاتها ويسهم في حمايتها من ظلمة الجهل، وهذا ما ينعكس إيجابا على مقومات الوحدة الوطنية التي تدعم كيان المجتمع واستمراره وتطوره نحو الأفضل.
وللمعلم دور مهم في إعداد الأجيال، فهو حكيم المجتمع وصاحب النظرة الشمولية للحياة، فبناء الإنسان يحتاج إلى معلم مجيد كي نلحق بركب التقدم، فهي مهنة أساسية ومهمة في تقدم الأمم وسيادتها، ويقول بوب تالبرت «المعلم الموهوب مكلف، ولكن المعلم السيئ أكثر كلفة».
واليوم حول المعلم النظام التعليمي إلى مشروع صغير ناجح، فجعل من الطالب آلة كسب للمال «الدروس الخصوصية»، فشتت وقت الحصة في أمور هامشية لا علاقة لها بمجريات الدرس، فانعدم الاستعداد الدراسي للطالب والمثل يقول «يظهر المعلم عندما يكون التلميذ مستعدا» فمن هنا تجنى الثمار من الدروس الخصوصية فيصبح الطالب آلة تلقين لاجتياز الاختبارات فقط، ولهذا ضرب الأكاديميون جرس الإنذار بضعف مستوى المخرجات، فهذا الخلل إذ لم نتداركه فسوف يؤثر على أمننا الوطني ويخرج لنا جيلا لا يدير.
إذن: التعليم زينة في الرخاء وملاذ في الشدة ويحرس البلاد أفضل من جيش منظم، والمؤسسة التعليمية حاضنة أمننا الوطني، تنبت منها أجيال واعية مدركة للمصالح الوطنية، فيتحتم علينا من إعداد كوادر تعليمية مؤهلة ذات معايير ناجحة، لديها معرفة واسعة، التي تعلق عليها الآمال، والرقيب على سلوكها بعد الله سبحانه وتعالى هو ضمير يقظ ونفس لوامة، وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت معلما» رواه إبن ماجة.
ونختم زاويتنا بقول الكاتب الأميركي ويليام آرثر وارد «المعلم المتواضع يخبرنا، والجيد يشرح لنا، أما المعلم العظيم فهو الذي يلهمنا».. ودمتم ودام الوطن.
شكر: كل الشكر والتقدير إلى العقيد الركن عبدالعزيز بدر الشطي من مديرية شؤون الملحقين والبعثات العسكرية، والمقدم ركن/ عبدالله خليل كابلي، والسيد/ أحمد منيزل العنزي من سفارة الكويت في بانكوك، والملحق العسكري لما قدمتم لنا من تسهيلات، جعلكم الله ذخرا للوطن.
[email protected]