منذ نشأة الكويت الحديثة تطورت الحياة السياسية ابتداء من المجلس البلدي، كان نواة المجلس التأسسي في عام 1938 إلى استقلال الكويت 61 ومسودة الدستور عام 62، مرت الكويت بمنعطفات وأزمات سياسية، ولكنها عبرت بحنكة وقيادة حكيمة للقيادة السياسية وتمكنت من استيعاب كل أزمة مهما كانت.
وحينما تشكلت التيارات السياسية متأثرة بالمد الناصري والعروبي والشيوعي والإسلامي، كانت هناك أصوات معارضة لسياسة الدولة وقوانينها، ولكن بحنكة الشيخ عبدالله السالم «أبو الدستور» من خلال فتح المجال السياسي، انطلق مجلس الأمة وتعززت حرية الصحافة والحرية الأدبية والاجتماعية، وتم تأسيس دولة حديثة متطورة في كل مجالات العلمية والعملية على مستوى الشرق الأوسط والعالم أجمع، وكانت ملاذ المفكرين والمبدعين من شتى دول العالم، خصوصا الشرق الأوسط، ولكن خلال العقدين الأخيرين ظهرت لنا معارضة من أجل المعارضة لا تقوم على أسس ومبادئ ومعايير وطنية تخدم مصلحة الكويت، ولكن معارضة على القبلية والطائفية والعائلية، سلاحها الصوت العالي والتخوين والاتهام وتشكيك المواطنين في النظم السياسية والاجتماعية والاقتصادية وزعزعة الأمن وإثارة النعرات القبلية والطائفية، وعلى سبيل المثال لا الحصر ما كان في انتخابات «التطبيقي» وطريقة الطرح في القوائم وقيامها على تحزب قبلي طائفي دون طرح وطني أساسه مصلحة الكويت.
اختلاف كبير بين معارضة الأمس واليوم، معارضة الأمس كانت قائمة على طرح وطني عقلاني من خلال قبة عبدالله السالم وتقديم المشاريع والقوانين التي تخدم مصلحة الكويت وأهلها، واليوم نرى معارضة هدفها الوجود الشعبي والبطولات الورقية ولو على حساب الوطن والمواطنين، هنا أطرح عدة تساؤلات:
ماذا قدمت المعارضة من مشاريع وقوانين تنموية تخدم الوطن؟
هل توجد لدنيا معارضة حقيقة أم معارضة مصالح تخدم أجندات معينة؟
٭ شخطة قلم: هنا أضع مصطلح «المعارضة الهادفة»، ويمكننا تعريف المعارضة في النظم السياسية بأنها مجموعة من الجماعات أو الأفراد تمارس وتعبر عن آرائها ونشاطاتها الفكرية، من خلال تنظيمات شرعية تسمى «مؤسسات المجتمع المدني»، وهنا في الكويت نتمتع بالحرية والديمقراطية ولكن وفق أطر قانونية ودستورية.