قبل الإفصاح عن الرأي التربوي والتعليمي، أحب أن أوجه الشكر الجزيل لجهود بعض الشباب من المعلمين والمعلمات الكويتيين على ما بذلوه من جهود من أجل النهوض بالعملية التعليمية وإيجاد الحلول والسبل عبر الوسائل التكنولوجية الحديثة التي أسعدت الكثير من أولياء الأمور في تخفيف العبء الكائن عن الطالب والمساهمة في النهضة التعليمية.
إننا نعيش فترة اختبارات نهاية الفصل الدراسي، وأولياء أمور وطلاب في تذمر مستمر من الأوضاع التربوية والتعليمية من قبل الوزارة، ومع احترامي للمسؤولين فالتعليم لدينا تعتليه الفوضى والجمود، فهناك أمران مهمان يجب أن يعاد النظر السريع فيهما ألا وهما الأسلوب التربوي وأسلوب التعليم.
أولا بالنسبة للأسلوب التربوي، ففي وقت الاختبارات نجد الوضع يأخذ الشكل الإرهابي للطالب، حيث القوانين المخيفة والراهبة من حيث الممنوعات أثناء الاختبار - التفتيش قبل الدخول لقاعة الاختبار بأجهزة كشف المعادن - نقل الاختبارات بسيارات مدعمة بحماية من قبل وزارة الداخلية، إنها أساليب مرفوضة تربويا تماما، وذلك لسبب رئيسي عميق في انعكاساته ألا وهو بلورة شخصيات مزعزعة في ثقتها بنفسها ومزعزعة في اكتساب القيم التي هي الأصل في تنمية البلد وحفظ أمانه وليس بهذا الأسلوب الهزيل في صنع جيل واعد ذي مخرجات تعليمية عالية، فيجب على وزارة التربية والتعليم عمل دراسات من أجل النهوض باستراتيجيات تربوية ترفع من مخرجات الطالب التعليمية ومعطياته الأخلاقية وأهمها محاربة (الغش - والمادية).
ثانيا بالنسبة للأسلوب التعليمي: كفانا تأخرا وجمودا في العملية التعليمية، إن لكل مجتمع حاجاته النفسية والاجتماعية التابعة للثقافة العامة المتبلورة على أساس العادات والتقاليد والأعراف والقيم والدين والتاريخ التعليمي (مهم جدا) فلا يجدر أن تقتبس أساليب تعليمية من الخارج وتطبيقها على طلابنا ما بين التجربة والإخفاق، فيجب إيقاف تلك المحاولات والاستعانة بالخبرات والكوادر الوطنية، إنني أرى الكثير من الشباب من أبناء البلد الكويتيين يسعون جاهدين في تحسين العملية التربوية للأفضل، ويجب على الوزارة الأخذ بتوجهاتهم التنموية وتشجيعهم لتعم الفائدة على الجميع، كما أن أسلوب الاختبارات خاصة للمرحلة المتوسطة مرفوض تماما، لما له من الانعكاسات السلبية على الأسلوب التربوي والعامل النفسي للطالب، والذي نوهت عنه في مقالات سابقة، ويجب أن تدمج العملية التعليمية المباشرة مع التعليم التكنولوجي من حيث عمل الطالب بالأنشطة والتي ترفع من ثلاثة أمور تربوية تنعكس على المجتمع بالخير الكثير ألا وهي: الثقة بالنفس - إثبات وجود - تحريك الفكر الإبداعي، فتلك الثلاثة المحركات الأساسية تجعل من العملية التعليمية متعة للطالب.
وأخيرا وليس بآخر، أهم عامل يرفع من العملية التربوية والأخلاقية هو التركيز على تعليم القرآن الكريم وإعطاء المادة الأهمية الكبرى من بين المواد الأخرى سواء كان في التعليم الحكومي أو الخاص، فالذين عمروا وأسسوا الكويت الحديثة كدولة لها كيانها وسيادتها، لم يكونوا من خريجي الجامعات الكبرى، وإنما من الكتاتيب أو الكتاب الذي كان يعتمد على منهج واحد لا غير ألا وهو القرآن الكريم.
LinesTitle@