في ظل التوتر المتصاعد بين روسيا والغرب على خلفية أزمة أوكرانيا، هاجم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، روسيا بسبب طلبها عدم توسع حلف الناتو شرقا، مضيفا أن هذا الطلب «مرفوض».
وقال بوريل في مقابلة مع صحيفة «Welt»: «إن المطالبة بضمانات أمنية وإنهاء توسع الاتحاد الأوروبي والناتو شرقا هي أجندة روسية بحتة بشروط غير مقبولة على الإطلاق، خاصة فيما يتعلق بأوكرانيا»، مؤكدا أن موسكو «قدمت أجندتها بطريقة مكتوبة للمرة الأولى». كما أشار إلى أن المفاوضات يجب ألا تتعلق فقط بأوكرانيا وتوسع الناتو باتجاه الشرق، ولكن أيضا «جميع انتهاكات المعاهدة منذ اعتماد اتفاق هلسنكي النهائي في عام 1975». كذلك أضاف: «نحن نختلف مع العديد من التطورات في السياسة الخارجية الروسية، وكذلك مع بعض الأحداث التي تعتبرها موسكو شؤونا داخلية». وتابع «المنتصرون فقط هم من يفعلون ذلك ويملون شروطهم».
إلى ذلك، اتهم موسكو بـ «الرغبة في التفاوض على هيكل أمني أوروبي دون مشاركة الاتحاد الأوروبي»، معتبرا أن المفاوضات بشأن الهيكل الأمني الأوروبي والضمانات الأمنية «قضية لا تهم الولايات المتحدة وروسيا فقط». وتابع: «يجب أن يكون الاتحاد الأوروبي حاضرا في هذه المفاوضات، لأنها لن تكون منطقية إلا إذا تم تنفيذها بالتنسيق الوثيق مع الاتحاد الأوروبي وبمشاركته».
في المقابل، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودنكو، أن نشر حلف شمال الأطلسي «الناتو» لمنظومات أسلحة ضاربة في جورجيا سيشكل تهديدا مباشرا لبلاده وحلفائها، مؤكدا أن هذا بالنسبة لموسكو خط أحمر.
وقال رودنكو في مقابلة مع وكالة أنباء «سبوتنيك» امس: «يعتبر انضمام جورجيا إلى (الناتو) ونشر أنظمة الأسلحة الهجومية على أراضيها خطوطا حمراء بالنسبة لنا».
وأضاف نائب وزير خارجية روسيا: «أن مثل هذه الأعمال ستغير بشكل جذري المواقع العسكرية والسياسية للقوات في جنوب القوقاز وستشكل تهديدا مباشرا لأمن روسيا في المنطقة». وعلى صعيد متصل، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التخطيط لإجراء تدريبات عسكرية روسية - بيلاروسية مشتركة، خلال فبراير أو مارس من العام المقبل. وقال بوتين - خلال لقائه الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو: «سنجري مناورات روسية - بيلاروسية مشتركة في أوائل العام المقبل خلال شهر فبراير أو مارس، لا أعلم تحديدا الموعد»، مشيرا إلى أن العسكريين في البلدين يقومون بتنسيق هذا الموضوع.
من جانبه، قال الرئيس البيلاروسي - خلال اللقاء -: «إن روسيا تنظر في الوقت الحالي في اقتراحه بشأن إجراء تدريبات على الأراضي البيلاروسية»، مشيرا إلى أن إجراءها يصب في مصلحة العلاقات بين البلدين.
ووجه ألكسندر لوكاشينكو، الشكر لنظيره الروسي بوتين، على الدعم الذي تقدمه روسيا لبلاده، على خلفية الضغوط الخارجية على مينسك، وكذلك على دعم التعاون بين البلدين في صناعة الطائرات. وفي الشأن الداخلي الروسي، أصدرت محكمة في موسكو امس قرار حظر هو الثاني خلال يومين ضد أبرز مجموعة حقوقية في روسيا «ميموريال»، رغم التنديدات الدولية. وأمر القاضي ميخائيل كازاكوف بحل «مركز ميموريال لحقوق الإنسان»، الذي ينظم حملات مناهضة لانتهاكات حقوق الإنسان في روسيا، بناء على طلب الادعاء.
واتهم الادعاء مركز «ميموريال» الحقوقي بعدم وضع علامة «عميل أجنبي» على منشوراته، بناء على ما يفرضه القانون على المنظمات التي تحصل على تمويل خارجي، وبتبرير الإرهاب والتطرف. وتجمع العشرات من أنصار الهيئة خارج مقر المحكمة وسط برد قارس. وتعد «ميموريال» التي أسسها معارضون للحكم السوفياتي عام 1989 بينهم أندريه ساخاروف الحائز جائزة نوبل للسلام أبرز منظمة حقوقية في روسيا.
وخلال جلسة أمس، اتهم أحد ممثلي الادعاء «ميموريال» بدعم المنظمات «المتطرفة» وتلك المصنفة ضمن «العملاء الأجانب» بشكل «نشط». وذكر أن «ميموريال» هي التي انتهكت حقوق وحريات الروس، متهما إياها بافتقاد الشفافية. وقبيل صدور الحكم، أفاد مدير «مركز ميموريال لحقوق الإنسان» ألكسندر شيركاسوف، أن إغلاق المركز سيعني بأن القمع السياسي بات جزءا من الحياة اليومية في البلاد. وقال في المحكمة «على مدى العقود الثلاثة الماضية، كانت جميع أنشطتنا هادفة إلى حماية مواطني روسيا ومصالح الدولة الروسية».