- التحول للمحميات المنزلية يضمن استمرارية الإنتاج شريطة الدعم الخارجي
محمد راتب
الحدائق المنزلية والعناية بها سمة من سمات المجتمع الكويتي، فلا نكاد نجد بيتا إلا وتفنن أصحابه في تجميل محيطه وزراعته، ولتدخل هذه الحدائق في تحقيق الأمن الغذائي لا بد من استراتيجية واضحة ودراسات مجدية ونتائج جيدة ومردود مادي.
«الأنباء» استطلعت آراء بعض المواطنين للوقوف على كيفية الوصول إلى هذا الهدف وتحقيق جانب من الأمن الغذائي، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، أكد رائد الزراعة المائية فواز القريان أن مفهوم الأمن الغذائي يعني الضمان والإنتاجية المستمرة، موضحا أن الحدائق المنزلية تخضع للنظام العشوائي ومزاج أصحاب المنزل والمساحة والتكنولوجيا المستخدمة، واستثمارها يتطلب خطة مدروسة تضعها جهة مستمرة بمساحات وخطة معلومة لتتحول من عشوائية إلى منظمة برعاية أصحابها.
وقال القريان إن الأمن الغذائي الأسري هو عبارة عن إنتاج بعض الخضار والفواكه بشكل غير مستديم وخصوصا في الصيف، فهو يحتاج إلى محمية مكلفة في البيوت من جهتي التشغيل والصيانة، ولا تقارن بما تنتجه، ففي المحمية ننتج السنة كلها، فإذا أردنا استثمار الحدائق علينا أن ننشر مفهوم المحميات المنزلية مع التوعية إلى جانب برنامج تخفيضي يشتمل على العروض والدعم من الجمعيات التعاونية والأهلية والشركات المعنية.
وذكر أن من فوائد الحدائق المنزلية أنها تقلل من الانبعاثات الكربونية والوقت والأموال المصروفة مع تخفيف الازدحام المروري، وتمنح الراحة النفسية والاستقرار المجتمعي والاطمئنان الأسري.
بدوره، قال المزارع ناصر العازمي ان الزراعة المنزلية تنقسم إلى أقسام منها زراعة الأسطح والزراعة الداخلية والزراعة الخارجية وهي الحدائق، وأما آلية الزراعة فإما تقليدية أو مائية أو هيدروبوليك، ومن الاصناف التي يمكن زراعتها في المنازل فتشمل ما يستفيد منه المنزل من خضراوات بحسب الموسم وطبيعة الأرض والمناخ إضافة إلى الذرة والفراولة، موضحا أنه في حال زراعة كل بيت للحديقة الخاصة به بالصورة الصحيحة فإنها تكفي 70% من احتياجاته الأساسية.
ونصح العازمي كل من لديه مساحات خالية بزراعتها فهي سهلة للغاية وخصوصا في ظل «السوشيال ميديا» التي تقدم كل ما يحتاج إليه الراغبون في الزراعة إضافة إلى إمكانية زراعة الورقيات بالوسائل المتاحة.
من جهته، ذكر محمد الفيلكاوي إن الحدائق المنزلية ملكية خاصة بإمكاننا زراعة كل ما نرغب فيها شريطة عدم التعدي على الممتلكات العامة، داعيا إلى الاستفادة منها في زراعة الغذاء من الخضار والفواكه، مبينا أنه يقوم شخصيا بزراعة حديقته الخاصة بالخيار والبطاط والبقدونس والورقيات الخضراء والباذنجان والريحان، وهي تحقق نتائج مميزة، كما ان فوائد التخضير لا تنعكس على الفرد فحسب بل على المجتمع والدولة كذلك.
ولف الفيلكاوي الى أن من أجمل المشاهد رؤية البيوت وقد زرعت حدائقها وتلونت بالألوان المختلفة الطبيعية، بدلا من انتشار الرمال والتصحر، داعيا لزراعة النخيل والسدر لمنح الرونق والجمال للبيوت، موضحا أنه في دول أخرى مثل كندا تتم محاسبة من لا يقوم بالزراعة إلى جانب بيته.